فقد الفن التشكيلى والصحافة العربية الفنان العالمى مصطفى حسين مساء أمس الأول، صاحب الموهبة العبقرية والريشة الذهبية والروح الساخرة المتدفقة بالحيوية والبصيرة والممزوجة بالمرح والألم والأمل، عن عمر يناهز 79 عاما، بعد صراع طويل مع مرض السرطان الذى جعله متنقلا بين أمريكاوالقاهرة للعلاج، وشيع جثمانه أمس من مسجد السيدة نفيسة ويقام العزاء بمسجد الحامدية الشاذلية الأربعاء المقبل. كانت لوحاته ورسوماته علامة فارقة فى تاريخ الكاريكاتير بمصر والعالم العربى، ومثلت شخصياته الكاريكاتيرية التى كان يقدمها الثنائى مصطفى حسين وأحمد رجب بأسلوبهما الساخر تحولا جوهريا في علاقة جمهور القراء بهذا الفن الساخر، حيث سلطا ضوءا قويا كاشفا السلبيات، منتقدين التجاوزات والانحرافات التى تحدث فى المجتمع ولم يسلم من سهام هذا النقد "البناء" أي مسئول مهما علا قدره من الغفير الي الوزير بل رئيس مجلس الوزراء، وكثيرا ما أثارت عواصف الجدل وأزاحت مسئولين وصوبت أوضاعا كانت مختلة، واستطاع الثنائى اللامع مصطفى حسين وأحمد رجب أن يتركا بصمة غائرة علي فن الكاريكاتير العربى ويصعدا به إلى آفاق العالمية، ليكون بمثابة لغة مشتركة بين كل شعوب العالم رغم اختلاف ثقافتهم، ومن هذه الشخصيات: كمبورة وعبده مشتاق وفلاح كفر الهنادوة والكحيت وعزيز بك الاليت وعبد الروتين ومطرب الأخبار وعباس العرسة وعلى الكومندا. الفنان مصطفى حسين من مواليد 7 مارس 1934، تخرج فى كلية الفنون الجميلة بجامعة القاهرة قسم تصوير عام 1959 وبدأ حياته الصحفية فى دار الهلال ثم أخبار اليوم ومجلة آخر ساعة وقدم العديد من رسوم كتب الأطفال فى مصر والعالم العربى وصمم العديد من الأفيشات منها أفيش الدورة السادسة والعشرين لمهرجان الإسكندرية السينمائى الدولى ونال الكثير من الجوائز والتكريمات. وقالوا عنه: د.حمدى أبوالمعاطى نقيب الفنانين التشكيليين: برحيل الفنان مصطفى حسين افتقدنا قيمة فنية كبيرة تركت بصمة واضحة المعالم سواء كفنان تشكيلى وصحفى وخاصة فن الكاريكاتير والبورتريه وذلك بأسلوبه الساخر كما نجح على مدى دورتين فى قيادة نقابة الفنانين التشكيليين وحقق العديد من الانجازات سواء للنقابة أو للتشكيليين فلن ننساه ، لكن عزاءنا أن أعماله الفنية باقية معنا. د.فاروق وهبة: مصطفى حسين أعطى قيمة كبيرة للفن التشكيلى من خلال أسلوبه الساخر وجعل مختلف فئات المجتمع يحرص على متابعة رسومه اليومية بالأخبار، كما كان نشيطا حيث كان حريصا على متابعة المعارض فى مختلف مدن وقرى مصر. د.سهير عثمان : إضافة إلى نجاحه المهنى كصحفى وفنان تشكيلى مهتم بقضايا البلد فإن الجانب الانسانى عنده كان على مستوى يفوق الوصف، فرغم شدة مرضه كان يحرص على تلبية الدعوة لافتتاح أى معرض سواء بالقاهرة أو فى أى محافظة، لذلك افتتح وشارك فى كل المعارض التى قدمتها على المستوى الشخصى أو فى كلية الفنون التطبيقية أو لأحد طلبة الكلية، ولن انسى اهتمامه الشديد بقضايا المجتمع كما حقق انجازات كبيرة لنقابة التشكيليين عندما تولى إدارتها على مستوى دورتين وكان يسعى ويسعد لحصول أى فنان مصرى على جائزة من المحافل الدولية. خديجة بلبع: رغم صعوبة فن الكاريكاتير فإن الراحل جعل المجتمع العربى يستوعبه بسهولة لذلك نجح فيه باقتدار كما كان مبدعا فى رسم البورتريه بالرغم من الاختلاف الكبير بينه وبين الكاريكاتير