أعربت لجنة الأممالمتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا 'اسكوا' عن إدانتها لما يتعرض له أكثر من مليون عراقي من تهجير وإكراه وتشريد في استباحة لحقوقهم الإنسانية ولحقهم في العيش بحرية وكرامة في إطار من المواطنة المتساوية بين جميع أبناء البلد الواحد.وقالت 'الاسكوا' في بيان لها وزعه المركز الإعلامي للأمم المتحدة بالقاهرة إن أكثر من مليون لاجئ ونازح عراقي انضموا إلي قوافل المهجرين والمشردين في المنطقة العربية والتي باتت تضم أكثر من تسعة ملايين سوري، وخمسة ملايين فلسطيني، واليوم يشكل اللاجئون العرب أكثر من نصف عدد اللاجئين في العالم. وأدانت 'الإسكوا' جميع الممارسات التي تميّز بين البشر علي أساس الدين أو المذهب أو العرق أو الجنس، وتندّد بجميع المواقف والنزعات التي تتنافي مع قيم التسامح وقبول الآخر. وذكرت أن ما تشهده المنطقة حالياً من طروحات مستهجنة غريبة علي مبادئ وقيم التنوع التي عرفتها مجتمعاتنا واغتنت بها طيلة قرون من الزمن، لن تؤدي إلا إلي إذكاء النعرات المدمرة والنفخ في نيران تفتيت المنطقة علي أسس مذهبية وطائفية وعرقية. والعراق الذي عصفت به رياح هذه الطروحات، يخسر اليوم من مكوناته المجتمعية، من المسيحيين والأيزيديين وغيرهم، ويخسر معهم ملامح حضارة عريقة في التنوّع، بقاؤها أمل للوطن وزخر للإنسانية جمعاء. ودعت الإسكوا إلي تضافر جهود حكومات المنطقة وأهل الرأي والفكر، لمساعدة العراق علي حل أزمته والعمل بمبدأ المسؤولية الإنسانية الجماعية لرأب الصدع المجتمعي الذي يضرب دول المنطقة، وإعادتها إلي ثقافة التسامح والسلام. لتعود المنطقة مجدداً إلي مسار التنمية والنمو، فلا يبقي فيها لاجئ أو نازح لا يستطيع العودة إلي بيته ووطنه لينعم فيه بجميع الحقوق الإنسانية والسياسية والمدنية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية. وقالت 'الاسكوا' إنه حان الوقت لوقفة ضمير أمام الآثار المدمرة التي خلفتها في العراق عقود من الحروب والنزاعات تكاد تشعل بنارها المنطقة برمتها. وآن الأوان لوضع حد لإهدار الدماء ووقف آلة القتل في العراق وغيره، تمهيداً لحوار حول الأسباب الجذرية، وإطلاق خطط وسياسات للنهوض يسهم فيها الجميع. وتري 'الإسكوا' أن العدالة الاجتماعية والمساواة وعدم الإقصاء واحترام حقوق الإنسان في ظل سيادة القانون هي الدعائم الأساسية لتوطيد الاستقرار ولتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية القابلة للاستمرار، وإن غياب هذه الدعائم لن يؤدي إلي عرقلة النمو والنماء المستقبلي فحسب، بل أيضاً إلي تبديد ما تحقق من مكتسبات تنموية علي مدار العقود الماضية. وجددت 'الإسكوا' الدعوة لجميع المعنيين في المنطقة إلي الاستفادة من الخبرات والطاقات التي تزخر بها المنطقة العربية لإطلاق مبادرات وطروحات جديدة للنقاش البنّاء والتعمّق في فهم جميع جوانب القضايا الشائكة التي جعلت من منطقتنا أكثر مناطق العالم عرضة للحروب والنزاعات في الأعوام الماضية، ولبناء رؤية مشتركة وواضحة تفتح للمنطقة طريقاً للخروج من دوامة العنف إلي آفاق الازدهار والحرية والعدالة التي تتوق لها شعوب المنطقة وتستحقها.