كشف المؤتمر الصحفي، قبل وبعد مباراة المنتخب الوطنى أمام المنتخب التونسي، الذى فاز على الفراعنة بهدف للاشيء فى الجولة الثانية لتصفيات الأمم الإفريقية، التى ستقام بالمغرب العام المقبل، عن حجم المأساة التى يعيشها منتخب مصر ليس فقط بسبب فشله مرتين متتاليتين فى التأهل لأمم إفريقيا على الرغم من أنه المنتخب الأكثر فوزا بالبطولة حيث حصل على 7 القاب منها ثلاثة متتالية أعوام 2006 و2008 و2010، ولكن الإفلاس الفنى والخططى للجهاز الفنى للمنتخب بقيادة شوقى غريب ظهر فى التصريحات التى سبقت المباراة والتشكيل، الذى قال إنه سيكون مفاجأة للمنتخب التونسى الذى تمكن تماماً من الإمساك بزمام الأمور، وكأن غريب يتلاعب بلاعبى المنتخب، وهو ما وضح جليا خلال الدقائق العشرين الأولى من المباراة، وهو الأمر الذى وضح جليا أن غريب لم يستطع قراءة المباراة ولا أسلوب لعب المنافس وكأنه عاجز عن إيجاد طريقة لتحقيق حتى التعديل على أرضه ووسط جماهيره. وكان أول التوقعات هروب غريب من الحديث عن الاستعدادات قبل المباراة والبحث عن شماعة يعلق عليها مبرراته قبل لقاء تونس بالهجوم على بوب برادلى المدير الفنى السابق للمنتخب الوطنى متناسيا أن الأخير عمل فى ظروف أكثر صعوبة من التى يواجهها غريب، كما أنه لم يتم اختياره بالواسطة من خلال أصدقاء لمجلس إدارة اتحاد الكرة يدعمون موقفه بدون تحديد معايير للعمل فى أرفع منصب فنى لقيادة المنتخبات الوطنية. ففى كل موقف يشن غريب هجومه بدون مناسبة على الرجل الذى كان يعمل بإخلاص وصمت دون ضجيج إعلامي. فعلى الرغم من الفارق فى سيل التصريحات الهجومية من شوقى على سلفه برادلى نجد أن الأخير نجح فى بناء فريق جديد وقدم مستويات جيدة فى تصفيات كأس العالم قبل خسارته فى المباراة الفاصلة أمام غانا بفارق الأهداف 1-6فى غانا و2-1بالقاهرة، إلا أن أسلوب لعبه بطريقة 1-3-2-4 أثبت نجاحه فى تطوير أداء اللعب للمنتخب الوطني، محققا الفوز فى 9 مباريات ودية داخل وخارج مصر من أصل 12 مباراة وتعادل مرتين وخسر مباراة واحدة أمام البرازيل، وفى تصفيات كأس العالم الماضية حصل على العلامة الكاملة فى مجموعته برصيد 18 نقطة من 6 مباريات، لكنه تلقى هزيمة موجعة أمام غانا فى المحطة الأخيرة ليفشل فى تحقيق حلم التأهل إلى مونديال البرازيل بعدها تم إقصاؤه من تدريب المنتخب وبفعل فاعل. أما غريب فاكتفى بتصريحه، عقب الخسارة، بأن السبب غياب التوفيق وإهدار الفرص السهلة للاعبى منتخب مصر، مطالبا الجميع بالتحلى بالصبر نظرا لصعوبة موقفه بالمجموعة السابعة بعد فوز السنغال على بتسوانا على ملعب الأخيرة. وكان اختياره مجموعة اللاعبين قبل المباريات يدعو للحيرة نظرا لتناقض اختياراته، حيث استدعى المحمدى ولم يضمه إلى تشكيلة المنتخب، وضم عصام الحضرى الحارس المخضرم إلى قائمة الفريق ثم لم يشركه على الرغم من احتياج الفريق لعنصر الخبرة أمام كل من منتخبى السنغالوتونس، كما أن إشراكه لكل من غزال وأوكا عليه العديد من علامات الاستفهام بسبب تواضع مستواهما، خاصة أن الأهداف الثلاثة التى أصابت مرمى منتخب مصر فى مباراتى السنغالوتونس جاءت من أخطاء دفاعية واضحة، ناهيك عن إشراك شيكابالا فى توقيت متأخر من المباراة وعدم اشراكه مبكرا لإظهار مستواه المختلف الذى وعد به غريب بعد توليه المسئولية، حيث قال حرفيا إن شيكابالا المنتخب سيكون مختلفا عن شيكابالا الزمالك. أما برادلى الذى افترى عليه الجميع فاتضح حاليا أن رؤيته كانت صحيحة عندما استبعد المحمدى مباشرة بسبب أدائه السييء مع المنتخب على عكس أدائه مع «هال سيتي»، بالإضافة إلى وضوح موقفه مع الحضرى أحد مراكز القوى فى منتخب مصر واستبعاده لاختلاق المشاكل مع شريف إكرامي.