تكتسب الزيارة التى يقوم بها اليوم الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى المملكة العربية السعودية أهمية خاصة لأسباب كثيرة، لعل على رأسها الأخطار الجسيمة التى يتعرض لها الأمن القومى العربى الآن ، سواء من جانب الجماعات الإرهابية المتسترة بعباءة الدين أو فى مواجهة الضغوط والتدخلات الخارجية المباشرة وغير المباشرة، ومحاولات إعادة تقسيم الدول العربية وفقا للمصالح الغربية. لقد مثلت مصر والسعودية فى مراحل تاريخية كثيرة قاطرة العمل العربى المشترك للخروج بالأمة العربية من أزماتها، وكانت السعودية أول من بادر بالوقوف إلى جانب الشعب المصرى ودعم إرادته فى ثورة 30 يونيو، وقدمت له كل سبل المساندة سياسيا واقتصاديا وإقليميا وعالميا، للحفاظ على الثورة وإعادة بناء الدولة المصرية بشكل يحقق تطلعات الجماهير وآمالها ، ويعزز لمصر دورها القومى الريادى . ورغم التطورات الداخلية المتلاحقة فى مصر ، والتحديات الضخمة التى تواجهها بعد إسقاط نظام الأخوان الفاشى ، لم تنس القيادة المصرية الجديدة التى جاءت بإرادة شعبية حرة دور مصر القومى ، وإن الأمن القومى للخليج العربى هو جزء أساسى من الأمن القومى المصرى ، وأهمية دعم العمل العربى المشترك لدفع كل الأخطار التى تواجه الأمة العربية. لذلك كان التأكيد المصرى دائما على مساندة الأشقاء العرب فى قضاياهم المصيرية، وعلى موقف مصر الواضح والصريح من أى تهديد محتمل لأمن الخليج، إلى جانب المشاركة عمليا فى كل المحافل الإقليمية والدولية بما يعزز المصالح العربية العليا. لذلك فإن القمة المصرية السعودية اليوم تأتى فى هذا السياق، وتتويجا لتعاون تاريخى مشترك بين أكبر دولتين عربيتين من أجل تحقيق المصالح العربية، ودفع كل الأخطار المحدقة بها . إن هناك قضايا اقليمية وعربية ودولية كثيرة تفرض نفسها على الزعيمين الرئيس عبدالفتاح السيسى وشقيقه خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، منها تطورات الأوضاع فى غزة، والجهود المصرية التى أيدتها السعودية لوقف العدوان الإسرائيلى والتوصل إلى هدنة دائمة حقنا لدماء الشعب الفلسطيني، وسبل الانطلاق من هذا الموقف لتحريك عملية التسوية والوصول إلى اتفاق يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس . وكذلك انتشار التنظيمات الإرهابية المتطرفة فى المنطقة مثل داعش والإخوان وماشابه،والدور الذى تقوم به لتفجير الأوضاع فى ليبيا والعراق وسوريا وإعادة تقسيم الدول العربية، وكذلك الأعداد لمؤتمر «شركاء التنمية» الذى يستهدف دعم الاقتصاد المصرى . القضايا كثيرة، والآمال أكثر، والتاريخ يؤكد دائما مصداقية الدور المصرى السعودي. لمزيد من مقالات رأى الاهرام