فى هذا الجو شديد الحرارة تكثر حالات التسمم الغذائى التى تتراوح بين التسمم البسيط الى الحالات القاتلة، وغالبا ما نعزوها نحن المصريين الى البرد او المراوح ولا نرجعها الى السبب الحقيقى وهو تلوث الغذاء، وبالتالى حدوث التسمم الغذائي، وهو إما أنه ناتج عن كائنات حية دقيقة مثل البكتيريا والفيروسات والفطريات وبعض الحيوانات الأولية مثل الاميبا او عن كائنات حية غير دقيقة مثل الديدان الشريطية والكبدية والاسكارس او ناتج عن تسمم كيميائي، وهذه المواد الكيميائية تأتى للغذاء من خارجه مثل العناصر الثقيلة والهرمونات والمبيدات وغيرها او من مواد فى تركيب الغذاء نفسه. والتسمم الغذائى البكتيرى يشكل أغلب حالات التسمم الغذائي، وأعراضه المباشرة عبارة عن غثيان وقيء وإسهال ومغص وألم فى البطن وصداع (كل هذه الأعراض او بعضها) وأشهر أنواع البكتيريا المسببة للتسمم هى السالمونيلا والميكروب العنقودى الذهبي، والميكروب المسبب البوتيولينى وبكتيريا القولون وغيرها الكثير، والأغذية المعرضة لإحداث التسمم هى الأغذية الباردة التى لا تطهى بالحرارة مثل السلاطات بأنواعها والحلويات والجاتوهات والتورتات والفطائر او الأغذية التى طهيت ثم تم تناولها بعد ساعات من طهيها وهى خارج الثلاجة كما يحدث فى الأفراح خصوصا المناطق الشعبية او حتى فى المنزل، والبيض غير المسلوق جيدا أو البرشت ومنتجات اللحوم الباردة مثل اللانشون والبسطرمة والمعلبات والأسماك غير المقلية والرنجة والفسيخ والسردين ومنتجات الألبان غير المحفوظة جيدا خصوصا عالية الدسم او عالية المحتوى من الماء، وتوجد البكتيريا على جلد وأنف وأيدى الناس خصوصا مع الجروح والتقيحات وفى عرقهم وبرازهم ومنهم المسئولون عن إعداد الطعام سواء فى المنزل او المطاعم او عربات الأكل التى ينقلونها الى غذاء ثم الى المستهلك ، ويتوقف حدوث التسمم الغذائى على عدد الخلايا الملوثة للغذاء وعلى مكان وجوده فى الغذاء وعلى المناعة للغذاء وعلى ستر الله سبحانه وتعالي. ولتجنب التسمم الغذائى يجب تناول الغذاء بعد إعداده مباشرة وإعادة تسخينه فى حالة تركه فى الخارج فترة تحويله (وقد لاحظت أن بعض طلاب المدن الجامعية خصوصا طلاب الكليات العملية يوصون زملاءهم بتسلم وجباتهم خصوصا وجبة الغداء، وتركها فى الغرفة لحين عودتهم ثم تناولها باردة )، والكشف الدورى على العاملين فى مجال الغذاء ووجود بطاقة صحية (وهو حلم خيالى إلا اذا صلحت الذمم والضمائر)، ونشر الوعى الصحى فى وسائل الاعلام وخلو العاملين فى مجال الغذاء من الجروح والتقيحات، وضرورة ارتداء قفازات المرة الواحدة وغسل اللحوم والأسماك جيدا قبل الإعداد ومراعاة سلامة المعلبات، ونظافة خضراوات السلاطة جيدا. د. وجيه أحمد المالكي أستاذ بهيئة البحوث الدوائية