سموحة يتقدم على الزمالك في الشوط الأول بكأس عاصمة مصر    "إسماعيل" يستقبل فريق الدعم الفني لمشروع تطوير نظم الاختبارات العملية والشفهية بالجامعة    محافظ كفر الشيخ يتفقد أعمال تطوير محور 30 يونيو    وزير الإسكان يعقد اجتماعاً لمتابعة موقف مشروعات مبادرة "حياة كريمة"    خبير: صناعة التعهيد خلقت فرص عمل كبيرة للشباب وجذبت استثمارات أجنبية لمصر    وزير المالية: إجراءات استثنائية لخفض الدين مع الحفاظ على الانضباط المالي    بعد حادث رئيس الأركان.. رئيس المباحث الجنائية الليبي يزور مكتب المدعي العام في أنقرة    إسرائيل تتحدى العالم: لن ننسحب أبدًا وسنحمى مستوطناتنا    باجو المدير الفني لمنتخب الكاميرون : لن أحفز اللاعبين قبل مواجهة كوت ديفوار    الكرملين: موسكو قدمت عرضا لفرنسا بخصوص مواطن فرنسي مسجون في روسيا    العائلة المصرية في برلين: مشاركة إيجابية للجالية المصرية في انتخابات «النواب»    تأييد حبس عبد الخالق فاروق 5 سنوات بتهمة نشر أخبار كاذبة    إصابة 6 أشخاص إثر مشاجرة بالشوم والعصي بقنا    جمارك السلوم تحبط محاولة لتهريب كمية من البذور الزراعية الموقوف تصديرها    مصطفى شوقي يطرح «اللي ما يتسمّوا» من كلماته وألحانه | فيديو    ختام مبهج ل «الأقصر للتحطيب»    خبير تشريعات: جولة الإعادة أكدت صعود المستقلين وبروز ملامح البرلمان الجديد    قائمة الإعفاءات الجديدة لدخول قاعات المتحف المصري الكبير    استشاري: الربط بين التغذية والبروتوكول العلاجي يسرّع الشفاء بنسبة 60%    برلمانية: الاستحقاق البرلماني الأخير يعكس تطورًا في إدارة العملية الانتخابية    محافظ الدقهلية يتفقد سوق الخواجات في المنصورة ويقرر غلق جميع المحال المخالفة لاشتراطات السلامة المهنية    فيديو B-2 وتداعياته على التحرك الإسرائيلي المحتمل ضد إيران ( تحليل )    تراجع معظم أسواق الخليج وسط ‍تداولات محدودة بسبب العُطلات    نائب محافظ الجيزة يتفقد المراحل النهائية لتشغيل محطة رفع الصرف الصحى بدهشور    عاجل- المركز الإعلامي لمجلس الوزراء ينفي بيع مصانع الغزل والنسيج ويؤكد استمرار المشروع القومي للتطوير دون المساس بالملكية    الجزائرى محمد بن خماسة آخر عقبات الإسماعيلى لفتح القيد في يناير    اتحاد الكرة يحذر من انتهاك حقوقه التجارية ويهدد باتخاذ إجراءات قانونية    وزير الخارجية: التزام مصر الراسخ بحماية حقوقها والحفاظ على استقرار الدول المجاورة    محافظة قنا تواصل تطوير طريق قنا–الأقصر الزراعي بإنارة حديثة وتهذيب الأشجار    كوروكوتشو: مصر واليابان تبنيان جسرًا علميًا لإحياء مركب خوفو| حوار    صندوق التنمية الحضرية يعد قائمة ب 170 فرصة استثمارية في المحافظات    إزالة مقبرة أحمد شوقي.. ماذا كُتب على شاهد قبر أمير الشعراء؟    طلاق لميس الحديدي وعمرو أديب رسميًا بعد أكثر من 25 عام زواج    هل للصيام في رجب فضل عن غيره؟.. الأزهر يُجيب    الجيش السوداني يصدّ محاولة اختراق للدعم السريع قرب الحدود مع مصر وقصف جوي يحسم المعركة    محافظ الدقهلية: تقديم أكثر من 13 مليون خدمة صحية خلال 4 أشهر    بشير التابعي يشيد بدور إمام عاشور: عنصر حاسم في تشكيلة المنتخب    البابا تواضروس يهنئ بطريرك الكاثوليك بمناسبة عيد الميلاد    ادِّعاء خصومات وهمية على السلع بغرض سرعة بيعها.. الأزهر للفتوي يوضح    الوطنية للانتخابات: إبطال اللجنة 71 في بلبيس و26 و36 بالمنصورة و68 بميت غمر    جامعة بدر تستضيف النسخة 52 من المؤتمر الدولي لرابطة العلماء المصريين بأمريكا وكندا    محافظ الجيزة يفتتح قسم رعاية المخ والأعصاب بمستشفى الوراق المركزي    كرة طائرة - بمشاركة 4 فرق.. الكشف عن جدول نهائي دوري المرتبط للسيدات    مصادرة 1000 لتر سولار مجهول المصدر و18 محضرا بحملة تموينية بالشرقية    سيول وثلوج بدءاً من الغد.. منخفض جوى فى طريقه إلى لبنان    حسام حسن: ⁠طريقة لعب جنوب أفريقيا مثل الأندية.. وجاهزون لها ولا نخشى أحد    الصحة تعلن اختتام البرنامج التدريبي لترصد العدوى المكتسبة    من هو الفلسطيني الذي تولي رئاسة هندوراس؟    فحص نحو مليون من ملفات جيفرى إبستين يثير أزمة بالعدل الأمريكية.. تفاصيل    عبد الحميد معالي ينضم لاتحاد طنجة بعد الرحيل عن الزمالك    نائب وزير الصحة تتفقد منشآت صحية بمحافظة الدقهلية    لليوم الثاني.. سفارة مصر بإيران تواصل فتح لجان التصويت بجولة الإعادة للدوائر ال19 الملغاة    أمن القليوبية يكشف تفاصيل تداول فيديو لسيدة باعتداء 3 شباب على نجلها ببنها    وزيرا «التضامن» و«العمل» يقرران مضاعفة المساعدات لأسر حادثتي الفيوم ووادي النطرون    حكم تعويض مريض بعد خطأ طبيب الأسنان في خلع ضرسين.. أمين الفتوى يجيب    هل يجب الاستنجاء قبل كل وضوء؟.. أمين الفتوى يجيب    أحمد سامي يقترب من قيادة «مودرن سبورت» خلفًا لمجدي عبد العاطي    ما حكم حشو الأسنان بالذهب؟.. الإفتاء توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تحقيق السبت
العقل في إجازة‏!‏
نشر في الأهرام اليومي يوم 18 - 02 - 2012

دون زعل‏..‏ ودون مناهدة‏..‏ ودون وجع دماغ‏..‏ لقد اعطينا عقلنا اجازة مفتوحة‏..‏ وكل واحد يعمل اللي هو عاوزه‏..‏ لا احد يسأله‏..‏ ولا احد يحاسبه‏..‏ نحن نعيد الآن ايها السادة مشاهد فيلم مصري من الزمن الجميل اسمه العقل في اجازة‏. وفيه اخرج الناس العقل من حياتهم.. فماذا كانت النتيجة اصبحت الدنيا سداحا مداحا..
ولان العقل خلاص قد اصبح في اجازة.. فاننا لو دخلنا دورة في لعبة السياسة تحت إشراف الأمم المتحدة.. لفزنا بالمركز الأخير بين كل دول العالم المتحضرة منها وتلك التي تعاني تخلفا مزمنا.. عن جدارة واستحقاق.. فنحن بكل أسف لا نعرف كيف نلعب سياسة؟! أو كيف نلعبها صح؟! ربما لم نتعلم بعد أصول وقواعد لعبة السياسة.. أو قل إذا شئت بتعبير أدق إننا لم نمارس في حياتنا هذه اللعبة بكل قواعدها وأصولها.. في ظل قهر الحكام الذين حرمونا حتي مجرد أن نقرأ في حياتنا كتابا واحدا في ألف باء السياسة.. أو ألاعيب الساسة المحترفين.. علي حد تعبير المعلم المدبولي قرني عبدالفتاح وهو معلم بكسر الميم في سوق الخضار في العبور.. ومعلم بضم الميم في الوعي السياسي: احنا موش عارفين نلعبها صح.. لا الثوار اللي خلعوا الطاغية المتجبر المتكبر الذي لم يحفظ نعمة الكرسي الذي أجلسه عليه الله ثلاثين سنة بحالها.. ولا عمنا الجنزوري المنقذ في الوقت الضائع.. الذي تسلم تركة ثقيلة تقطم الوسط.. ولا برلمان الثورة الغارق في تلال جدول الهموم والأزمات التي لا تنتهي.. وموش عارف يلحق يناقش إيه واللا يبحث إيه.. واللا المجلس العسكري نفسه اللي بيحكم مصر من52 يناير قبل عام ويزيد.. واللي حمي الثورة وكان ظهر لها وسند.. واللي حيلاقيها منين واللا منين.. والبلد غرقانة في الفوضي والخلافات والشد والجذب والاقتصاد في النازل.. وأمريكا من ورانا كده ومن تحت لتحت عاوزة تقسم مصر أربع دول زي عرايس المولد كده واحدة إسلامية وواحدة قبطية وثالثة نوبية ورابعة فلسطينية والحصان طبعا أمريكي.. ازاي معرفشي؟.
قلت له ملاحقا كلماته التي تنطلق من فمه كطلقات الرصاص: والأكثر من كده يا معلم الجماعات إياها اللي باعتاهم أمريكا لنشر الفوضي في مصر تحت ستار اسمه منظمات المجتمع المدني.. والمجتمع المدني منها براء.. وقضاة مصر الأفاضل الذين يحققون في جرائم هذا التدخل السافر في أمورنا الداخلية وجدوا67 دليل إدانة ضدهم+40 متهما مصريا وأجنبيا+ حساب مفتوح بملايين الدولارات.. احصينا منها حتي الآن فوق المليار دولار.. والنواب في الكونجرس الأمريكي يهددون مصر بقطع المعونة الامريكية عنها!
يسألني المعلم مدبولي قرني عبدالفتاح: تيجي قد إيه المعونة دي يا باشا؟
قلت: في حدود مليار و200 ألف دولار..
يسألني: يعني بالمصري كام كده بالصلاة علي النبي؟
قلت: يعني في حدود6 مليارات جنيه مصري..
قال: يا سيدي لو رجال الأعمال والناس الأجاويد والمصريين في الخارج كمان دفع كل واحد منهم100 دولار بس.. تقدر تجمع المبلغ ده كل سنة.. و لا الحوجة لأمريكا وأخواتها!
قلت: وقد جاء الرد المصري سريعا.. المشير طنطاوي اجتمع مع رئيس أركان القوات الأمريكية وقال له وجهة نظر مصر.. لا مساس بالسيادة المصرية أبدا مهما كان الثمن..
يعني يا معلم مدبولي آدي احنا أهوه بنلعب لعبة السياسة صح.. أمال ليه موش عاجبك حالنا.. ولا سياستنا؟ وعمال تقول للرايح والجاي إن احنا في مصر ما بنعرفشي نلعب سياسة.. وما تعلمناش سياسة أصلا؟
يقول المعلم مدبولي قرني وهو يهندم حال الشال الملفوف علي راسه: شوف حضرتك يا متنور يا متعلم.. في موقف مصر من التدخل الأمريكي والأوروبي الساخر في أحوالنا الداخلية وتقسيم مصر دول زي بعيد عنك ما تقسم رغيف العيش علي أربع عيال جعانين كده.. وصرف أموال بالمليارات لنشر الفوضي والخراب في مصر.. ده مرفوض تماما.. ومصر كانت جدعة بصحيح وقالت للأمريكان: لا مافيش حد يتدخل في شئوننا أو يقلب علينا الجماهير ويوقع الفتنة بيننا.. واحنا ناس طيبين زي ما انت عارف وآخر غلب برفع الغين واللا إيه؟
قلت بإعجاب شديد: كل كلامك علي العين والراس.. وإيه كمان يا سيد المعلمين؟
قال: عشان أعرف أتكلم وأفكر معاك.. تعالي نقعد علي قهوة المعلم محروس.. بعيد عن دوشة ميدان التحرير وجماعة شباب الثورة اللي عاوزين يعملوا اعتصام مدني ويعطلوا الدنيا بحالها.. أسأله: فين القهوة دي؟
قال: علي بعد خطوات من نقابتكم بتاعة الصحفيين..
...........
...........
علي باب مقهي في حجم عربة الكشري بين عمارتين في وسط شارع الخواجة شامبليون الذي فك طلاسم لغة الفراعين العظام.. جلسنا وسط ترحيب خرافي من الأسطي محروس للمعلم المدبولي بدأت بكلمات: احنا زارنا النبي يا معلم.. وانتهت بواحد شيشة عجمي للمعلم واتنين قهوة واحد علي الريحة للمعلم والتاني مظبوط لي.. يسألني المعلم المدبولي: ماتاخد لك واحد شيشة معايا.. الشيشة هنا عجب؟..
قلت له: يا معلم أنا لا أشرب الشيشة ولا آكل ولا أشرب خارج منزلي إلا عند صديقنا الفندقي القدير سمير متري مدير ركن نجيب محفوظ في حي الحسين.. اعذرني!
قبل أن يبدأ المعلم المدبولي كلامه قلت له: شوف يا معلم احنا لعبناها سياسة علي أصولها في مسألة التدخل الأمريكي في حالنا وأحوالنا.. لكن إيه بقي اللي فاضل ولعبناه صح واللي ما لعبناهوش صح؟
قال: انت بتسألني أنا وانت سيد العارفين.. خلينا كده نفكر سوا بالصلاة علي النبي.. افرد ورقك واكتب:
(1) أول غلطة للثورة والمجلس العسكري كما ولأول وزارة بعد الثورة بتاعة عمنا عصام شرف إن احنا جمعنا كل شلة الحرامية والفاسدين واللي خربوا البلد ونهبوها وقعدوا علي تلها بداية من رأس الفساد الأعظم اللي اسمه حسني مبارك ولا هو حسني ولا مبارك.. ومعاه ابنه المدلل اللي كان عاوز يلغي النظام الجمهوري من زجله ويورثه عرش مصر اللي اسمه جمال.. ومعاه أخوه علاء اللي كان شريك في كل صفقة فساد ونصيبه يوصله الأول.. ومن وراء الثلاثة الأب والوالدين.. أميرة الدهاء سيدة مصر الأولي التي تخطط وتدفع من وراء الستار وهي حرة طليقة.. ويساند شلة الفساد الملكي وزراء حكومة الحزب الوطني الأوحد.. ويشرع لهم قوانين الفساد والإفساد قطبي التشريع المريب فتحي سرور علي كرسي مجلس الشعب وصفوت الشريف علي كرسي مجلس الشوري.. ويساندهم ويحميهم جهاز يحكم مصر كلها بالحديد والنار.. اسمه وزارة الداخلية يديره هامان وزير داخلية البطش والسحل والقتل وضرب المتظاهرين الثوار الذين يهتفون في الميادين باسم مصر وباسم الحرية.. بالرصاص الحي في الصدور والرءوس.. والذي اسمه حبيب العادلي.. هؤلاء كلهم فيما عدا أميرة الدهاء جمعناهم داخل سجن واحد بربطة المعلم لكي يخططوا ويرسموا ويدبروا المؤامرات للثورة والثوار وللمجلس العسكري وللحكومة المصرية وللشعب المصري كله.. كما حدث في موقعة الجمل+ مذابح شارع محمد محمود وماسبيرو ومسرح البالون ومجلس الوزراء.. وأخيرا المذبحة الكبري لمشجعي النادي الأهلي من الشباب الطيب المتعلم المسالم.. ليقتلوا منهم106 ويصيبوا بعاهات لا تطيب ولن تطيب أكثر من650 من شباب جميل في عمر الزهور.
قلت: والله عندك حق.. كان الأولي أن تتفرق عصابة الأخوة كرامازوف كما جاء في رواية الروائي الروسي الشهير فيدور ديستويفسكي علي سجون مصر.. وليس سجنا واحدا اسمه مزرعة طرة؟
ولكننا لم ننتبه إلا بعد خراب مالطة.. وبعد عام كامل من التآمر والتخطيط والتدبير لوأد الثورة وإسالة دماء ضحايا الصدور.. وزرع الحزن والحسرة في قلوب كل أمهات مصر!
(2) الثورة وشبابها وقعوا حتي الآن في ثلاثة أخطاء قاتلة:
{ أول حاجة أنها كانت ثورة بلا رأس.. يعني ليس لها واحد أو مجموعة تتحدث باسمها كما حدث في ثورة يوليو..1952 وكما حدث في جميع ثورات التاريخ.. ومن هنا افتقدت رؤية المسار الصحيح وتفرق دمها بين القبائل أقصد بين الأحزاب وخصوصا الأحزاب الدينية التي تقبلت الهدية وتصدرت الآن المسرح السياسي في الانتخابات الأخيرة لمجلسي الشعب والشوري+ الأغلبية في مجلس النواب+ الاتجاه لتشكيل حكومة جديدة من قيادات الحزب الفائز وهو حزب الحرية والعدالة مع تحالف من حزبي النور والوفد.. يعني تفرق دم الثورة بين القبائل.. بعد أن تمت سرقة الثورة علي مشهد من الجميع!
{ ثاني حاجة: أن تفتتت وتشتتت آراء الجماعات الثورية إذ لم ينجح منهم أحد في البرلمان إلا النذر القليل جدا بنسبة2% بس!
{ ثالث حاجة: تاهت دعواتهم للعصيان المدني أدراج الرياح.. فهي دعوة خيالية جاءت في وقت زنقة وضيق.. والاقتصاد المصري دخل غرفة الإنعاش بعد تآكل احتياطي البنك المركزي إلي نحو16 مليار جنيه فقط لا غير بعد أن كان أرجو ألا أكون مخطئا في الأرقام نحو36 مليار جنيه قبل شهور قليلة+ تدهور مؤشر السياحة التي كانت تملأ خزانة الدولة بمليارات الدولارات التي يصعب تعويضها!
ومن هنا فشلت دعوة العصيان المدني التي نادي بها الثوار.. ليقف الثوار وحدهم في الميدان مع المهاتما غاندي صاحب أعظم دعوة للعصيان المدني في التاريخ التي كانت ضد المستعمر الإنجليزي الذي آثر أن يحمل عصاه في النهاية ويرحل.. وكما فعل زعيم الأمة سعد زغلول في ثورة1919 ضد الاستعمار الإنجليزي.. وليس كما فعل ثوار25 يناير ضد الدولة المصرية نفسها وضد المصريين أنفسهم.. فبقوا هم وحدهم في الميدان مع خيال المهاتما!
...........
...........
يسألني عمنا الطيب المدبولي قرني: أنا دايما أسمع عبارة العدالة البطيئة هي الظلم بعينه.. أليس الثوار ومن ورائهم الشعب المصري كله يتعجبون من بطء محاكمات المخلوع وولديه ووزير داخليته مع شلة وزراء وساسة الفساد.. لقد مضي عام كامل ولم يصدر حكم واحد يشفي غليل المصريين وبالذات أمهات شهداء الثورة؟
(3) قلت: هذه ثالث غلطة للجميع.. المجلس+ الحكومة+ الثوار.. كان المطلوب هو محاكمة عسكرية أو حتي سياسية للنظام كله.. وإدانته والحكم عليه بالإدانة.. ولكننا لأسباب دبلوماسية تتعلق بمواثيق دولية لا تعترف بأي حكم مهما كان.. إلا إذا كان صادرا من محكمة مدنية حتي تستعيد مصر أموالها المنهوبة.. التي هربها النظام السابق الي حسابات في بنوك سويسرا وأمريكا وإسبانيا وفرنسا وانجلترا.. ولا مفر من استرجاعها وقد قدرها الخبراء بنحو9 مليارات دولار.. تصوروا لو عادت لخزانتنا المصرية!!..
يقول المدبولي قرني: دي تبقي آخر نغنغة.. وتحل ثلاثة أرباح مشاكلنا.. ونقدر نقول ساعتها للأمريكان وفروا فلوسكم.. موش عاوزين معونة مشروطة بمهانة!
قلت: لكن الحل موجود.. أن نسرع في خط سير هذه المحاكمات ولصوص محاكمة الفرعون الأخير الراقد علي ظهره.. وولديه وهامان وزير داخليته المتهم الأول في ضرب المتظاهرين بالرصاص الحي.. وكما أعلن المستشار أحمد رفعت رئيس محكمة الثورة أن الحكم النهائي لن يتأخر كثيرا عن الأسبوع الأخير من هذا الشهر.. اللهم آمين!
ولكن لابد أيضا من محاكمة سياسية علنية لرموز نظام الفساد السابق.. يصدر في نهايتها حكم الشعب في الإخوان كرامازوف.. حتي يشفي الشعب غليله فيهم..
(4) لابد أن نقدم للعدالة.. قتلة شباب النادي الأهلي الذين راحوا ضحية مؤامرة الإخوان كرامازوف في سجن مزرعة طرة.. حتي تنطفئ النار التي مازالت مشتعلة في صدور أمهات الشهداء.. مع اعتبار شهداء بورسعيد هم شهداء الثورة..
(5) كيف يمكن أن تتحول مصر إلي شيكاغو.. بمعني كيف يمكن أن نسكت ونصبر ونغض الطرف ويغمض لنا جفن وننام قريري الأعين وكل يوم نسمع ونري ونشاهد ونقرأ: اختطاف سائحتين أمريكيتين مع مرشدهما في شرم الشيخ+ اختطاف ثلاث سائحات كوريات مع مرشدهن في سانت كاترين+ مصرع سائح فرنسي في سوق شرم الشيخ برصاصة طائشة!
أليس هذا مخطط لضرب السياحة في مقتل.. ومن وراءه؟
(6) مصر الآن بطول البلاد وعرضها أصبحت نهبا لعصابات الخطف والنهب والسرقة والقتل.. وآخرها حادث قتل سيدة مصرية في الحادية عشرة صباحا برصاصة في رأسها وهي تقود سيارتها.. من أطلق عليها الرصاص.. ولم؟
إنه أول مشهد في مسلسل الرعب الذي تعيشه مصر الآن.. حتي إن كل إنسان أصبح لا يعرف إذا خرج في الصباح.. هل سيعود مع غروب الشمس إلي داره أم لا؟
(7) ثم ما قولكم دام فضلكم في هذه الهجمة الشرسة علي بنوك مصر.. سرقة بالإكراه في وضح النهار: سرقة5 ملايين جنيه من بنك في قلب6 أكتوبر+ سرقة بنك في مدينة نصر والجناة يهربون بالمسروقات!+ مطاردة عربات نقل الأموال في وضح النهار.. والاستيلاء علي ما فيها من ملايين تحت تهديد السلاح!
أليس هذا كله مسلسل لضرب الاقتصاد المصري.. ولضرب السياحة في مقتل؟
(8) لماذا الإصرار علي المظاهرات والتجمعات الاحتجاجية وقطع الطرق.. وقطع خطوط السكة الحديد.. حتي أهوسة الكباري أدخلوها في مخطط التظاهرات الفئوية.. كما حدث في إغلاق العمال هويس وقنطرة إسنا وحجز27 فندقا سياسيا بسواحلها7 أيام بلياليها.. حتي تلبي وزارة الري مطالبهم في تسويات لمرتباتهم النحيلة.. ولم يسأل عنهم أحد لا وزير الري ذهب ولا وزير السياحة راح.. حتي فض العمال وقفتهم تضامنا مع شهداء بورسعيد.. معقولة الكلام ده؟
(9) لابد من الإسراع بتطبيق ما وعد به صديقنا الدكتور الجنزوري رئيس الوزراء في تحديد سقف الأجور ب36 ضعفا لأدني الأجور.. حتي يشعر الناس بالعدالة الحقيقية.. وليس مجرد ميزان للعدالة مرسوم علي الحائط؟
(10) لابد من تقديم أخونا فريد الديب.. محامي الفرعون الأخير للمحاكمة. الجماهيرية أو حتي المساءلة القانونية.. وهو يصر إصرارا علي أن مبارك مازال رئيسا لمصر! بتهمة إثارة الفتنة في البلاد ووأد الثورة وكأنها لم تولد.. وإحراق ملف الشهداء ونسيان ثلاثين سنة من الطغيان والفساد السياسي والمالي وقهر وإفقار البلد كلها والرجوع بمصر إلي سقف وزمان العصور الوسطي سياسيا وتاريخيا واجتماعيا وأدبيا وفنيا وعلميا وحضاريا.. لابد من مساءلته من جانب الثوار داخل ميدان التحرير لوقوفه إلي الجانب الخطأ من المعادلة السياسية.. كما فعل جده ليس نسبا ولكن تاريخا المعروف باسم إبراهيم الهلباوي.. وهو المحامي المصري الذي دافع عن المحتل الإنجليزي حتي في حادث دنشواي في عام1906 أي قبل106 أعوام ليصدر الحكم بإعدام زهران ورفاقه وتنفيذ الحكم علنا أمام أهل قريته داخل جرن القرية في دنشواي..
التاريخ لن يرحمك يا عمنا فريد الديب.. اوقوفك وحدك متحديا كل المصريين إلي الجانب الخطأ من المعادلة التاريخية, كما لم يرحم من قبلك المحامي إبراهيم الهلباوي الذي دافع عن المحتل ضد أهل بلده.. فحقت عليه اللعنة إلي يوم الدين!
...........
...........
هل نحن حقا بعد كل هذا.. اعطينا العقل اجازة مفتوحة أم اننا سوف نصحو ونستيقظ وننتبه لكل ما يدور حولنا ومايريدون بنا.. ولا نملك إلا أن نقول: يامثبت العقل يارب؟{


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.