هللّ محمد حامد برهان للثورة واعتبرها تتويجاً لجهود الإخوان ،وانتظر الحصول على مكانته فى المجتمع كأن يصبح وزيراً أوعلى رأس مؤسسة كبرى، لكن أحلامه تبخرت وانتجت الثورة برنامجها الخاص ونجحت فى احتواء الجيل الجديد الذى نشأ فى أحضانها ولم تعترف بغيره ،وتحول التهليل إلى كراهية لمصروأهلها، وبينما كانت طائرات العدوان الثلاثى تدك بيوت ومساجد وكنائس وأجساد المصريين ،كان «محمد حامد برهان» يقول: «انتهت حركة المجرمين ولكن ما أفدح الثمن » . وتجاوز النظام الناصرى الأزمة وحقق المصريون انتصارهم الشعبى العظيم بالمقاومة ، وظلت الكراهية وتكررت الشماتة مع هزيمة 1967 ،ولم يفرق «برهان » بين محنة وطن وبين خلاف مع نظام ! ويموت عبد الناصر،ويهلل « برهان » فرحا ويشعر ب «أن القيود تنحل من حول عنقه ويديه وقدميه »، وكان على السادات أن يستغل هذا العداء لعبد الناصر، وعقد مصالحة مع جماعة « برهان » وأفرج عن الهضيبى وحقق ما أراد من تأييد الجماعة ، وراح «برهان » يدافع عن الرئيس المؤمن ويبرر أخطاءه ، لكن اتفاقية كامب ديفيد لم تترك فرصة للدفاع ، كما أن العهود والوعود التى قدمها لهم السادات لم تتحقق ولم يحصلوا على أى شىء حتى ولو كان حزباً سياسياً، ووقع الصدام وتصاعد حتى تحول إلى طلقات موجهة إلى صدر السادات وغرقت مصر فى بحر الدم . ومحمد حامد برهان هو بطل رواية « الباقى من الزمن ساعة» لعمنا نجيب محفوظ الذى كان صديقا لسيد قطب وشاهداً على تحولاته من الشعر والأدب إلى تكفير المجتمع وكيف أصبح «قطب» هو الأب الفاشى لجماعات الإرهاب والتكفير التى خرجت ثورة 30 يونيو للقضاء عليها وبتر جذورها من مصر التى أهانوها وأشعلوا الفتنة على أرضها وسخروا من تاريخها وحضارتها ونشيدها الوطنى، فلم تخرج الجموع ضد مرسى وحده،وكانت الهتافات «تسقط دولة المرشد .. تسقط جماعة الإخوان» ، ولم تكن « تسقط الجماعة إلا فلان أوعلان أوبرهان» ، الدعوة للمصالحة مع هؤلاء الخونة لا نستثنى أحدا خيانة لمصر وللثورة ولنجيب محفوظ الذى كشف أقنعة الجماعة وقدم عشرات النماذج فى رواياته وقد أحصاها وجمعها الباحث«مصطفى بيومى » فى كتابه الرائع « نجيب محفوظ والإخوان المسلمون » ليتكم تقرأونه لتعرفوا كم « برهان » منهم أهان مصر وحرض ضد أهلها .