مازلت أذكر منظر السقا فى الستينيات وهو يحمل على ظهره المقوس قربة جلدية سوداء مليئة بالماء ويطوف على البيوت في المناطق التي لم تصل إليها مواسير المياه ثم انقرض السقا بعد ذلك، ولم يبق منه سوى رواية ( السقا مات) للأديب يوسف السباعي الذي أراد أن يخلد السقا الذي يخاف الموت رغم أنه يحمل على ظهره سر الحياة وهو الماء. ويوجد بحي السيدة زينب حارة كانت تعرف باسم ( حارة السقايين ) غنت لها الفنانة شريفة فاضل قديما (ماتروحش تبيع آلميه في حارة السقايين ) وكان للسقاءين في الماضي شيخ اسمه ( شيخ الساقيين ) يعطى تعليماته بأن تعطر القربة بالمستكة وأن يوضع فيها ماء الورد أو النعناع.. وكانت مهام السقاءين مختلفة فمنهم من يحمل الماء إلى المنازل ومنهم من يذهب لبيعه في الأسواق أو يذهب لملء الأسبلة ( جمع سبيل ) المخصصة للشرب.. ومنهم من يساهم بقربته في إخماد الحرائق. ويحكى أن السقا اشتكى إلى الطبيب من وجع في ظهره المقوس للأمام فقال له الطبيب اذهب واعمل كبائع عرقسوس حتى يشفى ظهرك ويتقوس للخلف !! .