أستأنف المفاوضون الفلسطينيون والإسرائيليون أمس مفاوضاتهم الشاقة فى القاهرة برعاية مصرية سعيا للتوصل إلى هدنة دائمة فى اليوم الثالث والأخير من التهدئة لمدة 72 ساعة، التى دخلت حيز التنفيذ الاثنين الماضى فى قطاع غزة. والتزم الطرفان بشكل صارم أمس الأول بالتهدئة فيما حاول المفاوضون فى القاهرة التوصل عبر الوسطاء المصريين إلى صيغة توافق بين مطالب الطرفين المتناقضة، حيث تطالب إسرائيل بالأمن فيما يتمسك الفلسطينيون بشرط رفع الحصار عن غزة. فى غزة ، يترقب الفلسطينيون ما ستسفر عنه هذه المفاوضات الاربعاء اما للاستقرار فى منازلهم او العودة الى مدارس الاونروا او اللجوء ثانية الى منازل اقاربهم فى احياء اكثر امنا.واجرى الاسرائيليون من جهة والفلسطينيون من حركات حماس والجهاد الاسلامى وفتح أمس الأول اكثر من عشر ساعات من المفاوضات غير المباشرة فى مقر اجهزة المخابرات المصرية. وقال عضو فى الوفد الفلسطينى لوكالة «فرانس برس» حصل تقدم لكنه غير كاف من اجل توقيع اتفاق وسيتم استكمال المفاوضات، ومن جهتهم، غادر المفاوضون الاسرائيليون جوا الى اسرائيل لاجراء مشاورات مع الحكومة على غرار ما يحصل عند نهاية كل يوم من التفاوض. كما أكد عضو آخر من الوفد الفلسطينى أن المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى تتم بجدية كبيرة، وأن هناك تقدما فى بعض القضايا وربما يتم التوقيع على اتفاق وقف إطلاق نار شامل غداً إذا أبدت إسرائيل المرونة اللازمة حول بعض القضايا. وأشار عضو الوفد - الذى فضل عدم ذكر اسمه - عقب اختتام جلسات اليوم الثانى من المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين أن الوفد الفلسطينى سيعقد اجتماعا لدراسة إطار لاتفاق قدمته مصر للطرفين وسنرد عليه وستظهر الصورة النهائية لإمكانية توقيع اتفاق وقف إطلاق نار شامل من عدمه عقب جلسات اليوم بعد أن يعرض علينا الرد الإسرائيلي. وأوضح أن إطار الاتفاق يتضمن فتح المعابر وتدفق المساعدات عبر المعابر الواصلة لقطاع غزة وإعادة إعمار غزة و تدفق أموال الرواتب إلى غزة عبر السلطة وتضييق مساحة الشريط الحدودى وتوسيع مناطق الصيد لمسافة أكبر من 6 أميال وتوسيع مساحة الصيد. ومن جانبه قال عزام الأحمد رئيس الوفد الفلسطينى إن الوضع فى غاية الدقة ونأمل أن نصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار قبل موعد انتهاء الهدنة، وأضاف أنه من الملاحظ أن الوفد الإسرائيلى يفاوضنا شكلا كوفد فلسطينى ولكن يسيطر على تفكيره حالة الانقسام على الساحة . ومن ناحية أخري، أعربت مصر عن إدانتها القوية للعدوان الإسرائيلى على غزة، والخسائر الضخمة التى تعرض لها الشعب الفلسطينى الشقيق، جاء ذلك خلال مشاركة السفير د. محمد بدر الدين زايد مساعد وزير الخارجية لشئون دول الجوار فى الاجتماع الاستثنائى الموسع للجنة التنفيذية على مستوى وزراء الخارجية لمنظمة التعاون الإسلامى حول العدوان الإسرائيلى على غزة الذى يعقد فى جدة نائبا عن وزير الخارجية سامح شكري. وأبرزت الكلمة المصرية امام الاجتماعات الدور المحورى الذى تقوم به مصر فى إطار المبادرة المصرية والجهود الجارية حالياً لانهاء العدوان والتوصل إلى صيغة متكاملة تحقق المطالب الفلسطينية بهذا الصدد وأكد الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودية ضرورة التواصل مع كل الدول المؤثرة فى القرار الإسرائيلى وأنه ليس من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها لأنها كيان محتل ومن السخف أن يقال إسرائيل تدافع عن نفسها فهى قوة محتلة للأراضى الفلسطينية. وأضاف خلال المؤتمر الصحفى الذى عقد فى جدة فى ختام الاجتماع الطارئ للجنة التنفيذية على مستوى وزراء الخارجية للدول الأعضاء فى منظمة التعاون الاسلامى مساء امس الاول أن التنسيق السعودى المصرى مستمر لإيقاف العدوان على غزة.