تجربة جديدة نفذتها مؤخرا الجمعيات الأهلية بجنوب سيناء، بالتعاون مع جمعيات الغوص وإدارة المحميات الطبيعية، تحت إشراف الدكتور محمد سالم مدير المحميات.. تم فيها إنشاء معرض مفتوح تحت الماء بمدينة دهب، يضم بعض التماثيل والهياكل المعدة لاجتذاب الأسماك والكائنات البحرية؛ لتقوم بالوظيفة نفسها التى تقوم بها الشعاب المرجانية، التى تعد موائل طبيعية لتكاثر الأسماك. الغرض من المعرض أن يكون قبلة لهواة الغوص المبتدئين لمشاهدة الأسماك وتصويرها، قبل أن يقوموا بالغوص فى مناطق الشعاب المرجانية الحقيقية، كى تتكون لديهم الخبرات اللازمة للغوص والتدرب على التعامل الصحيح مع الشعاب؛ لمنع تدميرها. لحظة إنزال الهياكل إلى الماء تحولت إلى لحظة فرح حقيقى بين المشاركين فى تنفيذ التجربة، إذ تعاونت العقول المبتكرة والسواعد الشابة فى إنزال أجزاء من تمثال ضخم لطائر فرعونى كبداية لتكوين المعرض. التجربة ستنتقل لمحميات البحر الأحمر فى أكثر من موقع بالمناطق التى توجد بها بعض الشعاب القليلة نسبيا.. والفكرة يشرحها الدكتور ياسر سعيد مدير محميات البحر الأحمر قائلا: إن وضع هذه الهياكل يجتذب الزوار من هواة الغوص المبتدئين، الذين ما زالوا فى مرحلة التدريب على الغوص، لأنهم عادة ما يرتكبون أخطاء جسيمة فى مناطق الشعاب المرجانية الطبيعية تؤدى إلى تدميرها. ونظرا لأن الشعاب المرجانية هشة بطبيعتها، وتتعرض لمخاطر عدة ومعرضة للتدمير.. ليس فى مصر وحدها بل فى أماكن عدة على مستوى العالم، كان لا بد من تنفيذ البرامج والأفكار غير التقليدية التى تساعد على صيانتها. ويضيف الدكتور ياسر: هكذا جاءت فكرة إنشاء معرض لمجسمات وتماثيل تحتوى على تجاويف وتعاريج تشبه الى حد كبير الموجودة بالشعاب الحقيقية، لاجتذاب الأسماك النادرة والملونة للتكاثر، ووضع البيض، بحيث تتحول فيما بعد إلى بيئة طبيعية للأسماك، ومزار لتدريب الغواصين الجدد، حتى يكتسبوا المهارات اللازمة، ويتدربوا على السلوك العلمى فى التعامل مع الشعاب، والكائنات الحية. التجربة تستحق الدراسة، لا سيما أن الغرض منها بيئى بحت، وأن الهياكل مصنوعة من مواد صديقة للبيئة، كما تُعد جزءا من منظومة حماية الموارد الطبيعية، واستدامتها.