هذا الأسبوع لن اكتب أي شيء محزن أو يشعرك بالحزن حين تقوم بقراءته ... فمثلا لن اكتب عن هذا الرجل الذى ظل وفى ساعة مبكرة من صباح الخميس الماضى يصرخ على شاشات الفضائيات يستغيث دون جدوى باحثا عن مسئول يرد عليه، يطمئنه، يجيبه، ماذا يفعل لانقاذ ابنه الذى كان فى غرفة عمليات مستشفى قصر العينى يجرى جراحة دقيقة وانقطعت الكهرباء ليتوقف كل شئ ويدخل نجله الوحيد دائرة الموت فى غمضة عين لن احكي عن كلماته أو دموعه التى مزقت قلوب مئات المشاهدين، وزادت من عجزهم وهم يشعرون مثله بقلة الحيلة ولا يعرفون ماذا يفعلون ويتسائلون: كيف أن حكومة عتيقة تعرف ان البلاد تعيش أزمة كهرباء طاحنة، ومع ذلك لاتتعلم ولم تفكر فى يوم مثل هذا كاد عشرات من المرضى الاطفال والكبار يموتون بسبب انقطاع الكهرباء عن غرف العمليات والحضانات وغرف الغسيل الكلوى داخل مستشفياتها الكبرى ، فكيف لم يخطر ببالها وتفكيرها ان تتوفر بهذه المستشفيات مولدات سليمة بديلة اذا ماحدث طارئ مثلما حدث صباح امس الاول الخميس وعاشت هذه المستشفيات فى ارتباك واضطراب عظيم ، ولن أحكى عن إبتسامتى الساخرة المتألمة عندما سمعت مثلكم ان وزير الصحة ترك هذه الازمة المفجعه كلها وراح ينشغل بحضور مؤتمر علمى عن الروماتيزوم تنظمة احدى الشركات الطبيه ، والنساء تولول فزعا وهلعا على اطفالها المسجونون داخل الحضانات التى تحولت فجأة وبفعل انقطاع الكهرباء من قبلة للحياة الى نعوش زجاجية للموت ولن اتفوه بكلمة واحدة عن وصف حالتى النفسية السيئة وحالة الكثيرين مثلى من الاباء والامهات وهم يتحسرون على حال ابنائهم المتفوقين النوابغ خريجى كليات الهندسة وهم جالسون على الرصيف ، واقفون بالسنوات فى طابور البطالة بينما الكوسة وحاشيتها من عائلة القرع راحت تأتى بالبلداء والفاشلين واهل الرشوة ليحتلوا وظائفهم دون ادنى معرفة او مقدرة او مهارة تمكنهم من القيام بمهامهم والمكلفين به من اعمال فى محطات الكهرباء غيرها فى مواقع عمل اخرى ، ليصل الحال الى مانحن عليه الان اهمال واعطال وخيبة لامثيل لها بالطبع هنا لن أستشهد بما تردد ان احد اهم اسباب ازمة الكهرباء التى حدثت هى ان بعض من الفنين والمهندسين الذين سبق ان تم تعيينهم بالكوسة قاموا بفك بعض من المحطات بغرض الصيانه إلا انهم وعلى طريقة افلام اللمبى واسماعيل ياسين فشلوا فى اعادة ماتم تفكيكه الى اصله والله لاأريد أن أكتب عن الامل والطموحات والمسئولية الغائبة التى صارت وكما قلت الاسبوع الماضى تحتاج الى ثورة لمزيد من مقالات أبوالعباس محمد