(متى إستعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا) هذه المقولة الشهيرة لأمير المؤمنين الفاروق سيدنا عمر بن الخطاب عن ما حدث بين إبن عمرو بن العاص والشاب القبطي يجب ان نضعها امامنا مع هذا الحدث الجلل فلم تفرغ مصر بعد من أحزانها من مجزرة لإلتراس الأهلي بستاد النادي المصري ببورسعيد ثم تهل علينا الأحزان مرة اخري في قرية النهضة بالعامرية وتهجير 8 أسر قبطية وتلتها أحداث متفرقة وشبيهة في بعض القري ليس إلا بداية جديدة لمخطط قديم وهو تقسيم مصر وإحراق الدولة والبداية جهالة ومجموعة من البلطجية والأغبياء تحركهم وتوجههم الأهواء الضالة والضارة وبكل أسف وحزن تلقي بظلال اضرارها على المصريين، فضيحة مسيحي ومسلمة هل تحرق وتخرب وتروج لفتنة طائفية وتمزق الوحدة الوطنية بين المسلمين والنصاري وتتدخل أيادي البلطجية لتعبث بقضية موقعها الطبيعي في القضاء العادل ولكن سرعان ما تشتعل النيران والحرائق بمنازل المسيحيين وسرقة محتوياتها ونهبها وسلبها وتهريبها من داخلها للخارج أمام عيون الناس وهي تشبه تشكيل عصابي يسرق في وضح النهار تحت تهديد السلاح مثلما حدث في سرقات البنوك وشركات الصرافة ثم التجمهر أمام هذه البيوت بشكل مثير وإطلاق الأعيرة النارية من الأسلحة التي بحوزة البلطجية، وهاهي مسلسلات البلطجة تعود وتتكرر بأشكال مختلفة من عنصرية وطائفية وهي الخطوط الحمراء التي يجب ألا يتجاوزها احد إحتراما للوحدة الوطنية وحتى لا تحترق مصر بنيران مصطنعة ومفبركة ومخططة بدقة وإحكام، وهل جريمة فرد يعاقب عليها مجموعة أفراد إلا إذا كانوا متورطين فيها وساعدوا عليها، قرار التهجير إذا كان لحماية هذه الأسر المسيحية فهو إتجاه غريب ومريب نحو التقسيم والتشتيت والتناحر والتدابر وتعيد للذاكرة أن الثورة أطاحت برأس النظام ولكن يظل النظام الذي بناه الدكتاتور 30 عاما جاثما فوق صدورنا فالطبقة الأولي إذا نجحنا في إزاحتها فلم يتم إزاحة بقية الطبقات المتعطبة التي تحكم مفاصل الوزارات والهيئات والجهات الخدمية والأساسية في الدولة. إذا كان نجاح الحزبين الحرية والعدالة والنور بغالبية مقاعد البرلمان فهو مؤشر جماهيري يطمح في تحقيق الوفاق الوطني وتأصيل ركائز الوحدة الوطنية أليس غريبا أنها معاني تتبلور في أسماء الحزبين فالحرية والعدالة ميثاقان إذا ضمنتها الشعوب وتمت صيانتها فهنيئا لنا والنور إذا سار بنا للأمان والسلام وهو الحاكم بيننا فلن يعترينا أي ظلام يهلكنا ويفتك بأمننا وهو ميثاق إذا تحلي به شعبنا فهنيئا لنا وهنا يكمن دور الحزبين الكبيرين النضال والكفاح والعمل والنشاط والجدية حتى تعم هذه الصفات للحزبين الكبيرين فالشعب أعطاهم الثقة وأنابهم لحمل المسئوليات الثقيلة وهاهي القضايا الساخنة تواجهكم وعليكم مواجهتها بحزم وقوة وصلابة وحكمة فالقضايا التي تنتظركم كثيرة وثقيلة. الرئيس المخلوع ونظامه البائد وبرلماناته المزورة وحزبه المنحل تركوا شئون ومصالح الشعب وقضوا على الأخضر واليابس وتركوا كل القضايا التي تنهض بالمجتمع معلقة ومهملة والشعب مختنق وأزمات تلو الأزمات وضاعت الحقوق وإنهارت القيم وإستبعد وتنحي أهل الذكر عن دورهم في مختلف المجالات وأعطي النظام المخلوع أهل الثقة الحق والريادة بالوزارات وليسوا بأهل الخبرة والعلم الأولي والأحق بالريادة ففد همش العلماء ولم يتركوا علماء المسلمين في أداء دورهم لتوعية الناس وتزكية نفوسهم بالخير والسماحة والأخوة والعطاء ولم يتركوا علمائنا في البحث العلمي لينهضوا بمصر بينما سارعت الدول الغنية لإستقطابهم والفوز بهم وبعطاءاتهم في شتي مجالات العلم وتسلل مندوبي التجسس للمواقع الهامة بالدولة وهي المصيبة الكبري، وأطاح نظام مبارك بإنتمائنا لمصر وتحية لإنجازات الرئيس المخلوع وإخلاصه في خدمة الوطن والمواطنين. المزيد من مقالات أحمد مسعود