هذا المقال محاولة الإجابة عن سؤال: هل تراجع دور مصر فى القضية الفلسطينية من «شريك مساند» إلى «وسيط محايد» كما يزعم أولئك الذين انزلق بعضهم إلى حد اتهام مصر بأنها «وسيط منحاز» لإسرائيل. والحقيقة أن مصر اعتادت على هذا الجحود والنكران ولم يسلم زعيم مصرى من اتهامات وسخائم كان يجرى التعامل معها - والحمد لله - بثقافة الكبرياء والتحضر التى قد تمتد مع بعض الأقزام إلى التجاهل والاحتقار لأنه ليس فى سجل القضية الفلسطينية ما يضيرها أو يسيء إليها وإنما على العكس لمصر سجل ناصع يكفى وحده لإخراس هذه الألسنة وخزق عيونها! كيف يقال عن مصر ذلك بينما واقع الحال فى المشهد الراهن شاهد على أن مصر وحدها هى التى واجهت خطر العدوان الإسرائيلى الغاشم على غزة بنقاء الفكر وقوة الإرادة منذ اللحظة الأولى ولكن الأبالسة والشياطين فى الدوحة وأنقرة عبثوا فى عقل القيادة الحمساوية المرتبطة بأجندة التنظيم الدولى ومن ثم أعلنوا عن رفض المبادرة المصرية وجروا وراء سراب مؤتمر باهت فى باريس تكفلت قطر بكل تكاليفه مقابل عدم مشاركة مصر فيه ثم خرجوا منه صفر اليدين ولم يجد الجميع بما فيهم الأمريكيين والأوروبيين مفرا من استدعاء الدور المصرى! وياحمرة الخجل التى تغطى وجوههم جميعا الآن بعد أن بدأ الدور المصرى يؤتى أثره فى حماية وإنقاذ الفلسطينيين الأبرياء من حمامات الدم وبعد أن انكشفت كل أكاذيبهم وافتراءاتهم واتضح لكل ذى عينين أن مصر مازالت هى الشريك المساند للفلسطينيين. هؤلاء الكذبة يصمون آذانهم - عمدا - عن سماع انزعاج إسرائيل من موقف مصر الذى بلغ حد التهديد بقطع العلاقات مع تل أبيب وما أعقب ذلك من غضب كشفت عنه صحيفة هآرتس بالقول بأن إسرائيل تسعى بكل الوسائل لحرمان مصر والرئيس السيسى من لقب «منقذ غزة» وأنها ستضع العراقيل أمام خطة السيسى لإعادة إعمار القطاع من جديد! خير الكلام: زعم «الفرزدق» أن سيقتل «مربع».. أبشر بطول سلامة يا «مربع»! لمزيد من مقالات مرسى عطا الله