شهدت برامج التوك شو جدلا خلال الفترة الماضية حول أدائها، حيث أصبح لافتا للنظر أنها اتسمت بالهدوء مقارنة بالسنوات الماضية بعد أن كانت أكثر إثارة ولعبت دورا كبيرا فى ثورتى يناير ويونيه. والسؤال : هل الاستقرار السياسى كان له أثر مباشر على تغير أداء الفضائيات أم أنه لاتوجد قضايا ساخنة على الساحة أم أن أصحاب القنوات الخاصة لا يريدون صداما مع الرأى العام ؟ يقول الخبير الاعلامى د. فاروق أبوزيد: بعد انتخابات الرئاسة والصراعات السياسيةالمرتبطة بها والتوترات المتوالية منذ ثورة يناير أصبح هناك تشبع لدى المواطن من فكرة برامج التوك شو وتناولها اليومى لشأن السياسة التى انغمست فيها 3 سنوات وبالتالى من الطبيعى أن يحدث هذا الهدوء خاصة بعد انتخاب رئيس عليه إجماع شعبي، كما أن أداء الحكومة الجديدة لايمكن انتقاده بسبب عمرها القصير الا إذا أخفقت فى سياساتها. ويضيف : أيضا مسلسلات شهر رمضان ومسابقاته البرامجية شغلت الناس عن برامج التوك شو والظهور المتكرر للمذيعين والضيوف على مدى السنوات الأخيرة جعل المشاهد فى حالة ملل ونفور . ويمكن للفضائيات أن تلعب دورا مهما فى قضايا المجتمع فمثلا أين برامج الصحة والتعليم وأطفال الشوارع والتموين والأمن والفلاح والسياحة و أوائل الخريجين و القضاء على بلطجة الشارع ، فكلها قضايا يمكن للفضائيات العودة من خلالها بقوة . وقال د.فاروق أبو زيد: هنا أحيى - وأنا رجل إعلام لا أريد منصبا ولا أى مصلحة شخصية - جريدة الأهرام على سياستها التحريرية فى الفترة الأخيرة سواء فى كتابة الأخبار أو الأعمدة والتحليلات السياسية التى جعلت المعلن يعود للصحيفة الغراء بكثافة ونفس الشىء ينطبق على أخبار اليوم . ويشير الإعلامى كامل البيطار إلى إن الناس أصبح لديها أمل تريد تحقيقه وهو بناء الدولة فى كل المجالات ولذلك لن تستطيع الفضائيات إثارة المشاكل فى ظل هذا التوجه من الشعب فليس هناك وقت للعصبية والثرثرة بالساعات ومن هنا أقول «سكت الكلام والحقيقة تكلمت» والحقيقة هى الإستقرار والعمل والإنتاج ولذلك فليس أمام برامج التوك شو سوى التركيز على بناء الدولة وإلا فالشعب لن يقبل غير ذلك من أى مذيع وأتمنى استمرار هذا الاستقرار حتى تخرس بعض الألسنة التى تمطرنا بوابل من الدروس الخصوصية فى كل شيء وعن أى شىء وأسألهم لماذا لاتقدمون كل يوم نماذج ناجحة فى كل المجالات المختلفة ولماذا لاتذهبون إلى القرى والنجوع لحل مشاكل الناس ولماذا تمركزتم فى الاستوديوهات المكيفة لتنقلوا ما يحدث فى القاهرة فقط فأين الفكر والأدب والثقافة وقضايا الشباب على هذه الفضائيات. وتؤكد الإعلامية أمينة صبرى أنه لابد إذا أرادت برامج التوك شو أن تستمر ويلتف حولها المشاهدون من التطوير فى أدائها بشكل جذرى حتى تستطيع البقاء .وتضيف لا أنكر دور برامج التوك شو فى العديد من المواقف منذ ثورة يناير ولكن الوقت اختلف الآن ولابد من تغيير سياساتها ومضمونها حتى يتناسب مع طبيعة المرحلة إذ يبدو أن الاستقرار السياسى فى البلد أثر على أداء الفضائيات لأنها لم تعد تجد المادة الخصبة التى تعودت على عرضها وبالتالى ظهرت وكأنها مستسلمة تماما وفقدت الكثير من شعبيتها وفى رأيى أن هدوء البلد واستقراره أهم من أى فضائية .