تعتبر منظمة "هيومن رايتس ووتش" أكبر منظمة حقوق إنسان في الولاياتالمتحدة، ويعمل لديها أكثر من 150 مختصا متفرغا في مختلف أنحاء العالم، وتنشر سنويا أكثر من 100 تقرير وتقرير ملخص عن أوضاع حقوق الإنسان في حوالي 80 دولة، وتحصل بواسطتها على تغطية موسعة شاملة في وسائل الإعلام المحلية والدولية وتتخذ من نيويورك مقرا دائما لها. وعند تأسيسها عام 1978، كانت في البداية، مقربة من شبكة المخابرات الأميركية، وكانت تسمى آنذاك "لجنة مراقبة اتفاقيات هلسنكي"، ومهمتها الأساسية مراقبة مدى امتثال دول الكتلة السوفيتية للأحكام المتعلقة بحقوق الإنسان في الاتفاقية. وسرعان ما تطورت المنظمة ونمت في أنحاء أخرى من العالم، وتوحدت جميع اللجان عام 1988 مع سقوط الكتلة الشرقية وتغيير الخارطة الجيو- سياسية العالمية. كان يرأسها منذ إنشائها وحتى سنة 1999 , روبرت برنشتين، وهو الآن رئيسها الشرفي بالإضافة الي ان ممولها الرئيسي هو جورج سورس الملياردير اليهودي المعروف. وخلال السنوات الأخيرة نجحت قطر في اختراق المنظمة عبر التمويل المباشر ,وبدأت تظهر انحيازاتها السياسية ضد مصر بشكل سافر على غرار قناة الجزيرة عقب عزل بومة القرن, ثم توالت التقارير التي أدانت كل تحرك تقوم به الحكومة المصرية بينما أغمضت عيناها تماما عن الحوادث الإرهابية التي شهدتها سيناء وحرق الكنائس والعمليات الممنهجة لقتل ضباط وجنود الجيش والشرطة ، والتظاهرات الغير السلمية التي قام بها أنصار الغير مأسوف علية. ولذا رفضت مصر بشدة الاتهامات الواردة في تقرير منظمة "هيومان رايتس ووتش" الأخير، حول فض اعتصامي رابعة والنهضة العام الماضي، وأكدت أنها لم تفاجأ على الإطلاق بما جاء فيه، في ضوء التوجهات المعروفة للمنظمة. فتلك المنظمة معروفة بعدم الدقة أو الحياد أو الموضوعية أو المهنية...فهي تركز على دول محددة، في حين تغض الطرف عن دول أخرى, وبخاصة عن الممارسات الأميركية والإسرائيلية في السنوات الأخيرة خلال الحرب على ما يسمى الإرهاب والحرب الدموية في العراق وأفغانستان والحروب الدموية في أفريقيا، والانتهاكات المريعة التي ارتكبتها القوات الأميركية في سجن أبوغريب وسجن جوانتانمو فضلا عن العدوان المتواصل على الفلسطينيين. ولذا حثت الحكومة المصرية، تلك المنظمة بتحرى الدقة والالتزام بالموضوعية والمهنية، بالشكل الذى لا يشكك فى مصداقيتها وأهدافها ومنهجية عملها، خاصة فى ضوء إصرار ممثلى المنظمة على زيارة البلاد وإصدار تقريرها تزامنا مع التحركات المشبوهة لتنظيم الإخوان الإرهابى وأنصاره.