بالأسماء.. المقبولون في مسابقة 30 ألف معلم بالبحر الأحمر    ننشر النص الكامل لتعديل قانون مجلس الشيوخ    «شوف مدينتك».. جدول مواعيد الصلاة في المحافظات غداً الأحد 25 مايو 2025    سعر الذهب اليوم السبت 24 مايو 2025 وعيار 21 بالمصنعية في الصاغة.. آخر تحديث    رئيس الوزراء يسلم عددا من عقود «سكن لكل المصريين» بمدينة أكتوبر الجديدة    وزير البترول ومحافظ الوادي الجديد يفتتحان محطة تخفيض ضغط الغاز الطبيعي الدائمة    «رغم المخاوف بشأن النفايات المشعة».. ترامب يتخذ قرارات ل«نهضة الطاقة النووية» الأمريكية    الاثنين.. وزير خارجية تركيا يزور روسيا لمناقشة حرب أوكرانيا والأوضاع في سوريا    لازاريني: مخطط الإمداد الإسرائيلي المقترح في غزة لن ينجح    الفريق أحمد خليفة يعود لأرض الوطن بعد انتهاء زيارته الرسمية لفرنسا    "المادة R52"..الحقيقة وراء رفض المحكمة الرياضية الدولية لطلب بيراميدز وحالة استثنائية تنتظر الفصل    وصلة مدح من هيثم فاروق ل محمد صلاح بعد فوزه بجائزة الأفضل في الدوري الإنجليزي    تواجد وائل جمعة.. توقيت وتفاصيل حفل قرعة كأس العرب 2025 بمشاركة مصر    مراجعة مادة الدراسات الاجتماعية للصف السادس الابتدائي الترم الثاني 2025 عبر قناة مدرستنا (فيديو)    تحديثات حالة الطقس اليوم السبت وأهم التوقعات    حبس عاطل متهم باستدراج طفل والتعدي عليه بالحوامدية    سفر الفوج الأول لحجاج بيت الله الحرام من البحيرة    سقوط عصابة سرقة المواقع الإنشائية بالقاهرة والنيابة تحقق    إيرادات مرتفعة دائما.. تعرف على أرقام أفلام كريم عبدالعزيز في شباك التذاكر؟    الخميس.. قصور الثقافة تطلق قافلة ثقافية إلى قرية منية شبين بالقليوبية    المتحف القومي للحضارة المصرية يستقبل وفداً من الحزب الشيوعي الصيني    مدبولي: تدشين تطبيق "اسعفني" لتمكين المواطنين من طلب الخدمة غير الطارئة ب 13 محافظة    رئيس الوزراء يتفقد المركز القومي للتدريب بمقر هيئة الإسعاف المصرية.. صور    إقبال كثيف على صناديق الاقتراع في الجنوب اللبناني    مقال رأي لوزير الخارجية عن انعكاسات خفض التصعيد على أمن الملاحة في البحر الأحمر    رئيس وزراء كوت ديفوار يستقبل وفدًا من اتحاد الصناعات المصرية لبحث التعاون    ب3 من نجوم ماسبيرو.. القناة الأولى تستعد لبث "العالم غدا"    بطريقة خاصة.. رحمة أحمد تحتفل بعيد ميلاد نجلها «صاصا»    فضائل العشر من ذي الحجة.. الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة المقبلة    لتطوير البنية التحتية..الانتهاء من رصف عدة طرق بالواحات البحرية بتكلفة 11.5 مليون جنيه    دراسة: النوم بين الساعة 10 و11 مساءً يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب    بعد توليها منصبها في الأمم المتحدة.. ياسمين فؤاد توجه الشكر للرئيس السيسي    مطالبًا بتعديل النظام الانتخابي.. رئيس«اقتصادية الشيوخ»: «لا توجد دول تجمع بين القائمة والفردي إلا ساحل العاج وموريتانيا»    «فركش».. دنيا سمير غانم تنتهي من تصوير «روكي الغلابة»    الهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل تطلق حملة «تأمين شامل.. لجيل آمن» بأسوان استعدادا لبدء التطبيق الفعلي للمنظومة في المحافظة 1 يوليو المقبل    مستقبل وريثة عرش بلجيكا في خطر.. بسبب أزمة جامعة هارفارد وترامب    طاقم تحكيم مباراة البنك الأهلي والمصري في الجولة الثامنة للدوري    13 لاعبة ولاعبًا مصريًا يحققون الفوز ويتأهلون للربع النهائي من بطولة بالم هيلز المفتوحة للإسكواش    في ذكرى رحيل إسماعيل ياسين.. أحمد الإبياري يكشف عن بوستر نادر ل مسرحية «الست عايزة كده»    كواليس إحالة المتهمة بسب وقذف الفنانة هند عاكف للمحاكمة    فتاوى الحج.. ما حكم استعمال المحرم للكريمات أثناء الإحرام؟    لحظة أيقونية لمؤمن واحتفالات جنونية.. لقطات من تتويج بالأهلي ببطولة أفريقيا لليد (صور وفيديو)    "الشيوخ" يبدأ مناقشة تعديل قانونه.. ووكيل "التشريعية" يستعرض التفاصيل    احتفاء بتاريخ عريق.. رئيس الوزراء في جولة بين عربات الإسعاف القديمة    جامعة سوهاج: اعتماد 250 مليون جنيه لفرش وتجهيز مستشفى شفا الأطفال    التحقيق مع 3 عناصر جنائية حاولوا غسل 60 مليون جنيه حصيلة اتجار بالمخدرات    3 تحديات تنتظر بيراميدز أمام صن داونز في ذهاب نهائي دوري أبطال أفريقيا    محافظ أسيوط يزور جامعة بدر ويتفقد قافلة طبية مجانية ومعرضًا فنيًا لطلاب الفنون التطبيقية    حكم طلاق الحائض عند المأذون؟.. أمين الفتوى يُجيب    وزير الري يوجه بتطهير مصرف البلبيسي بالقليوبية    لماذا يصل تأثير زلزال كريت إلى سكان مصر؟.. خبير فلكي يجيب    أسعار اللحوم الحمراء اليوم السبت 24 مايو    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 24-5-2025 في محافظة قنا    البابا تواضروس يترأس القداس من كنيسة العذراء بمناسبة يوبيلها الذهبى    اليوم.. محاكمة متهمين ب«داعش العمرانية»    عمرو أديب: ليه العالم بيعمل 100 حساب لإسرائيل وإحنا مالناش سعر؟    هل يجوز الحج عن الوالد المتوفي.. دار الإفتاء توضح    القيعي: الأهلي لم يحضر فقط في القمة.. وقرارات المسابقة «توصيات»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تثبيت دعائم الدولة هدف إستراتيجى حزمة من المشروعات العملاقة وأداء غير تقليدى.. وتوفير 3 ملايين فرصة عمل
السيسى لرؤساء تحرير الصحف : مستعد لزيارة إثيوبيا مرتين أو ثلاثا لحل أزمة سد النهضة

فى إطار حرصه الشديد على التواصل مع الشعب ومصارحته بدقائق المشهد وتفاصيله، داخلياً وخارجياً، من نافذة الإعلام، استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس، رؤساء تحرير الصحف المصرية القومية والخاصة، فى مقر الرئاسة بمصر الجديدة.
وقدم الرئيس، خلال اللقاء، رؤيته للتحديات الكبيرة التى تواجه الدولة المصرية فى هذا الظرف التاريخى الحرج، وما تفرضه من ضرورة الاستعداد والاصطفاف والمواجهة، السريعة وغير النمطية، ضارباً المثل بقضايا: التيارات المتطرفة التى تسىء للعقيدة، وتشوه الإسلام وتحاول إزاحته عن سماحته ورقيه المعهود، وقضية الدعم الذى تجاوز 300 مليار جنيه سنوياً ومشكلة الكهرباء على المستوى الداخلى، بينما ينشغل المحيط الإقليمى العربى بجملة من التحديات الملتهبة، حتى أن دولاً عربية باتت تسهم فى إسقاط دول عربية أخرى وتدميرها، وقال الرئيس إن بداية الحل هى تقوية مناعة الدولة المصرية وزيادتها حتى تتصدى لكل ما يعيقها وتتجاوزه إلى أفق واعد، مشيراً إلى اتخاذ حزمة من الإجراءات والمشروعات الضخمة جداً، موضحا خطورة الدور الذى يلعبه الإعلام فى هذا السياق، داعياً شباب مصر المثقف الوطنى الواعى إلى الانخراط فى المسيرة والعمل الجاد للنهوض بالوطن.
فى البداية تحدث الرئيس عبدالفتاح السيسى عن الأوضاع الخطيرة التى تلم بالأمة العربية والإسلامية، قائلاً: نحن أمة (عربية وإسلامية) فى أزمة حقيقية وكبيرة... أمة تقتل نفسها.. موضحاً أن هناك دولا عربية تمول وتساهم فى إسقاط دول عربية أخرى فى إطار مخططات دولية.. وتقدم بعض التنظيمات والحركات والتيارات الإسلامية المتطرفة نموذجا يسىء للإسلام كدين ويدفع بعض الشباب إلى الإلحاد.. وهذا نفسه هو هدف لكل ما يحدث بغرض تقويض الإسلام كعقيدة.
وهذه النماذج تحاول أن تثبت أن الدين لا يتناغم مع التطور مما يساهم فى وجود حالة من التشكك والتخبط والقلق والارتباك تدفع نحو الإلحاد.
وإنتقد الرئيس فى هذا الصدد أحد البرامج الإعلامية التى استضافت شابا ملحدا وهاجمته وطردته بدلاً من أن تناقشه فى الأسباب وتبدى تفهمها وتحاوره مشدداً على أن الدين الإسلامى يرقى السلوك ويشيع السماحة ويزيد من سعة الصدر، فى التعامل مع مثل هذه الحالات يكون من منظور شامل وليس كقضية شخصية.. فالدين الإسلامى أساساً يحترم اختيارات الناس ويحترم حرية الآخرين.
وفى هذا الصدد دعا الرئيس الإعلام مجدداً إلى التناول العلمى للتحديات بما يحقق مصلحة الوطن. بينما بعض طرق التناول والمعالجة من جانب الإعلام «تخليك تخبط فى الحيط».
ثم تطرق الرئيس إلى الأخطار الكثيرة التى تحدق بالدولة المصرية، من كل صوب، وهى أخطار تجعلنا بحاجة ماسة، خلال الأشهر الستة المقبلة، إلى تثبيت دعائم الدولة بوصفه «هدفاً استراتيجياً»..
وقال الرئيس: “تثبيت الدولة وليس النظام لأن الدولة هى المهددة.. وهذا كان هدفنا منذ 25 يناير ومازال.. وتحقيق ذلك يحتاج اصطفافاً وطنياً أى أن يكون الشعب “كتلة واحدة”.
استراتيجيتنا هى استعادة الشعب المصرى “ما جرى له فى السنوات اللى فاتت أفقده الثقة”، لذلك نقوم بعمل مشروعات لبناء الثقة بأنه يقدر ويستطيع، لكى نقول للشعب: “ما أنت فيه لن يستمر العمر كله، بل ستخرج منه”.
وتابع الرئيس: أقول إننا جميعاً فى مهمة واحدة – وأكد ذلك دوماً – وأمامنا تحديات داخلية وخارجية كبيرة وأخطار عظيمة ومجابهة هذه الأخطار مسئولية مشتركة فهى الأخطار ليست موجهة ضد نظام حكم بل تهدد الدولة المصرية ومسئولياتنا هى الحفاظ على مصر. ما أقصده أن هناك إشكاليات داخلية وخارجية تعرقل تماسك استقرار وثبات الدولة وعليه لابد من زيادة «الممانعة» لدى الدولة يوم بعد يوم.. وهذه الممانعة لن تزيد إلا بأداء غير تقليدى وأداء متسارع فى البناء.. ودور الإعلام مهم جداً لأسباب كثيرة من بينها أن الجيل الرابع من الحرب الآن يعتمد على ترويج الشائعات وإشاعة الأكاذيب، وهذا لابد أن يكون حاضراً أمام الصحفيين والإعلاميين لكى نحافظ على ممانعة الدولة فى مواجهة التحديات ونزيدها، فهذه التحديات الداخلية والإقليمية والخارجية «مستمرة معانا شوية».. فهناك خطر حقيقى على الدولة واستقرارها وثباتها.
وتطرق الرئيس إلى القضايا الحياتية التى تشغل بال المواطن, وعلى رأسها الدعم, فأوضح أنه يمثل تحديا يواجهنا, بعد أن وصل إلى 300 مليار جنيه سنويا, فى دولة أمامها عقبات داخلية وخارجية متزايدة, وتساءل الرئيس: إذا استطعنا تدبير هذا المبلغ العام الحالي, فكيف سندبر هذا الرقم المرشح للزيادة – العام المقبل؟
إن صلب مسئوليتنا جميعا هى الاجابة على هذا السؤال وقال: “إوعوا تفتكروا إن البلد ستقوم بالحكومة فقط.. كان غيرى أشطر”, لكن هذا لايعنى أن الدعم سوف يتم رفعه الأن, وضرب مثلا بمترو الانفاق الذى يعطى “عائدا” لايغطى تكلفة التشغيل, تذكرة المترو بتسعة جنيهات يحصل عليها الراكب بجنيه واحد فقط, وهذا السعر ثابت منذ الثمانينيات مرة أخرى لا أقصد رفع تذكرة المترو, إنما “عرض الحقائق” والاعتراف بأن الوضع لو استمر على ماهو عليه فإن “البلد ستنهد” وهذا مجرد عنوان من بين عناوين كثيرة جدا, محذرا من أن بعض التيارات تستخدم القرارات الحكومية الصائبة الصحيحة فى صراعات على السلطة, وضرب مثلا بقرار الحكومة اليمنية أخيرا بالغاء الدعم والذى رفضته تيارات معينة, برغم أنه قرار صحيح, لمعالجة الوضع ألاقتصادى وإلا استمرت الحكومات فى الاستدانة بينما الأجيال المقبلة هى من سيدفع الثمن.
وتناول الرئيس السيسى انقطاع التيار الكهربائى الذى أصبح مشكلة تؤرق المواطنين فأوضح أن مشكلة الكهرباء ليست جديدة وأسبابها معلومة وعلاجها معروف, المهم كيف يصل ذلك إلى الناس عن طريق الاعلام بصورة صحيحة, الناس لابد أن يعرفوا حجم السلوكيات العشوائية التى شكلت ضغوطا على قطاع الكهرباء خلال السنوات الثلاث الماضية, محطات الكهرباء تعمل بالوقود والمنتج أقل من ثمنه الحقيقي, وكفاءة المحطات تتراجع نتيجة هذه الضغوط ونتيجة عمليات التخريب التى تقوم بها العناصر الإرهابية ضد المحطات وأبراج الضغط العالي.
وانتقل الرئيس من التشخيص إلى العلاج, فاتحا نوافذ الأمل والعمل والانجاز - ولكن بشروط, حيث قال: إننا جميعا نريد للدولة المصرية أن تنهض وتحتل مكانتها اللائقة بها بين الأمم, وهذا مرهون بحدوث اصطفاف وطنى يمكننا من مواجهة التحديات, ونفى الرئيس أن نكون بحاجة لإعادة اختراع العجلة, فهناك تجارب لشعوب أخرى (اصطفت) من أجل النهوض, يجب أن يطلع الشعب المصرى على تجاربها للاستفادة منها ونحن لنا تجاربنا أيضا, فلا أحد يستطيع أن يهزم شعبا.. ودور الإعلام هنا هو اطلاع الشعب على الحقائق ونشر الوعي.. فدور الإعلام مهم وخطير من أجل الحفاظ على الدولة.. فهذه الفترة التى تمر بها مصر ليست مثل أى فترة أخري.. علينا أن نزيد المناعة فى مواجهة التحديات وأن نعمل من أجل هذا الاصطفاف بالعمل فى مواجهة التحديات.. وأقول “حنقدر”.. فهذه التحديات ليست بسيطة ولكننا فى مواجهتها سنعمل من أجل تنفيذ مشاريع ضخمة جدا نحتاجها وتنفذ فى وقت قليل جدا.. وأقول إننا سنستطيع بإذن الله, نوه الرئيس مجددا بدور الإعلام ومسئوليته فى عرض الحقائق على الشعب, لتوحيد الصف أمام التحديات ومجابهتها, لأن بعض التيارات لن تتوقف عن رفض أى إصلاح فى اتجاه قيام الدولة وبنائها.
هنا أشار الرئيس السيسى إلى أثمن ما تملكه مصر شبابها ذخيرة المستقبل وسواعدها للتقدم, وقال إن مصر لديها شباب متعلم ومثقف وفاهم ووطنى يضع مصلحة بلده فى المقام الأول, يمكن أن يكون منهم 800 شخصية جاهزة لخوض انتخابات مجلس النواب المقبلة, وتساءل: هل القوى السياسية غير قادرة على استيعاب هذا الشباب؟!.. خاصة أن الانتخابات على الأبواب بعد نحو شهرين, ثم أردف الرئيس: أنا لا أريد أن أتدخل طبعا حتى تبقى التجربة متكاملة بعيدة عن أى نظام.
وأمام حديث البعض ودعواتهم للمصالحة مع بعض التيارات التى تناوئ الدولة شدد الرئيس عبدالفتاح السيسى على أنه ليس غاضبا من أحد, وقال أنا بطبعى «رجل بسيط جدا, ومبزعلش من حد» لكن الشعب المصرى هو الغاضب من ممارسات هذه التيارات, هذا الشعب يشاهد كل يوم أحداث شغب وعنف وقتل, وإحراق الممتلكات وتعطيل وسائل النقل ومصالح الناس, فالمشكلة ليست معى ولا حتى مع النخب السياسية, لكن المشكلة هى مع الشعب الذى لا يستطيع أحد أن يأخذه فى طريق (المصالحة) يرفضه.
وتطرق الرئيس إلى جملة من الموضوعات المهمة, مثل الاستعداد للعام الدراسى الجديد, فأكد أننا نريد ان تمر السنة الدراسية الجديدة على أولادنا فى الجامعات بسلام حتى تكون هناك عملية تعليمية جادة.
وأبدى الرئيس تقديره للصحافة القومية والصحافة المصرية عموما, وقال: لو الصحف القومية “وقعت ده مش حيبقى كويس فى حقنا”, مديونية هذه الصحف وتوابعها تصل إلى عشرة مليارات جنيه وهى محل دراسة وبحث, الرقم كبير, هنا خاطب الرئيس مسئولى الصحف القومية: “ علينا البحث عن حلول, حاولوا تساعدوني,.. وسأحاول أساعدكم”, ونوه السيسى بأهمية احترام الحريات وسيادة القانون, مشيرا إلى حديثه مع المسئولين الأوروبيين الذين التقاهم, قائلا: “أنتم لديكم اعتزاز وتقدير للقضاء فى بلدانكم, لذا تساءل: لماذا نظامنا القضائى عرضة للانتقاد؟” نحن نحترم القضاء ونرفض التدخل فى شئونه.
وتناول مشروعات التنمية فى الصعيد, مؤكدا أن الاهتمام بالصعيد وتنميته ليس ترفا, داعيا رجال الأعمال إلى الانخراط والمشاركة فى مشاريع التنمية الكبرى على امتداد الوطن, وهذا ليس استجداء, بل واجب وطني, نحن دولة تحاول أن تحافظ على تماسكها واستقرارها والمسئولية نتحملها جميعا, وضرب مثالا بمشروعات الطرق, فليس هناك شركة واحدة تنفذها, بل أكثر من 50 شركة تعمل فى إنشاء شبكة الطرق الجديدة وفق معايير جودة ومواصفات عالمية.. وكل الطرق ستكون ثلاث حارات فى الاتجاه الواحد, موضحا أن مشروعات الطرق وقناة السويس الجديدة تستوعب من 2 إلى 3 ملايين عامل.
وفى سياق التنمية أيضا, نكثف عمليات التنقيب عن آبار المياه فى سيناء للاستفادة منها, مشددا على الاهتمام الكبير بالبحث العلمى فالدولة لا تبنى إلا بالعلم والتضحيات.
ثم توقف الرئيس أمام تقرير “هيومان رايتس ووتش” الأخير, فقال: هذه المنظمة معروف كيف تأسست ولماذا.. لقد تأسست للقيام بدور (أداة).. لكن ما يشغلنى هو أين نحن؟ فنحن لدينا جهدنا فى كشف الحقائق ولدينا أشرطة ومعلومات لما جرى ويجرى من أعمال عنف وإرهاب.
وحول ما إذا كان صدور تقرير هيومان رايتس ووتش فى توقيت زيارته موسكو مقصودا أجاب الرئيس: “هم يديرون أمورهم.. ونحن ندير أمورنا”:
ومن قضايا الشأن الداخلى الملحة، تطرق الرئيس إلى الملفات الإقليمية المشتعلة، على وقع ما تتعرض له المنطقة من عواصف وتحولات خطيرة ومؤلمة، حيث أشار إلى أن مصر لن تتخلى أبداً عن دعم القضية الفلسطينية، وهذا الصراع لن ينتهى إلا بقيام دولة فلسطينية على أراضى 1967 وعاصمتها القدس... وموقف مصر لم ولن يتغير فالقضية الفلسطينية فى اهتمام ووجدان المصريين سواء مسئولين أو مواطنين.
وجهود مصر لتحقيق التهدئة مستمرة.. والاتفاق الأولى هدفه الانطلاق نحو عملية سياسية تحقق قيام الدولة الفلسطينية وقد أبلغت ذلك إلى كل الأطراف المعنية.
والقضية الفلسطينية الآن فى بؤرة الاهتمام الدولى ولابد من استغلال ذلك لتحقيق تقدم والبناء على ما يحدث, وجهود مصر لن تتوقف حتى نصل إلى عملية سياسية تقود إلى حل نهائى وجهدنا فى هذا الصدد مخلص ومتجرد.
وحول إثارة بعض الأطراف الجدل حول معبر رفح أوضح أن الجميع يعلم أن معبر رفح لم يكن فى ترتيبات 2005.. ومن غير المفيد للقضية الفلسطينية اختزالها فى معبر.. فهناك خمسة معابر أخرى والقضية الفلسطينية قضية احتلال يجب أن يزول.
ورداً على سؤال لرئيس تحرير الأهرام حول التحديات القادمة من ليبيا... أجاب الرئيس:
لم نقم بأى عمل عسكرى خارج حدودنا لحماية أمننا القومى حتى الآن... وقواتنا داخل أراضينا.. ونحن على اتصال مستمر مع دول الجوار. والوضع فى ليبيا محل بحث معهم من أجل العمل على الوصول إلى عملية سياسية تساعد الشعب الليبى من أجل تحقيق الاستقرار.. كما أننا على اتصال مستمر مع الجانب الليبى.
وحول ما تردد من وجود تنظيم “دالم” فى ليبيا ومصر على غرار “داعش” فى سوريا والعراق نفى الرئيس: ذلك وقال: “لا تخافوا من الدنيا كلها لو وقفت فى مواجهتنا طالما شعب مصر متماسك والجيش وراؤه”, ومهما كانت قوة مثل هذه الحركات... لن تخيفنا طالما ظل المصريون على قلب رجل واحد.
لكن الرئيس دعا الجميع إلى الانتباه إلى دور “داعش” فى جذب الأنظار متسائلا: “لماذا تحظى داعش باهتمام دولى الآن؟”.
موضحاً أن التحديات الخارجية تمثل صراعاً سوف يستمر سنوات قادمة، وأخطر ما فيها استخدام الدين فى صنع كتلة إرهابية مناوئة، وأعاد السيسى التأكيد على خطورة ما يقدمه الإعلام الغربى حول حركة (داعش) فى سوريا والعراق.
وعن توجه مصر نحو الصين بعد روسيا، أشار إلى أنه قال فى السابق إننا سنقيم علاقات تعاون مع الجميع، و “هذا رايحين له”، وعما إذا كانت مصر تصدر الغاز لإسرائيل، قال السيسى إننا لا نصدر الغاز لإسرائيل.
وحول ما يجرى فى سوريا، أوضح أن مصر تسعى إلى معالجة سياسية سلمية للأزمة للوصول إلى حل سلمى بين المعارضة والنظام الحاكم، مصر ترفض تقسيم سوريا وتشدد على وحدة التراب السورى.
وتناول الرئيس مسألة العلاقة مع أثيوبيا والمفاوضات بشأن سد النهضة قائلا: عندما التقيت مع رئيس وزراء أثيوبيا فى القمة الأفريقية فى غينيا الاستوائية أبلغته أن مصر تقدر جهود أثيوبيا فى التنمية شرط ألا يمس ذلك حقوق مصر لا فى فترة بناء السد ولا عند تشغيله.. فملء الخزان يجب أن يكون فى أطول فترة ممكنة فمصالحنا ليست فقط الحفاظ على حقوقنا فى المياه.
ورداً على سؤال من رئيس تحرير الأهرام العربى الأستاذ علاء العطار حول إمكانية زيارة أثيوبيا أجاب الرئيس: إذا تطلب الأمر سأزور أثيوبيا مرة ومرتين وثلاثة.
الرئيس السيسى فى لقاء مع رؤساء تحرير الصحف : بعض التيارات تستخدم القرارات الحكومية الصحيحة شماعة للصراع على السلطة مصر لديها شباب وطنى متعلم ومثقف يضع مصلحة بلده فى المقام الأول كتب محمد عبدالهادى علام :
فى إطار حرصه الشديد على التواصل مع الشعب ومصارحته بدقائق المشهد وتفاصيله، داخلياً وخارجياً، من نافذة الإعلام، استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس، رؤساء تحرير الصحف المصرية القومية والخاصة، فى مقر الرئاسة بمصر الجديدة، وقدم الرئيس، خلال اللقاء، رؤيته للتحديات الكبيرة التى تواجه الدولة المصرية فى هذا الظرف التاريخى الحرج، وما تفرضه من ضرورة الاستعداد والاصطفاف والمواجهة، السريعة وغير النمطية، ضارباً المثل بقضايا: التيارات المتطرفة التى تسىء للعقيدة، وتشوه الإسلام وتحاول إزاحته عن سماحته ورقيه المعهود، وقضية الدعم الذى تجاوز 300 مليار جنيه سنوياً ومشكلة الكهرباء على المستوى الداخلى، بينما ينشغل المحيط الإقليمى العربى بجملة من التحديات الملتهبة، حتى أن دولاً عربية باتت تسهم فى إسقاط دول عربية أخرى وتدميرها، وقال الرئيس إن بداية الحل هى تقوية مناعة الدولة المصرية وزيادتها حتى تتصدى لكل ما يعيقها وتتجاوزه إلى أفق واعد، مشيراً إلى اتخاذ حزمة من الإجراءات والمشروعات الضخمة جداً، موضحا خطورة الدور الذى يلعبه الإعلام فى هذا السياق، داعياً شباب مصر المثقف الوطنى الواعى إلى الانخراط فى المسيرة والعمل الجاد للنهوض بالوطن.
فى البداية تحدث الرئيس عبدالفتاح السيسى عن الأوضاع الخطيرة التى تلم بالأمة العربية والإسلامية، قائلاً: نحن أمة (عربية وإسلامية) فى أزمة حقيقية وكبيرة... أمة تقتل نفسها.. موضحاً أن هناك دولا عربية تمول وتساهم فى إسقاط دول عربية أخرى فى إطار مخططات دولية.. وتقدم بعض التنظيمات والحركات والتيارات الإسلامية المتطرفة نموذجا يسىء للإسلام كدين ويدفع بعض الشباب إلى الإلحاد.. وهذا نفسه هو هدف لكل ما يحدث بغرض تقويض الإسلام كعقيدة.
وهذه النماذج تحاول أن تثبت أن الدين لا يتناغم مع التطور مما يساهم فى وجود حالة من التشكك والتخبط والقلق والارتباك تدفع نحو الإلحاد.
وإنتقد الرئيس فى هذا الصدد أحد البرامج الإعلامية التى استضافت شابا ملحدا وهاجمته وطردته بدلاً من أن تناقشه فى الأسباب وتبدى تفهمها وتحاوره مشدداً على أن الدين الإسلامى يرقى السلوك ويشيع السماحة ويزيد من سعة الصدر، فى التعامل مع مثل هذه الحالات يكون من منظور شامل وليس كقضية شخصية.. فالدين الإسلامى أساساً يحترم اختيارات الناس ويحترم حرية الآخرين.
وفى هذا الصدد دعا الرئيس الإعلام مجدداً إلى التناول العلمى للتحديات بما يحقق مصلحة الوطن. بينما بعض طرق التناول والمعالجة من جانب الإعلام «تخليك تخبط فى الحيط».
ثم تطرق الرئيس إلى الأخطار الكثيرة التى تحدق بالدولة المصرية، من كل صوب، وهى أخطار تجعلنا بحاجة ماسة، خلال الأشهر الستة المقبلة، إلى تثبيت دعائم الدولة بوصفه «هدفاً استراتيجياً»..
وقال الرئيس: “تثبيت الدولة وليس النظام لأن الدولة هى المهددة.. وهذا كان هدفنا منذ 25 يناير ومازال.. وتحقيق ذلك يحتاج اصطفافاً وطنياً أى أن يكون الشعب “كتلة واحدة”.
استراتيجيتنا هى استعادة الشعب المصرى “ما جرى له فى السنوات اللى فاتت أفقده الثقة”، لذلك نقوم بعمل مشروعات لبناء الثقة بأنه يقدر ويستطيع، لكى نقول للشعب: “ما أنت فيه لن يستمر العمر كله، بل ستخرج منه”.
وتابع الرئيس: أقول إننا جميعاً فى مهمة واحدة – وأكد ذلك دوماً – وأمامنا تحديات داخلية وخارجية كبيرة وأخطار عظيمة ومجابهة هذه الأخطار مسئولية مشتركة فهى الأخطار ليست موجهة ضد نظام حكم بل تهدد الدولة المصرية ومسئولياتنا هى الحفاظ على مصر. ما أقصده أن هناك إشكاليات داخلية وخارجية تعرقل تماسك استقرار وثبات الدولة وعليه لابد من زيادة «الممانعة» لدى الدولة يوم بعد يوم.. وهذه الممانعة لن تزيد إلا بأداء غير تقليدى وأداء متسارع فى البناء.. ودور الإعلام مهم جداً لأسباب كثيرة من بينها أن الجيل الرابع من الحرب الآن يعتمد على ترويج الشائعات وإشاعة الأكاذيب، وهذا لابد أن يكون حاضراً أمام الصحفيين والإعلاميين لكى نحافظ على ممانعة الدولة فى مواجهة التحديات ونزيدها، فهذه التحديات الداخلية والإقليمية والخارجية «مستمرة معانا شوية».. فهناك خطر حقيقى على الدولة واستقرارها وثباتها.
وتطرق الرئيس إلى القضايا الحياتية التى تشغل بال المواطن, وعلى رأسها الدعم, فأوضح أنه يمثل تحديا يواجهنا, بعد أن وصل إلى 300 مليار جنيه سنويا, فى دولة أمامها عقبات داخلية وخارجية متزايدة, وتساءل الرئيس: إذا استطعنا تدبير هذا المبلغ العام الحالي, فكيف سندبر هذا الرقم المرشح للزيادة – العام المقبل؟
إن صلب مسئوليتنا جميعا هى الاجابة على هذا السؤال وقال: “إوعوا تفتكروا إن البلد ستقوم بالحكومة فقط.. كان غيرى أشطر”, لكن هذا لايعنى أن الدعم سوف يتم رفعه الأن, وضرب مثلا بمترو الانفاق الذى يعطى “عائدا” لايغطى تكلفة التشغيل, تذكرة المترو بتسعة جنيهات يحصل عليها الراكب بجنيه واحد فقط, وهذا السعر ثابت منذ الثمانينيات مرة أخرى لا أقصد رفع تذكرة المترو, إنما “عرض الحقائق” والاعتراف بأن الوضع لو استمر على ماهو عليه فإن “البلد ستنهد” وهذا مجرد عنوان من بين عناوين كثيرة جدا, محذرا من أن بعض التيارات تستخدم القرارات الحكومية الصائبة الصحيحة فى صراعات على السلطة, وضرب مثلا بقرار الحكومة اليمنية أخيرا بالغاء الدعم والذى رفضته تيارات معينة, برغم أنه قرار صحيح, لمعالجة الوضع ألاقتصادى وإلا استمرت الحكومات فى الاستدانة بينما الأجيال المقبلة هى من سيدفع الثمن.
وتناول الرئيس السيسى انقطاع التيار الكهربائى الذى أصبح مشكلة تؤرق المواطنين فأوضح أن مشكلة الكهرباء ليست جديدة وأسبابها معلومة وعلاجها معروف, المهم كيف يصل ذلك إلى الناس عن طريق الاعلام بصورة صحيحة, الناس لابد أن يعرفوا حجم السلوكيات العشوائية التى شكلت ضغوطا على قطاع الكهرباء خلال السنوات الثلاث الماضية, محطات الكهرباء تعمل بالوقود والمنتج أقل من ثمنه الحقيقي, وكفاءة المحطات تتراجع نتيجة هذه الضغوط ونتيجة عمليات التخريب التى تقوم بها العناصر الإرهابية ضد المحطات وأبراج الضغط العالي.
وانتقل الرئيس من التشخيص إلى العلاج, فاتحا نوافذ الأمل والعمل والانجاز - ولكن بشروط, حيث قال: إننا جميعا نريد للدولة المصرية أن تنهض وتحتل مكانتها اللائقة بها بين الأمم, وهذا مرهون بحدوث اصطفاف وطنى يمكننا من مواجهة التحديات, ونفى الرئيس أن نكون بحاجة لإعادة اختراع العجلة, فهناك تجارب لشعوب أخرى (اصطفت) من أجل النهوض, يجب أن يطلع الشعب المصرى على تجاربها للاستفادة منها ونحن لنا تجاربنا أيضا, فلا أحد يستطيع أن يهزم شعبا.. ودور الإعلام هنا هو اطلاع الشعب على الحقائق ونشر الوعي.. فدور الإعلام مهم وخطير من أجل الحفاظ على الدولة.. فهذه الفترة التى تمر بها مصر ليست مثل أى فترة أخري.. علينا أن نزيد المناعة فى مواجهة التحديات وأن نعمل من أجل هذا الاصطفاف بالعمل فى مواجهة التحديات.. وأقول “حنقدر”.. فهذه التحديات ليست بسيطة ولكننا فى مواجهتها سنعمل من أجل تنفيذ مشاريع ضخمة جدا نحتاجها وتنفذ فى وقت قليل جدا.. وأقول إننا سنستطيع بإذن الله, نوه الرئيس مجددا بدور الإعلام ومسئوليته فى عرض الحقائق على الشعب, لتوحيد الصف أمام التحديات ومجابهتها, لأن بعض التيارات لن تتوقف عن رفض أى إصلاح فى اتجاه قيام الدولة وبنائها.
هنا أشار الرئيس السيسى إلى أثمن ما تملكه مصر شبابها ذخيرة المستقبل وسواعدها للتقدم, وقال إن مصر لديها شباب متعلم ومثقف وفاهم ووطنى يضع مصلحة بلده فى المقام الأول, يمكن أن يكون منهم 800 شخصية جاهزة لخوض انتخابات مجلس النواب المقبلة, وتساءل: هل القوى السياسية غير قادرة على استيعاب هذا الشباب؟!.. خاصة أن الانتخابات على الأبواب بعد نحو شهرين, ثم أردف الرئيس: أنا لا أريد أن أتدخل طبعا حتى تبقى التجربة متكاملة بعيدة عن أى نظام.
وأمام حديث البعض ودعواتهم للمصالحة مع بعض التيارات التى تناوئ الدولة شدد الرئيس عبدالفتاح السيسى على أنه ليس غاضبا من أحد, وقال أنا بطبعى «رجل بسيط جدا, ومبزعلش من حد» لكن الشعب المصرى هو الغاضب من ممارسات هذه التيارات, هذا الشعب يشاهد كل يوم أحداث شغب وعنف وقتل, وإحراق الممتلكات وتعطيل وسائل النقل ومصالح الناس, فالمشكلة ليست معى ولا حتى مع النخب السياسية, لكن المشكلة هى مع الشعب الذى لا يستطيع أحد أن يأخذه فى طريق (المصالحة) يرفضه.
وتطرق الرئيس إلى جملة من الموضوعات المهمة, مثل الاستعداد للعام الدراسى الجديد, فأكد أننا نريد ان تمر السنة الدراسية الجديدة على أولادنا فى الجامعات بسلام حتى تكون هناك عملية تعليمية جادة.
وأبدى الرئيس تقديره للصحافة القومية والصحافة المصرية عموما, وقال: لو الصحف القومية “وقعت ده مش حيبقى كويس فى حقنا”, مديونية هذه الصحف وتوابعها تصل إلى عشرة مليارات جنيه وهى محل دراسة وبحث, الرقم كبير, هنا خاطب الرئيس مسئولى الصحف القومية: “ علينا البحث عن حلول, حاولوا تساعدوني,.. وسأحاول أساعدكم”, ونوه السيسى بأهمية احترام الحريات وسيادة القانون, مشيرا إلى حديثه مع المسئولين الأوروبيين الذين التقاهم, قائلا: “أنتم لديكم اعتزاز وتقدير للقضاء فى بلدانكم, لذا تساءل: لماذا نظامنا القضائى عرضة للانتقاد؟” نحن نحترم القضاء ونرفض التدخل فى شئونه.
وتناول مشروعات التنمية فى الصعيد, مؤكدا أن الاهتمام بالصعيد وتنميته ليس ترفا, داعيا رجال الأعمال إلى الانخراط والمشاركة فى مشاريع التنمية الكبرى على امتداد الوطن, وهذا ليس استجداء, بل واجب وطني, نحن دولة تحاول أن تحافظ على تماسكها واستقرارها والمسئولية نتحملها جميعا, وضرب مثالا بمشروعات الطرق, فليس هناك شركة واحدة تنفذها, بل أكثر من 50 شركة تعمل فى إنشاء شبكة الطرق الجديدة وفق معايير جودة ومواصفات عالمية.. وكل الطرق ستكون ثلاث حارات فى الاتجاه الواحد, موضحا أن مشروعات الطرق وقناة السويس الجديدة تستوعب من 2 إلى 3 ملايين عامل.
وفى سياق التنمية أيضا, نكثف عمليات التنقيب عن آبار المياه فى سيناء للاستفادة منها, مشددا على الاهتمام الكبير بالبحث العلمى فالدولة لا تبنى إلا بالعلم والتضحيات.
ثم توقف الرئيس أمام تقرير “هيومان رايتس ووتش” الأخير, فقال: هذه المنظمة معروف كيف تأسست ولماذا.. لقد تأسست للقيام بدور (أداة).. لكن ما يشغلنى هو أين نحن؟ فنحن لدينا جهدنا فى كشف الحقائق ولدينا أشرطة ومعلومات لما جرى ويجرى من أعمال عنف وإرهاب.
وحول ما إذا كان صدور تقرير هيومان رايتس ووتش فى توقيت زيارته موسكو مقصودا أجاب الرئيس: “هم يديرون أمورهم.. ونحن ندير أمورنا”:
ومن قضايا الشأن الداخلى الملحة، تطرق الرئيس إلى الملفات الإقليمية المشتعلة، على وقع ما تتعرض له المنطقة من عواصف وتحولات خطيرة ومؤلمة، حيث أشار إلى أن مصر لن تتخلى أبداً عن دعم القضية الفلسطينية، وهذا الصراع لن ينتهى إلا بقيام دولة فلسطينية على أراضى 1967 وعاصمتها القدس... وموقف مصر لم ولن يتغير فالقضية الفلسطينية فى اهتمام ووجدان المصريين سواء مسئولين أو مواطنين.
وجهود مصر لتحقيق التهدئة مستمرة.. والاتفاق الأولى هدفه الانطلاق نحو عملية سياسية تحقق قيام الدولة الفلسطينية وقد أبلغت ذلك إلى كل الأطراف المعنية.
والقضية الفلسطينية الآن فى بؤرة الاهتمام الدولى ولابد من استغلال ذلك لتحقيق تقدم والبناء على ما يحدث, وجهود مصر لن تتوقف حتى نصل إلى عملية سياسية تقود إلى حل نهائى وجهدنا فى هذا الصدد مخلص ومتجرد.
وحول إثارة بعض الأطراف الجدل حول معبر رفح أوضح أن الجميع يعلم أن معبر رفح لم يكن فى ترتيبات 2005.. ومن غير المفيد للقضية الفلسطينية اختزالها فى معبر.. فهناك خمسة معابر أخرى والقضية الفلسطينية قضية احتلال يجب أن يزول.
ورداً على سؤال لرئيس تحرير الأهرام حول التحديات القادمة من ليبيا... أجاب الرئيس:
لم نقم بأى عمل عسكرى خارج حدودنا لحماية أمننا القومى حتى الآن... وقواتنا داخل أراضينا.. ونحن على اتصال مستمر مع دول الجوار. والوضع فى ليبيا محل بحث معهم من أجل العمل على الوصول إلى عملية سياسية تساعد الشعب الليبى من أجل تحقيق الاستقرار.. كما أننا على اتصال مستمر مع الجانب الليبى.
وحول ما تردد من وجود تنظيم “دالم” فى ليبيا ومصر على غرار “داعش” فى سوريا والعراق نفى الرئيس: ذلك وقال: “لا تخافوا من الدنيا كلها لو وقفت فى مواجهتنا طالما شعب مصر متماسك والجيش وراؤه”, ومهما كانت قوة مثل هذه الحركات... لن تخيفنا طالما ظل المصريون على قلب رجل واحد.
لكن الرئيس دعا الجميع إلى الانتباه إلى دور “داعش” فى جذب الأنظار متسائلا: “لماذا تحظى داعش باهتمام دولى الآن؟”.
موضحاً أن التحديات الخارجية تمثل صراعاً سوف يستمر سنوات قادمة، وأخطر ما فيها استخدام الدين فى صنع كتلة إرهابية مناوئة، وأعاد السيسى التأكيد على خطورة ما يقدمه الإعلام الغربى حول حركة (داعش) فى سوريا والعراق.
وعن توجه مصر نحو الصين بعد روسيا، أشار إلى أنه قال فى السابق إننا سنقيم علاقات تعاون مع الجميع، و “هذا رايحين له”، وعما إذا كانت مصر تصدر الغاز لإسرائيل، قال السيسى إننا لا نصدر الغاز لإسرائيل.
وحول ما يجرى فى سوريا، أوضح أن مصر تسعى إلى معالجة سياسية سلمية للأزمة للوصول إلى حل سلمى بين المعارضة والنظام الحاكم، مصر ترفض تقسيم سوريا وتشدد على وحدة التراب السورى.
وتناول الرئيس مسألة العلاقة مع أثيوبيا والمفاوضات بشأن سد النهضة قائلا: عندما التقيت مع رئيس وزراء أثيوبيا فى القمة الأفريقية فى غينيا الاستوائية أبلغته أن مصر تقدر جهود أثيوبيا فى التنمية شرط ألا يمس ذلك حقوق مصر لا فى فترة بناء السد ولا عند تشغيله.. فملء الخزان يجب أن يكون فى أطول فترة ممكنة فمصالحنا ليست فقط الحفاظ على حقوقنا فى المياه.
ورداً على سؤال من رئيس تحرير الأهرام العربى الأستاذ علاء العطار حول إمكانية زيارة أثيوبيا أجاب الرئيس: إذا تطلب الأمر سأزور أثيوبيا مرة ومرتين وثلاثة.

على هامش اللقاء
«إنت اللى طلبت تعرف»!

أثناء تريضه فى الصباح – قبل اللقاء – التقى الرئيس مع سيدة فى محيط قصر الاتحادية تحمل أرغفة خبز.. وسألها عن رأيها فيه.. فأجابت: «انت اللى طلبت... شوفه بقى عامل إزاى»!!
وقال الرئيس: بصراحة حال «العيش» لم يكن جيدا ولكنه لم يكن أيضاً سيئاً.

«هو إحنا بنمثل»؟
البعض يقول لى اجتماعاتك مع بعض الوزراء أو المحافظين تستمر ساعات طويلة... فقلت لهم: «هو إحنا بنمثل... إحنا بنشتغل.. لو أقعد حتى 10 ساعات».
أسلحة الجيل الرابع من الحروب
أشار الرئيس خلال اللقاء إلى بعض أدوات الجيل الرابع من الحروب القائمة على نشر الشائعات وترويج الأكاذيب وهز ثقة الشعوب واستقطاب بعض النخب ومنها: دولة تؤسس شركة باسم «ميديا ليميتد» على «الإنترنت» تدعو شخصيات سياسية وإعلامية إلى الكتابة فيها بمقابل مادى كبير (بالدولار) وتستهدف استقطاب العقول فى المنطقة العربية..
موقع مشابه تأسس تحت اسم “العربى الجديد”.
موقع آخر باسم (CULTURE).
قناة فضائية ستنطلق تحت اسم “مصر الآن”.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.