حذر كمال كيتلش دار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهورى التركى المعارض من أن تركيا انتقلت من مرحلة مطاردة النيابة العامة اللصوص إلى مرحلة مطاردة اللصوص للنيابة العامة، فى إشارة إلى إغلاق الحكومة الجديدة لملفات الفساد المتورط فيها الرئيس رجب طيب أردوغان. وقال زعيم المعارضة التركية إن رئيس الوزراء الجديد أحمد داود أوغلو تعهد فى كلمته التى ألقاها فى المؤتمر الاستثنائى الأول لحزبه العدالة والتنمية بأن «يقطع أيدى الفاسدين ولكن مع الأسف الشديد نرى اليوم إغلاق قضايا التحقيق فى ملفات المتورطين بالفساد والرشاوى والمتعلقة بقضية 17 ديسمبر الماضي، وبدء موجة اعتقالات جديدة فى صفوف رجال الشرطة الذين أماطوا اللثام عن فضيحة الفساد والرشاوي». وأوضح كليجدار أوغلو أنه لا يمكن أن تكون هناك بنية موازية داخل الدولة التى تمتلك بنيتها المرسومة وفق إطار الدستور، متسائلا من سمح بدخول هذه البنية الموازية إلى مفاصل الدولة؟ ولماذا لم يتم التطرق لهذه البنية الموازية قبل أعوام فى ظل استمرار حكم أردوغان كرئيس حكومة منذ 12 عاما؟. وأكدأنه فى كل الأحوال سيحاسب أردوغان على إغلاق قضايا الفساد والرشاوي. وفى الإطار ذاته، انتقد على الكان رئيس المحكمة العليا فى تركيا حكومة «العدالة والتنمية» بشدة لتدخلها فى الشأن القضائى وسعيها لتغيير بنية القضاء. وقال الكان فى كلمة بمناسبة بدء السنة القضائية الجديدة إن الحكومة تريد «قضاء وفق رغباتها»، على حد تعبيره. وأوضح أن هناك من يحاولون ممارسة الضغوط على الهيئات والمؤسسات القضائية، بهدف تشكيلها وإعادة صياغتها، مشددا على أن القضاة ينظرون بقلق بالغ إلى محاولات التدخل فى الانتخابات المقرر إجراؤها بالمؤسسات القضائية المختلفة. وحذر الكان الحكومة لقيامها باعتقال رجال الشرطة دون الحصول على قرارات من الجهات القضائية، وهذا مخالف لمبدأ استقلال القضاء، مشيرا إلى أن محاكم الصلح والجزاء الخاصة، التى أسسها أردوغان مؤخرًا قبل أن يصبح رئيسا، أعطت انطباعا لدى الرأى العام بأن الأجهزة القضائية باتت تحت سيطرة الحكومة. وفى هذه الأثناء، ذكرت صحيفة «يورت» أن مجموعة يقدر عددها ب30 مواطنا هاجمت مسجد »الإمام علي« الذى لا يزال تحت الإنشاء فى حى بويك جكمجة بوسط أسطنبول وسط هتافات «نحن لا نريد مسجدا شيعيا»، فى ثالث حادث ضد المساجد الشيعية فى تركيا. وعلى صعيد آخر، ذكرت شبكة «إن تى فى» الإخبارية أن مجموعة مسلحة من أربع نساء تابعة لمنظمة حزب العمال الكردستانى الانفصالية اختطفت 4 قرويين فى ضواحى قرية بولموشلر التابعة لبلدة كوجلوكوناك فى محافظة شيرناق جنوب شرق البلاد. ومن جهة أخري، نظمت الجمعيات المدنية والنقابات بالشطر التركى من الجزيرة القبرصية تظاهرات احتجاجا على وصول أردوغان إلى قبرص الشمالية، والتى تعتبر الزيارة الأولى له بعد تنصيبه رئيسا للجمهورية.