استشهد 6 فلسطينيين وأصيب أكثر من 30 آخرين فى سلسلة غارات جوية إسرائيلية جديدة على مناطق مختلفة من قطاع غزة أمس. وقال شهود عيان إن طائرات الاحتلال استهدفت تجمعا للمواطنين الفلسطينيين شمال غرب مدينة غزة. وأوضح أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة فى غزة، أن من بين الضحايا شهيدان هما بدر هاشم ابو منيع ويحيى أبو العمرين، وكلاهما فى العشرينيات من العمر. كما قتل أربعة فلسطينيين آخرين بينهم رضيعة، وفقا لوزارة الصحة فى غزة. جاء ذلك بعد ساعات من تدمير برج الظافر فى مدينة غزة، الذى أصيب فيه 17 شخصا، وزعم الجيش الإسرائيلى أنه كان يضم مركز قيادة تابعا لحركة حماس.بينما اعتبرت حركة "حماس" تدمير اسرائيل للبرج السكنى بمثابة "تصعيد خطير وجريمة حرب". ورفض سامى أبو زهرى تبرير إسرائيل تدمير البرج بأنه مركز لقيادة حماس، معتبرا ذلك "أكاذيب لتبرير الجريمة". وقالت قوات الاحتلال الإسرائيلية، إن طيرانها الحربى"قصف عشرين هدفا" صباح أمس، بينما أطلق عشرون صاروخا أو قذيفة هاون على الأقل من القطاع. وبذلك ترتفع حصيلة الهجوم الإسرائيلى على القطاع، الذى بدأ فى الثامن من يوليو الماضى إلى 2105 قتيلا على الأقل، معظمهم من المدنيين، وأكثر من عشرة آلاف جريح. ومن جانبها، أعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكرى لحركة حماس مسئوليتها عن قصف مطار بن جوريون الإسرائيلى بتل أبيب وعدد من المواقع والمستوطنات المحيطة بقطاع غزة صباح أمس. وفى هذه الأثناء، توعد بنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى أمس، بمواصلة العملية العسكرية ضد قطاع غزة ، وقال، إن "عملية الجرف الصامد ستستمر حتى تحقيق أهدافها، وهذا قد يستغرق وقتا". وكرر تحذيره بالرد بقوة على مقتل طفل إسرائيلى. وأضاف "حماس ستدفع الثمن باهظا للجرائم التى ترتكبها، ولن يكون هناك أى حصانة لأى شخص يقوم باطلاق النار على الإسرائيليين. وفى تطور آخر، ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن الجيش قرر تكثيف "نشاطاته" العسكرية فى قطاع غزة وانتهاج سياسة "أقل تسامحا"، يتم بموجبها استهداف أى منزل تطلق منه النار باتجاه إسرائيل. ونقلت الإذاعة عن "مصدر أمنى كبير" القول إن "مصر تعمل على إعادة الطرفين إلى طاولة المفاوضات حول تثبيت وقف لإطلاق النار، وإسرائيل على علم بهذه المساعى، لكن الغموض سيكتنف صورة الوضع ما لم يتوقف إطلاق النار". وقال أفيجدور ليبرمان وزير الخارجية الإسرائيلى إن محاولات إسرائيل التوصل إلى تهدئة فى غزة "قوبلت بتصعيد الاعتداءات الصاروخية من حماس. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عنه قوله إن "إسرائيل ستعمل كل ما تقتضيه الضرورة من أجل الدفاع عن مواطنيها". وأضاف فى رسالة بعث بها إلى جميع وزراء خارجية الدول التى تقيم اسرائيل علاقات دبلوماسية معها، أن إسرائيل "تتوقع من الأسرة الدولية أن تواصل دعم حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها". فى حين، قال الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس سامى أبو زهرى إن التهديدات الإسرائيلية بحرب برية لا تخيف المقاومة. وأضاف أبو زهرى، إن المقاومة جاهزة لحماية الشعب الفلسطينى وإن غزة كانت وستبقى مقبرة للغزاة. وكانت وسائل إعلام اسرائيلية قالت فى وقت سابق إن جيش الاحتلال يدرس احتمال الدخول البرى لغزة مجددا. وفى القاهرة، استقبل الرئيس الفلسطينى محمود عباس وفدا دينيا مكونا من مفتى الديار المصرية الدكتور شوقى علام ورئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية عبدالهادى القصبى ونقيب الأشراف السيد الشريف، وأطلع عباس الوفد على أخر الجهود والاتصالات المبذولة لوقف العدوان الاسرائيلى على قطاع غزة مؤكدا ان الهم الأول والاساسى هو وقف نزيف الدم الفلسطيني وأشاد الرئيس عباس بالدور التى تبذله مصر الشقيقة لبحث التهدئة ووقف اطلاق النار فى قطاع غزة والعودة الى استئناف المفاوضات غير المباشرة مع الجانب الاسرائيلي.