قضى المسلسل الدرامى الفنى الوطنى «مداح القمر» أكثر من خمس سنوات حبيسا فى أدراج مدينة الانتاج الإعلامى وبلغة القانون السجن لأن الحبس لا تزيد مدته علي ثلاث سنوات وذلك دون أى بارقة أمل تظهر فى الأفق وتبشر بخروج هذا المسلسل للنور وكان ذلك فى عهدى رئيسى المدينة الأسبق والسابق المحاسب سيد حلمى والإعلامى الكبير حسن حامد لعدم قدرة المدينة تحمل تكاليف انتاج هذا المسلسل الضخم الذى يحكى مسيرة أحد فنانى مصر الكبار الذى أثرى الحياة الفنية بأعمال غنائية صاغها لحنا وكان لها انتشارها الواسع ليس فى مصر وحدها بل فى جميع الأقطار العربية سواء كانت عاطفية أبدعها كبار الشعراء المصريين والعرب أو ألحانا وطنية أبرزت دوره الوطنى فى انتصار أكتوبر 37 وهو الموسيقار المبدع بليغ حمدى وبذلت مدينة الانتاج أقصى جهدها لوجود منتج مشارك لهذا العمل الفنى الكبير ولكن جهودها كلها باءت فى النهاية بالفشل لعدم وجود هذا المنتج الذى سيتحمل تكاليف انتاج هذا العمل بالمشاركة مع المدينة فى الوقت الذى يتسابق فيه منتجون آخرون لانتاج أعمال لا ترقى لمستوى هذا العمل كما حدث فى رمضان هذا العام حيث اكتظت شاشات التليفزيون والفضائيات بالعديد من الأعمال الدرامية التى تعرض معظمها للنقد والتجريح خاصة سرايا عابدين الذى أساء إلى تاريخ مصر وإلى الخديوى اسماعيل صاحب الانجازات الضخمة التى حققها فى فترة حكمه ويصعب حصرها وستظل باقية فى عيون وقلوب المشاهدين طوال الزمن ولا يستطيع أحد إنكارها والتى جعلت أحد كبار المتخصصين فى كتابة التاريخ المصرى يقول أن الخديوى اسماعيل استطاع ان يجعل القاهرةباريس الشرق بفضل ما أحدثه من انجازات معمارية وفنية مبهرة وحدائق وقصور فخمة، وذلك إلى جانب بعض المسلسلات الأخرى التى يتعلم منها الشباب الألفاظ والشتائم والبذاءات ووصلات الردح والرذيلة وغيرها من الأعمال التى تكلفت ملايين الملايين دون أى عائد ايجابى ينير الطريق أمام ابناء المجتمع بالإضافة إلى اختفاء المسلسل الدينى هذا العام ورحم الله المخرج الكبير حسام الدين مصطفى الذى كان يتحمس لمثل هذه الأعمال الدينية والتاريخية. وأعود لمسلسل مداح القمر الذى كتب قصته والسيناريو محمد الرفاعى وتحمس لاخراجه المخرج الكبير (مجدى أحمد على ودفعت مدينة الانتاج مقدمات (عرابين) لأسرة العمل المشارك تصل إلى ما يقرب من مليون جنيه حيث يحكى هذا المسلسل قصة الموسيقار بليغ حمدى الذى اكتشفته سيدة الغناء العربى أم كلثوم فى سن السابعة والعشرين وقدمته فى إحدى حفلاتها الشهيرة برائعتها «حب إيه اللى أنت جاى تقول عليه» وانتشرت بعدها روائع أم كلثوم من تلحينه لكبار الشعراء مثل «سيرة الحب» و«فات الميعاد» و«أنساك ياسلام» وغيرها من الروائع التى كانت تجمع حولها ملايين المستمعين من جميع الأرجاء العربية فى الخميس الأول من كل شهر واستطاع الموسيقار ميشيل المصرى الذى وضع الموسيقى التصويرية لمداح القمر أن يختار 03 أغنية من أشهر الأغانى التى لحنها لأم كلثوم وكبار المطربين والمطربات فى مصر والعالم العربى فى مقدمتهم عبدالحليم حافظ ونجاة وفايزة أحمد وشادية ووردة ،ميادة الحناوى وعزيزة جلال ورشدى ومحرم فؤاد والعزبى وغيرهم. وعكف ميشيل المصرى عامين كاملين فى كتابة النوت الموسيقية لثلاثين أغنية والتوزيع الموسيقى لها، ولم ينس المسلسل الدور الوطنى لبليغ كأول ملحن دخل استوديو الإذاعة لتسجيل أغنيات انتصار السادس من أكتوير ومنها «باسم الله» للمجموعة و«على الربابة بغنى» لوردة و«عبرنا الهزيمة» لشادية. وكنا نتوقع أن يعرض هذا المسلسل بمناسبة العاشر من رمضان هذا العام كما يتضمن المسلسل أيضا فى نهايته رحلته فى الغربة بعد أن اشتد عليه المرض ورغم ذلك كان يحرص على أن يبعث بلحن جديد يذاع فى أكتوبر من كل عام فى هذه المناسبة الوطنية التى جسد جنودها البواسل باعتراف الخبراء فى العالم أكبر انتصار فى تاريخ العسكرية المصرية، إلى أن وافته المنية خارج بلده وحمل عشاق فنه جثمانه إلى مثواه الأخير ولنا بعض المقترحات الآتية: 1 أن يعقد الإعلامى على عبدالرحمن رئيس المدينة الجديد اجتماعا عاجلا مع المخرج الكبير مجدى أحمد على لبحث جميع المشاكل التى اعترضت هذا المسلسل خلال السنوات الخمس الماضية وكيفية حلها لكى يخرج هذا العمل للنور حتى لا يتأخر أكثر من ذلك. 2 لدى قناعة كبيرة بأن رئيس المدينة الجديد سينهى بالتنسيق مع المخرج أزمة عدم وجود منتج مشارك خاصة أن هناك من المنتجين الأوفياء الذين تهمهم الأعمال الفنية الراقية والوطنية الهادفة التى يجب أن يضعها رئيس المدينة الجديد على رأس اهتماماته بعد ان تولى مسئولية مدينة الانتاج الإعلامى. لمزيد من مقالات مصطفى الضمرانى