الأرض أم .. الوطن أم.. رحم تنطلق منه الحياة وتبعث منه مدن الحب..عادة يبدأ حلم الأمومة عند كل طفلة بلعبة العروسة التى تحتضنها وتدللها.. وما أن تكبر، يكون هذا الحلم هدفا للفتاة أن تنجب أطفالا تحيطهم بحنانها وتغمرهم برعايتها.. لكن كيف تكون حياة النجوم؟!.. هل حلم الأمومة يراود الفنانة ويطاردها.. أم أن الأولوية لحب الجماهير التى تكتب تاريخها ؟؟ شهد تاريخ السينما المصرية تضحيات كبيرة من نساء عشقن مهنتهن، ولم يكترثن بخوض تجربة الأمومة.. قدر إكتراثهن بالحياة داخل محراب الفن، أشهرهن على الإطلاق كانت أمينة رزق، ليلى فوزى، نبيلة عبيد، وكوكب الشرق أم كلثوم التى لم تتزوج إلّا بعد أن تخطت سن الخمسين من عمرها. دليل خطأ فكرة أن زواج الفنانة وانشغالها بتربية الأطفال يحجب عنها الشهرة والنجاح.. هو أن تجربة الأمومة كانت ناجحة لدى فنانات الزمن الجميل شأن هدى سلطان، مريم فخر الدين، ونجاة الصغيرة.. ولم تشكّل عائقا أمام نجوميتهن وحب الجماهير لهن. غير أن تجربة «فاتن حمامة»، سيدة الشاشة العربية وصاحبة أجمل إبتسامة، كانت الأكثر صدى، فقد ساهمت فى صياغة صورة جديرة بالإحترام لدور المرأة فى السينما العربية من خلال مشوارها الطويل.. كما نجحت بشكل خاص في تجسيد دور الأم في فيلم «إمبراطورية ميم»، حيث قدمت ببراعة دور الأرملة منى مديرة بوزارة التربية والتعليم والتى تعيش مع أولادها الستة بمراحل التعليم المختلفة وتعانى من مشاكلهم. لا تعارض على مستوى الحياة الشخصية وبعيدا عن الأضواء، أنجبت إبنتها «نادية» من المخرج الكبير عز الدين ذو الفقار.. فيما أنجبت إبنها «طارق» من زوجها الثانى الفنان العالمى عمر الشريف.. نجحت سيدة الشاشة العربية فى تحقيق المعادلة الصعبة.. من ناحية، كانت أم فاضلة لطفلين.. ومن ناحية أخرى، قدمت رصيدا هائلا من الأفلام للسينما بلغ أكثر من 90 فيلما تقريبا.. إلى جانب حصدها للجوائز التقديرية والميداليات الشرفية، من بينها: ميدالية من الرئيس جمال عبد الناصر، والرئيس أنور السادات، وملك المغرب الحسن الثانى، ورئيس الوزراء اللبنانى رفيق الحريرى.
أضواء الشهرة
على أغلفة المجلات وفى البرامج الحوارية تطالعن وجوه أبناء الفنانين.. بل إمتدت الظاهرة لمشاركة بعضهم لأمهاتهم في الكليبات.. وإن بدا هذا الأمر موضة عصرية بالآونة الأخيرة، لكنه ليس بجديد على الوسط الفني، فقد كانت الفنانة صباح هى من أوائل الفنانات التى تصدرت صورها مع إبنتها هويدا المجلات.. بل وشاركت معها فى الكثير من الأفلام.. وصارت أغنيتها «حبيبة أمها» من أشهر الأغنيات التى تغنت بها فنانة لأبنتها على الشاشة، ثم توالت هذه الظاهرة ليومنا هذا، لنجد اللبنانية نوال الزغبى تغنى لأبنتها «تيا» بأغنية عنوانها «يا تيا نورتي هالبيت»، وراحت تصورها فيديو كليب مع إبنتها. على نفس الدرب، قدمت الجميلة نانسى عجرم كليب للأطفال مع بناتها «ميلا» و»إيللا» بعنوان «يا بنات». ولم تغفل «الأم» أن تقدم أغنية خصيصا لأبنتها ميلا بعنوان «يارب تكبر ميلا»، إحتفالا بميلادها الذى يواكب نفس تاريخ عيد ميلاد نانسى، يوم 16 مايو 2011.. وعن تجربتها مع الأمومة، لا تخفى نانسى سعادتها وإحساسها بأنه أجمل شعور عاشته حين وضعت طفلتها الأولى «ميلا».. وكيف كانت قبل ولادتها تحلم كل يوم بالمولود القادم، وتخطط لطرق تربيته ومداعبته وتدليله. ظهور نانسى مع بناتها على أغلفة المجلات وتصدر صورهن فى كثير من وسائل الإعلام، ليس إستثناء، فهناك من يحاكى تجربتها فى وضع أطفاله تحت دائرة الضوء شأن الفنانة شيرين عبد الوهاب، سيرين عبد النور، أنغام، نيللى كريم، وغيرهن... أمّا الفنانة المغربية سميرة سعيد، وإن كانت تجربة الزواج والإنجاب قد أبعدتها عن الغناء لفترة.. لكنها عادت من جديد أكثر تألقا وحيوية، ربما لظروف سفر إبنها شادى للدراسة فى الخارج.. أو يكون الحنين للطرب قد دفعها للعودة.. فى كل الأحوال، عود أحمد لنا جميعا.