ارتبطت المواويل والغناء منذ القدم بمحافظة سوهاج حتى أطلق عليها بلد المواويل ولعل السبب فى ذلك كونها بلدا زراعيا أبا عن جد، لم تعرف المصانع فى العصر الحديث طريقها اليها إلا فى عهد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر ،حيث يرتبط موسم الحصاد بالغناء ويعرف الصعيد الموال كلون فنى غنائى ، وقد عبرت هذه المواويل عن حالات الفرح و الحزن و العشق وغيرها . وعن حكاية سوهاج مع الغناء و المواويل ، قال أحمد الليثى كبير باحثى أطلس الفولكلور المصرى : اعتقد أن طينة سوهاج منذ عصر الفراعنة الاوائل تعرف طقوس الموت وتستقبلها بالموال منذ ايزيس أول نائحة فى التاريخ و التى ندبت زوجها و أخيها أوزوريس الذى يوجد جثمانه فى مقبرة بالعرابة المدفونة و معبده الشهير بابيدوس تلك البقعة المقدسة التى كان يحج اليها الموتى الفراعنة للحساب عند الإله أوزوريس و كانوا يتمنون أن يدفنوا بجوار الإله أوزوريس فى تلك الارض المباركة أبيدوس و لذا توارث السوهاجيون ينابيع الحزن و الأسى منذ هذه القصة الخالدة التى تغلغت فى ضمير الشعب المصرى و خاصة فى سوهاج و منطقة العرابة المدفونة ، لذا كان الموال «الاحمر» الذى يعالج مشاعر الحزن و الاسى و المرض و العلل حتى أنهم كانوا يقولون عن الطبيب الحكيم هو ذلك الخبير القديم الذى كان يعالج الامراض المزمنة و المستعصية و يداوى بالاعشاب و الادوية العشبية الطبيعية التى يخرجها من البيئة و من الكتب القديمة فى التداوى و كذلك الموال «الاخضر» فى الحب و العشق و هناك الموال المربع و المخمس و المسبع و اكثر من ذلك . واضاف الليثى : تعانقت على أرض سوهاج أغانى العديد و أغانى الحجيج التى تتشابه فى المد و التطويح و طعم و نبرة الحزن فى كل منهما و عرفت سوهاج قديما رحلة الحج المقدسة الى ابيدوس و لذا قيل أن ايزيس حمست ابنها حورس الصقر ليحارب ست و يطارده على شواطيء نديت قرية نيده التابعة لأخميم من شرق النيل و انشدت أى حور ولداه .. ها انت على شاطيء .. لا ينموالعوسج - نوع من الزهور- أغرس حربتك .. ستطير سهامك .. لتقتل أوزة وحشية . ومن هنا انطلق الناس فى سوهاج فى غناء لعبة شعبية قديمة و هى فى الاصل مرثية يا ولاد محارب .. حوحة .. نصبولكم قارب .. حوحة ..و القارب طينة ..حوحة .. عدى ونينة ..حوحة .. ونينة تكاكى .. حوحة .. و تقول يا وراكى .. حوحة .. يا وراك الشوم .. حوحة .. عدى الفيوم .. حوحة ، و طينة هى اقليم سوهاج اما ونينة فهى قرية تابعة لمركز سوهاج غرب النيل و عدى الفيوم أى قناطر الفيوم مفتاح الاقليم الفرعونى التى كان يمر من تحتها القارب الفرعونى الذى يحمل جثمان المتوفى الفرعونى و حوحة أى حور حور حورس ومن هنا انطلق الشعبيون فى الابداع . تابع الليثى : وعرفت سوهاج من عمق الموال السيرة الهلالية و ابدعها المحترفون فيها و الهواة فى سيرة بنى هلال على نمط فن المربع وكان من رواتها و روادها جابر أبوحسين و القليعى و عبد الباسط نوح و عزالدين نصرالدين و هم فى الاصل رواة موال شعبى : هيانى جابر أبوحسين .. على كتفى رامى العباية .. مخلفتش ولد زين .. يقول عنك يا بايا .. واختتم الليثى بأن من اشهر فنانى سوهاج فى موال الاحمر على العليل و الطبيب مطاوع احمد قناوى ونورالدين ابوضيف حماد والسيد مصطفى القليعى وعزالدين نصرالدين وعبدالباسط السيد نوح وهؤلاء من منطقة البلينا وبرخيل و الغابات جنوبسوهاج، أما فى شمال سوهاج فيوجد كثير من هواة الموال أمثال صبرى المجنون من جزيرة شندويل و من المحترفين للموال الشعبى المرحوم عبدالعال البنجاوى و الريس حنفى البنجاوى من بنجا بمركز طهطا وصادق تاودروس من الصفيحة بمركز طهطا.