خلقنا الله كل له صفاته وطبائعه الخاصة التى يختلف بها عن غيره من الناس، كما أن لكل فرد قدراته ودرجة ذكائه التى تميزه حتى عن أشقائه... ورغم ذلك - وللأسف - فان هذه الحقيقة تغيب عن أذهان كثير من الأمهات والآباء مما يدفعهم إلى عقد مقارنات بين أبنائهم بغرض إظهار تفوق أحدهم على الآخر ومحاولة الضغط عليه كى يتفوق ويبذل أقصى ما يمكن ليكون مثل أخيه. ويقول د.أحمد فخرى استشارى الطب النفسى بجامعة عين شمس أن الأسرة هى الرحم الاجتماعى للطفل ومن خلالها يتشكل وجدانه ووعيه، كما يتطبع بالسلوكيات الايجابية أو السلبية الخاطئة. و يصاب الطفل بالإحباط عندما تقع الأسرة فى بعض الأخطاء التربوية وأهمها مقارنة طفل بآخر سواء كانت المقارنة بينه وبين أخيه أو جاره أو صديقه مما يؤدى إلى فقدانه الثقة بالنفس لأن هذه المقارنة لا تحترم قدرات الطفل كما تقلل منه وتشعره إنه اقل من الآخر فيقوم بردود أفعال سلبية وقد يتحول إلى شخص عدوانى. ويضيف د.أحمد فخرى قائلا أن كل طفل يختلف عن الآخر وتلك المقارنة تجعل الطفل منطويا لا يستطيع التعبير عن نفسه ومن هنا تنشأ بعض الاضطرابات السلوكية منها السرقة والكذب لحماية ذاته أو لتأمين نفسه، وقد يلجأ إلى العصيان والتمرد على الآخرين وأحيانا إلى الخجل والانطواء والتآتاه واللجلجة فى الكلام... وكلها ردود أفعال لتهكم الآخرين عليه والانتقاص من شأنه ولإحساسه بالرفض وإنه أقل من الآخرين، لذلك فالآباء والأمهات يقع عليهم العبء الأكبر فى عدم وصول الطفل لهذه الحالة وذلك بإتباع ما يلى: - الابتعاد عن المقارنة مهما كانت الفروق بين الأبناء، وعليهم التعامل مع كل طفل بتفرد وأن يعلموا أن لكل إنسان ايجابياته وسلبياته ونقاط تفوقه سواء على المستوى العلمى أو الرياضى أو الفنى، وعليهم أيضا اكتشاف ميول الأبناء وتنميتها لرفع ثقتهم فى أنفسهم، وعدم الربط بين معدل الذكاء والدراسة فالذكاء مرتبط بنواحى أخرى كثيرة فى الحياة لذلك لا ينبغى الحكم على قدرات الطفل من خلال الفهم الدراسى فهناك الكثير من العباقرة والفنانين تعثروا دراسيا ولكنهم أبدعوا فى مجالات أخرى. «لاتجرحى» طفلك _ مرفوض تماما إحراج الأطفال وعدم معايرتهم أمام الآخرين لأن ذلك يسبب لهم الإحباط النفسى والانسحاب من المجتمع والخجل من الآخرين، والتركيز على تشجيع الأبناء على الإدلاء بأفكارهم وآرائهم بحرية مطلقة وعدم الاستخفاف بها لرفع ثقتهم فى أنفسهم. وأخيرا علينا أن نبحث عن القدرات التى تميز أولادنا وننميها حتى تزداد ثقتهم فى أنفسهم.