الليل سُكرُنا.. وكأسُنا ألفاظنا التى تُدار فيهِ نُقلنا،، وَبَقْلنا الله لا يحرمنى الليلَ ولا مرارتهْ وإن أتانى الموتُ فلأمتْ.. محدثاً، أو سامعا أو فلأَمت، أصابعى فى شعرها الجعد الثقيل الرائحة فى ركنىَ الليلىِّ، فى المقهى الذى تضيئُهُ مصابيح حزينة حزينة، كحزن عينيها اللتين تخشيان النور فى النهار *** عينان سوداون نضاختان بالجلال المُر والأحزان مرت عليهما تصاريف الزمان فشالتا من كل يوم أسودٍ.. ظِلاّ عينان سردابان عميقتان موتا غريقتان صمتا فإن تكلمنا تندّتا تعاسةً، ولَوْعةً، ومَقتا *** ينكشف السرداب حينما تدق الساعة البطيئة الخُطا معلنةَ أن المسا قد انتصف تقول لى العينان: «يا عاهرى المتّوجَ الفودِينِ بالحديد والحصى يا ملِكى الغريبَ الاسم، المزيفَ السمات رأيت فيك صورة عشقتها منذ الصغر وكان يشبهك وليس أنت، ليس أنت!» *** «كان فتى حلمى جميلاً، لامزوّقاً مثقفاً، لا ذرب اللسان محتشماً، نبالة فى الطبع، لا خوفاً وعاطفاً، لا عاطفياً يا عاهرى، يا خُدعتى، يا قدرى! فى الساعة الليلية الأخيرة خذنى إلى البيت فإننى أخاف أن يبلنى الندى تذوب أصباغى ويبدو قبح وجهى! » *** وتصمت العينانِ ترجعان عميقتان صمتا غريقتان موتا *** الليل سِترُنا، خُباؤنا رُتبتنا شارتنا التى بها يعرفنا أصحابنا «لا يعرف الليل سوى من فقد النهار» هذا شعارنا لا تبكنا يا أيها المستمع السعيد فنحن مزهوون.. بانهزامنا.