لحظات من الفزع وقلة الحيلة وعجز عن التصرف تتعرض لها كل أم أمام طفلها عندما يتعرض لحوادث مختلفة.. فقد يسقط الطفل فى حمام السباحة ويتعرض للغرق للحظات، أو قد يدخل جسم غريب فى إحدى عينيه، أو قد يرتطم بشجرة أثناء جريه فى النادى فيتدفق الدم من رأسه. وتقف الأم أمام طفلها محدقة العينين فى حالة من الفزع.. أو قد تسىء التصرف فى محاولة منها لإسعافه بطريقة خاطئة فتضره بدلا من إنقاذه.. وربما يكون هذا ما دعى الهلال الأحمر المصرى أن يصدر كتيبا من إعداد الدكتور محمد فواز حلبونى عضو كلية أطباء الطوارئ الأمريكية والمستشار العلمى لبرنامج الإسعافات الأولية بالهلال الأحمر المصرى عسى أن يكون عونا لكل أم على إنقاذ طفلها. وتتلخص مبادئ الإسعافات الأولية فى ثلاث كلمات هى «افحص، اتصل، أسعف» وعلى الأم أن تتوافر لديها عدة صفات عند تعرض طفلها لحادث أولها المقدرة على الاحتفاظ بالهدوء، والسيطرة التامة على الموقف، والملاحظة الجيدة للطفل المصاب. توقف قلب الطفل فجأة والمطلوب هنا من الأم هز كتف طفلها بلطف للتأكد من عدم فقدانه للوعى، والتحدث معه بصوت مرتفع وسؤاله «هل أنت بخير»، وإلى أن تحضر عربة الإسعاف تقوم بلفه لينام على ظهره مع مراعاة إسناد الرقبة والرأس لبدء عملية الإنعاش، مع مراعاة ثنى رأس الطفل للخلف مع رفع الذقن لأعلى حتى لا يسد اللسان الممرات الهوائية، فإذا ما تأكدت من توقف التنفس فعليها وضع فمها على فمه مع سد أنفه حتى لا يتسرب الهواء مع قيامها بالزفير عدة مرات، فإذا لم تشعر بنبضه فعليها أن تقوم بوضع الركوع بجوار كتفه مع وضع يدها فى منتصف صدره وقيامها بتدليك خارجى للقلب. الحروق وعلى الأم التى أصيب ابنها بحروق أن تقوم بنزع الملابس أو الخواتم أو الساعة عن الجزء المصاب، ثم غمس الجزء المحترق فى ماء بارد لمدة عشر دقائق ووضع شاش أو -غيار نظيف- مغطى بالفازلين منعا للتلوث دون أن يلتصق بالجزء المحترق. أما النزف الناتج عن الجروح, فالنصيحة أن تضع الأم غيارا على الجرح مع الضغط عليه مباشرة، مع رفع الزراع أو الساق المصابة بالجرح فوق مستوى القلب والاستمرار بالضغط مدة عشر دقائق على الأقل، وفى حالة عدم توقف النزيف ننصحها بعدم نزع الغيار السابق بل تضع غيارا آخر عليه وأن تحكم ربطه. وما إذا كان الطفل مشتبها فى إصابته فى الرأس أو العمود الفقرى فعلى الأم ألا تقوم بتحريكه من مكانه مع تثبيت الرأس والرقبة لتأمين الممرات الهوائية بحيث يسهل تنفسه لحين حضور الاسعاف. دخول جسم غريب فى العين و إذا كان هناك جسم غريب وطرف العين ودخل إلى القرنية فعليها غسل العين المصابة برفق تحت صنبور ماء جار على ألا تحاول إزالة أى جسم غريب لاصق عليها وتغطية العين بالكامل بواسطة قمع مصنوع من الورق المقوى بعيدا عن سطح العين كى يمنع اختراق مقلة العين وإصابتها وذلك حتى يصل طبيب العيون. التسمم عند تعرض الطفل لتناول جرعة زائدة من الطعام أو الأدوية فعلى الأم ألا تنتظر أعراض الإعياء المترتبة عليه، وعليها الإسراع بإحداث قيء صناعىعن طريق لمس سقف حلق الطفل وتكرار ذلك حتى تصبح المعدة خاوية، وإذا كانت معدته خالية بالفعل من الطعام عند تناول هذه الجرعة الزائدة من الأدوية يجب إعطاؤه قليلا من اللبن وتكرار عملية القئ الصناعى بعد 15 دقيقة. الغرق وفى حالة الغرق فترفع الأم رأس الطفل من فوق مستوى الماء وتنقله إلى مكان آمن، وإذا كان فاقدا للوعى فعليها تنظيف مجرى الممرات الهوائية، وإذا لم يتنفس فعليها بدء عملية إنعاش القلب والتنفس ولا تحاول إضاعة الوقت فى طرد المياه من بطن الطفل، فمن الممكن أن يتقيأ وهنا يجب وضعه فى وضع الإفاقة حتى لا يدخل الماء -الذى تقيأوه- الى الرئتين. هذه إرشادات لبعض الحالات التى تحتاجها كل أم لمساعدة طفلها بالإسعافات الأولية عند الحاجة ولكن عليها أن تتذكر دائما أن « الله خير حافظا وهو أرحم الراحمين».