عام دراسى جديد سيبدأ بعد أيام ليعود التلاميذ الى فصولهم وكتبهم ويعود المعلمون الى مناهجهم ومقرراتهم ويعود أولياء الأمور الى طوارئهم مع الدروس الخصوصية ومجموعات التقوية والتوصيل للمدارس وكل ما تعود عليه الجميع فى بداية الدراسة ، لكن لاتزال مسألة تطوير التعليم تشغل الجميع والذين يطالبون دائما باصلاح منظومة التعليم وليس المناهج وحدها. فالمدارس تحتاج الى تقليل كثافة الفصول، وجذب الطلاب للأنشطة، ومنع أسباب التسرب من التعليم، والمعلمون يحتاجون الى التدريب المستمر والتأهيل الذى يجب ألا يتوقف عند المواد التى درسوها بالجامعات قبل التخرج أو بعض الدورات التدريبية التى لاتوجد خطط تنظمها على المستوى القومى، وأولياء الأمور يحتاجون الى تغيير نظرتهم للتعليم والدروس الخصوصية التى تلتهم معظم ميزانيات الأسر، والتلاميذ أيضا يحتاجون الى مناهج وأساليب تدريس جديدة لاتهدف الى حشو عقولهم بمعلومات جافة لاعادة كتابتها فى ورقة الاجابة ، يحتاجون الى الفهم وتدريبهم على البحث عن المعلومة والتأكد من صحتها حتى يتمكنوا من اللحاق بركب التقدم ويواكبوا احتياجات سوق العمل ، ويفهموا الحياة، كل هذا يحتاج الى نظرة شاملة ورؤية متكاملة لاصلاح منظومة التعليم وخدمة المجتمع، «تحقيقات الأهرام» تفتح جانبا من هذا الملف الذى يجب أن يشغل مؤسسات الدولة فى الفترة المقبلة باعتبار أن تطوير التعليم هو المشروع القومى الذى نبنى عليه مستقبل مصر، ونحن متأكدون أن القيادة السياسية الحالية لديها الرغبة والقدرة على الاهتمام المناسب بهذا المشروع وتعبئة المجتمع وكل المؤسسات فى الدولة من أجله.