هى مأساة بكل المقاييس، وتروى فصولها قصة أسرة ذاقت الأمرين، وما عاشته من الأحداث والمصائب ربما يفوق الخيال.. الحكاية أن شابا فى الخامسة والثلاثين من عمره واجه ظروفا صعبة بعد أن كان يعيش مع أسرته حياة مستقرة، حيث كان أبوه يعمل فى احدى دول الخليج، وأمه ربة منزل، وسارت بهم الحياة بشكل طبيعي، وذات يوم خرجت الأم بأولادها الصغار فى زيارة لمنزل أسرته، وفى الطريق تعرضوا جميعا لحادث سير، فأصيب الابن الوحيد بإعاقة فى ساقه اليسري، وتم بتر القدم اليسري، وأصيبت أخته البالغة من العمر تسعة أشهر بكسر فى الجمجمة أدى إلى اعاقة ذهنية، وأصيبت الأم بكسر مضاعف فى الساق أيضا، وعاد الاب من الخارج، وصرف كل ما يملك على علاجهم، ثم مات تاركا الأسرة فى هذه الظروف المأساوية. وكبر الابن المعاق وتزوج وأنجب طفلا، وبرغم اعاقته فانه عمل فى مجال الحدادة التى تعلمها ليعول أسرته، وأخوته ووالدته، لكنه يعمل يوما، ويتعطل أياما، فأصحاب الورش لايتحملون من يعانون من اعاقة قد تؤثر على أدائهم أعمالهم، وكل ما يرجوه هذا الشاب هو أن يوفر له أهل الخير ماكينة لحام يعمل عليها فى بيته لكى يواصل مهمته تجاه أسرته، ويأكل الجميع من عمل يده. صفاء عبدالعزيز