تبدأ مناسبات الأعراس أفراحاً وتتحول إلي احزان ومناسبات عزاء بتصرفات غير مسئولة من أشخاص خرقوا الأنظمة والقوانين مسببين مآسي، لم تفلح السنون في مسح آثارها و ذكرياتها المؤلمة. فلم تفلح ذكريات تلك الحادثة المؤلمة، التي سبقها الكثير من المآسي، وما زالت حاضرة في أذهان الجميع، في إيقاظ الحس الإنساني داخل أناس أنستهم مشاعر الفرح اللحظية استشعار خطورة تلك الطقوس، لتستمر المآسي قبل أيام قليلة بتسجيل حالة وفاة في حفل زواج في بني سويف بصعيد مصر بسبب الممارسات نفسها التي باتت تشكِّل قلقاً كبيراً لدي المواطنين، ونتج منها إزهاق أنفس بريئة وإصابات خطيرة. تجاوز الأمر الإصابات والوفيات إلي السجن وكما اعتادنا أن الفاعل غالبا يكون من المدعوين في حفل الزفاف، أما بطل تلك الواقعة الذي لعب الدور ذاته هو العريس الذي قام يوم حفل زفافه عندما أراد أن يعبّر عن فرحته بالزفاف، فأخرج «فرد خرطوش» وضغط علي زناده، حتي استقرت الطلقة في صدر إحدي المدعوات ذات ال16 عاماً، فسقطت جثة هامدة، بعد إصابتها بطلقة خرطوش بالوجه والرقبة، وتوفيت فور وصولها للمستشفي. وبدلا من أن يزف مصطفي عريس ببني سويف وزوجته إلي بيت الزوجية، قامت قوات الأمن بضبط العريس المتهم، والسلاح المستخدم في الواقعة، وبدلا من أن يعترف بحبه وبصون زوجته ورفيقته ليلة زفافهما اعترف أمام النيابة بارتكاب الواقعة بطريق الخطأ، وبعرضه علي النيابة قررت حبسه 4 أيام علي ذمة التحقيق. فبدلاً من أن يدخل العريس يوم زفافه حياة جديدة أبطالها هو وزوجته، دخل حياة من نوع أبطالها مجرمون وأصحاب سوابق داخل زنزانة السجن، رغم أنه ليس مجرما ولا نصابا ولا قاتلا لكنه مخطيئ عندما لم يتعلم من أخطاء غيره بل وكررها دون إدراك عواقبها الوخيمة، دخل زنزانة الحبس علي ذمة جريمة قتل خطأ ارتكبها يوم زفافه. أن الأفراح تسعد كل إنسان كبيرا كان أو صغيرا ، فالجميع ينتظر هذا الحدث السعيد الذي لا يتمني أحد أن ينقلب الفرح والسعادة فيه إلي مأتم وبأيدينا!!. فعادة إطلاق النار في الأفراح عادة ذميمة منكرة شعبيا وعلينا مواجهتها إلا أن البعض منا اتخذها مدعاة للتفاخر ولكنها كثيرا ما حولت أفراحهم إلي بكاء وعويل لا يفيدان. الجميع يعلم أن استخدام الأسلحة أثناء الأفراح والمناسبات يعدّ مخالفة صريحة لنظام الأسلحة والذخائر، وتعرض مرتكب هذا الجرم للعقوبة بالسجن أو الغرامة المالية، أو بكلتا العقوبتين حسب الحالات المنصوص عليها في القانون. وعلي الرغم من ذلك فإن ثقافة إطلاق النار في حفلات الزواج وتحديها باستخدام الألعاب النارية والشماريخ التي لا تقل خطورة عن الرصاص والخرطوش، فما زالت تلك الثقافة الخاطئة والسائدة في ظل جهل بعض أفراد المجتمع بمخاطرها، وعدم حزم الجهات المختصة في الحد من هذه الظاهرة، التي تحولت إلي عادة وعلي الجميع التصدي لها والمساهمة في منعها.