يتعرض أكثر من مليون عراقي من تهجير وإكراه وتشريد في استباحة لحقوقهم الإنسانية ولحقهم في العيش بحرية وكرامة في إطار من المواطنة المتساوية بين جميع أبناء البلد الواحد. وأكثر من مليون لاجئ ونازح عراقي انضموا إلى قوافل المهجرين والمشردين في المنطقة العربية والتي باتت تضم أكثر من تسعة ملايين سوري، وخمسة ملايين فلسطيني. واليوم يشكل اللاجئون العرب أكثر من نصف عدد اللاجئين في العالم. وأدانت الإسكوا جميع الممارسات التي تميّز بين البشر على أساس الدين أو المذهب أو العرق أو الجنس، وتندّد بجميع المواقف والنزعات التي تتنافى مع قيم التسامح وقبول الآخر. ونعلم أن ما يحدث فى العراق وسوريا هو جزء من مخطط الشرق الأوسط الكبير الذى يهدف الى تفتيت المنطقة على أسس مذهبية وطائفية وعرقية. والعراق الذي عصفت به رياح هذه الطروحات، يخسر اليوم من مكوناته المجتمعية، من المسيحيين والأيزيديين وغيرهم، ويخسر معهم ملامح حضارة عريقة في التنوّع، بقاؤها أمل للوطن وزخر للإنسانية جمعاء. ومن منا نحن كعرب لا ينسى فضيحة الانتهاكات الجنسية والنفسية التى تعرض لها العراقيين فى أوائل 2004 تضمنت تعذيب، اغتصاب وقتل بحق سجناء كانوا في سجن أبو غريب في العراق، لتخرج إلى العلن ولتعرف باسم فضيحة التعذيب في سجن أبو غريب. تلك الأفعال قام بها أشخاص من الشرطة العسكرية الأمريكية التابعة جيش الولاياتالمتحدة بالإضافة لوكالات سرية أخرى. تعرض السجناء العراقيين إلى إنتهاكات لحقوق الإنسان، إساءة معاملة وإعتداءات نفسية، جسدية، وجنسية شملت التعذيب، وحالات الإغتصاب، والقتل التى قام بها سجانيهم الأمريكان في سجن أبو غريب (والذى يعرف حاليا باسم سجن بغداد المركزي وكل هذا فى حالة من الصمت العالمى ومن تجاه من منظمات حقوق الإنسان. وأين دور قطر وتركيا التى تسعى إلى اثارة الفتن والصراعات داخل المجتمعات العربية وأين دورها لما يحدث فى العراق وسوريا وقبلها فى فلسطين أم أنها مستفيدة من كل هذا من اجل تحقيق مصالحها وأين دور الجامعة العربية ولماذا لم تتخذ أى إجراء ضد قطر وممارساتها ضد مصر وعدد من الدول العربية وأين دور المنظمات الدولية . لذا نطالب بتضافر جهود حكومات المنطقة وأهل الرأي والفكر، لمساعدة العراق على حل أزمته والعمل بمبدأ المسؤولية الإنسانية الجماعية لرأب الصدوع المجتمعية التي تضرب دول المنطقة، وإعادتها إلى ثقافة التسامح والسلام.. لقد حان الوقت لوقفة ضمير أمام الآثار المدمرة التي خلفتها قوات الاحتلال في العراق وعقود من الحروب والنزاعات تكاد تشعل بنارها المنطقة برمتها. لقد آن الأوان لوضع حد لإهدارالدماء ووقف آلة القتل في العراق وغيره، تمهيداً لحوار حول الأسباب الجذرية،وإطلاق خطط وسياسات للنهوض يسهم فيها الجميع لقد آن الآوان ىأن تتحد الشعوب العربية من أجل وقفة أمام الهجمة الشرسة ضد العرب والإسلام . وعلينا أن نتذكر ما قامت به امريكا من إنشاء وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون وحدة رد سريع للتصدى لانتقادات الإعلام المختلفة أيام حرب العراق أو التغطية على الممارسات الإجرامية التى كانت تنتهجها ضد شعب العراق. لمزيد من مقالات سامية ابو النصر