حملة لتوفير أجهزة كمبيوتر.. دعوات لتأهيل المدارس لتعليم التكنولوجيا | تفاصيل    تراجعت على العربات وبالمحال الصغيرة.. مساعٍ حكومية لخفض أسعار سندوتشات الفول والطعمية    وفقا لوزارة التخطيط.. «صيدلة كفر الشيخ» تحصد المركز الأول في التميز الإداري    الجيش الأوكراني: 96 اشتباكا قتاليا ضد القوات الروسية في يوم واحد    طائرات جيش الاحتلال تشن غارات جوية على بلدة الخيام في لبنان    3 ملايين دولار سددها الزمالك غرامات بقضايا.. عضو مجلس الإدارة يوضح|فيديو    كرة سلة - ال11 على التوالي.. الجندي يخطف ل الأهلي التأهل لنهائي الكأس أمام الجزيرة    المقاولون العرب يضمن بقاءه في الدوري الممتاز لكرة القدم النسائية بعد فوزه على سموحة بثلاثية    تصريح مثير للجدل من نجم آرسنال عن ليفربول    السجن 15 سنة لسائق ضبط بحوزته 120 طربة حشيش في الإسكندرية    إصابة أب ونجله سقطا داخل بالوعة صرف صحي بالعياط    خناقة شوارع بين طلاب وبلطجية داخل مدرسة بالهرم في الجيزة |شاهد    برومو حلقة ياسمين عبدالعزيز مع "صاحبة السعادة" تريند رقم واحد على يوتيوب    رئيس وزراء بيلاروسيا يزور متحف الحضارة وأهرامات الجيزة    بفستان سواريه.. زوجة ماجد المصري تستعرض جمالها بإطلالة أنيقة عبر إنستجرام|شاهد    ما حكم الكسب من بيع التدخين؟.. أزهري يجيب    الصحة: فائدة اللقاح ضد كورونا أعلى بكثير من مخاطره |فيديو    نصائح للاستمتاع بتناول الفسيخ والملوحة في شم النسيم    بديل اليمون في الصيف.. طريقة عمل عصير برتقال بالنعناع    سبب غياب طارق مصطفى عن مران البنك الأهلي قبل مواجهة الزمالك    شيحة: مصر قادرة على دفع الأطراف في غزة واسرائيل للوصول إلى هدنة    صحة الشيوخ توصي بتلبية احتياجات المستشفيات الجامعية من المستهلكات والمستلزمات الطبية    رئيس جهاز الشروق يقود حملة مكبرة ويحرر 12 محضر إشغالات    أمين عام الجامعة العربية ينوه بالتكامل الاقتصادي والتاريخي بين المنطقة العربية ودول آسيا الوسطى وأذربيجان    سفيرة مصر بكمبوديا تقدم أوراق اعتمادها للملك نوردوم سيهانوم    مسقط تستضيف الدورة 15 من مهرجان المسرح العربي    فيلم المتنافسون يزيح حرب أهلية من صدارة إيرادات السينما العالمية    إسرائيل تهدد ب«احتلال مناطق واسعة» في جنوب لبنان    «تحيا مصر» يوضح تفاصيل إطلاق القافلة الخامسة لدعم الأشقاء الفلسطينيين في غزة    وزير الرياضة يتابع مستجدات سير الأعمال الجارية لإنشاء استاد بورسعيد الجديد    الاتحاد الأوروبي يحيي الذكرى ال20 للتوسع شرقا مع استمرار حرب أوكرانيا    مقتل 6 أشخاص في هجوم على مسجد غربي أفغانستان    بالفيديو.. خالد الجندي: القرآن الكريم لا تنتهي عجائبه ولا أنواره الساطعات على القلب    دعاء ياسين: أحمد السقا ممثل محترف وطموحاتي في التمثيل لا حدود لها    "بتكلفة بسيطة".. أماكن رائعة للاحتفال بشم النسيم 2024 مع العائلة    القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة 165 من كلية الضباط الاحتياط    جامعة طنطا تُناقش أعداد الطلاب المقبولين بالكليات النظرية    الآن داخل المملكة العربية السعودية.. سيارة شانجان (الأسعار والأنواع والمميزات)    وفد سياحي ألماني يزور منطقة آثار بني حسن بالمنيا    هيئة الرقابة النووية والإشعاعية تجتاز المراجعة السنوية الخارجية لشهادة الايزو 9001    مصرع طفل وإصابة آخر سقطا من أعلى شجرة التوت بالسنطة    رئيس غرفة مقدمي الرعاية الصحية: القطاع الخاص لعب دورا فعالا في أزمة كورونا    وزير الأوقاف : 17 سيدة على رأس العمل ما بين وكيل وزارة ومدير عام بالوزارة منهن 4 حاصلات على الدكتوراة    «التنمية المحلية»: فتح باب التصالح في مخالفات البناء الثلاثاء المقبل    19 منظمة حقوقية تطالب بالإفراج عن الحقوقية هدى عبد المنعم    رموه من سطح بناية..الجيش الإسرائيلي يقتل شابا فلسطينيا في الخليل    تقرير حقوقي يرصد الانتهاكات بحق العمال منذ بداية 2023 وحتى فبراير 2024    مجهولون يلقون حقيبة فئران داخل اعتصام دعم غزة بجامعة كاليفورنيا (فيديو)    حملات مكثفة بأحياء الإسكندرية لضبط السلع الفاسدة وإزالة الإشغالات    «الداخلية»: تحرير 495 مخالفة لعدم ارتداء الخوذة وسحب 1433 رخصة خلال 24 ساعة    "بحبها مش عايزة ترجعلي".. رجل يطعن زوجته أمام طفلتهما    استشاري طب وقائي: الصحة العالمية تشيد بإنجازات مصر في اللقاحات    إلغاء رحلات البالون الطائر بالأقصر لسوء الأحوال الجوية    عبدالجليل: سامسون لا يصلح للزمالك.. ووسام أبوعلي أثبت جدارته مع الأهلي    دعاء آخر أسبوع من شوال.. 9 أدعية تجعل لك من كل هم فرجا    مفتي الجمهورية مُهنِّئًا العمال بعيدهم: بجهودكم وسواعدكم نَبنِي بلادنا ونحقق التنمية والتقدم    نجم الزمالك السابق: جوميز مدرب سيء.. وتبديلاته خاطئة    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 30 أبريل: يوم رائع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فضائيات الاكتئاب
نشر في أكتوبر يوم 19 - 05 - 2013

هل هى فضائيات الاكتئاب؟.. أم هى بمثابة كشف حساب يومى لأداء الرئيس والحكومة لوضع المواطن فى بؤرة الأحداث؟.. احتار المصريون على مدار السنوات الأخيرة فى تحديد أهداف بعض الفضائيات وخاصة التى تخصص برامج حوارية سياسية يطلق عليها «توك شو» البعض يراها جريئة و مهمة لتنشيط العقول والاطلاع على الأحداث.. وآخرون يرونها ذات أغراض محددة لإصابة المشاهدين بالإحباط..
فى البداية قال د. فتحى الذوق خبير العلوم السياسية بجامعة حلوان إن دراسة حديثة كشفت أن البرامج الحوارية السياسية والتى يطلق عليها «التوك شو» لها تأثير سلبى على المصريين إذا عبرت نسبة كبيرة من المشاهدين عن الشعور بالإحباط والاكتئاب والقلق جراء مشاهدتها، وجاء فى الدراسة التى أجراها مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية وأصدر نتائجها فى أغسطس الماضى، أن المسح الذى طال 1000 شخص عن تأثير برامج «التوك شو» منذ قيام الثورة قد خرج بنتيجة توقف 41 فى المائة عن مشاهدة هذه البرامج نهائيًّا.
فى المقابل، أكد 22 فى المائة أنهم يشعرون بالاكتئاب والإحباط عند مشاهدتها، فيما قال 20 فى المائة أنهم يشعرون بالقلق، و12 فى المائة فقط قالوا إنهم يشعرون بالأمل فى الغد والمستقبل بسبب متابعتها، ويجد خبراء الإعلام فى جامعة القاهرة أن النسب التى أشارت إليها الدراسة تبدو منطقية جدًا وتجارى الواقع موضحا أنه خلال الفترة التى تلت الثورة شهد الواقع الإعلامى بعض الانفلات والخروج عن القواعد الأساسية خصوصا فى برامج الحوار، فكان التأثير سلبيا على المشاهد، إذ إن بعض مقدمى البرامج زادوا من حدة التوتر السياسى من خلال تأجيج الشارع، أو عرضوا مواد لم يتم التأكد من صحتها.
ويؤكدون أن البرامج الحوارية مهمة جدا باعتبارها تتناول الأحداث الراهنة، إلا أن غياب المهنية جعل منها السبب الأساسى فى أزمات داخلية وخارجية، حسب قوله.
وقال الذوق: إن المرحلة تتطلب العودة إلى المواثيق الإعلامية وانضباط الممارسة الإعلامية من خلال المفاهيم الجديدة الطارئة عن الحرية والرأى،مقترحا إعداد دورات تثقيفية تدريبية للعاملين فى قطاع الإعلام الفضائى.
وأوضح برامج «التوك شو» السياسية حديثة نسبيا فى المنطقة العربية، وأن خير دليل على التأثير السلبى للبرامج الحوارية على المشاهد هو غيابها خلال شهر رمضان عن برامج بعض القنوات الفضائية «فالمشاهد لن يتقبل خلال هذا الشهر أى توتر أو أخبار تبعث على الإحباط»، مشيرا إلى أنه بالرغم من انتشار برامج الحوار على القنوات الغربية منذ عشرات السنين، لكنها حديثة نسبيا فى المنطقة العربية.
وأيضا «فى مصر كانت البرامج الحوارية التى تذاع على الفضائيات تخضع للرقابة الصارمة وهو الأمر الذى غاب بعد الثورة فى ظل الانفلات الإعلامى».
وأضاف أن غالبية المقدمين هم صحافيون عملوا بالصحف اليومية الورقية أو ترأسوا تحريرها، ولا خبرة سابقة لهم بالإطلالة الإعلامية، لكن اللوم لا يقع عليهم وحدهم.. بل أيضا على إدارة القنوات التى لا يهمها إلا الاسم الشهير الذى يطل عبر شاشاتها لجذب أكبر عدد من المتابعين فى ظل المنافسة الحامية بين الفضائيات.
وشدد على أنه لابد من التركيز على ضرورة أن تخضع هذه البرامج للمعايير الإعلامية وللرقابة الدائمة، بالإضافة إلى اختيار مقدمى البرامج بدقة بحيث لا يؤثرون بشكل سلبى ومحبط على الرأى العام المتلقى للمعلومات.
مؤكدا أن برامج «التوك شو» مهمة، حيث إنها تناقش الأوضاع السياسية والاجتماعية التى تلامس الحياة اليومية للمواطن من خلال التحليلات المنطقية البعيدة عن الحسابات الخاصة وطرح الحلول والبدائل للقضايا التى تهم المواطن المصرى.
وفى هذا الإطار فإن بعض مقدمى البرامج الحوارية استغلوا مواقعهم بشكل إيجابى لفتح الباب لفعل الخير وجمع التبرعات ومساعدة الفقراء والمحتاجين خلال الأزمات والكوارث الطبيعية أما عن مبدأ الحرية المطلقة خلال تقديم هذه البرامج فإنه لابد ألا تكون خارجة عن القواعد الأساسية واستغلال الأوضاع التى تقلق المواطن، بل بملامستها بطريقة علمية هادفة، وهناك من يكونون ضد القيود الإعلامية بشكل عام ولكنهم يؤيدون الضوابط ومواثيق الشرف الإعلامية بشكل لا يؤثر على نفسية المواطن أو حتى يعرض الأمن القومى للخطر.
ويرى د. فتحى الذوق أن للإعلام تأثيرا كبيرا على حياة المشاهد.. ولذا فمن الواجبات الإعلامية إشاعة الروح الوطنية وتشجيعها والحث على التقارب والتآخى فى ظل ما يحدث فى مصر وما تتعرض لها من أزمات فعلى القنوات الإعلامية أن تركز على كل الجوانب التى تساعد على الاستقرار والتوعية التى لابد من أن تقوم بها تلك البرامج والتى من دورها أن تقدم الحقيقة فى نقل الخبر والتأكد من المصدر وأن تعمل فى برامجها الحوارية على أن تأتى بالجانب والجانب الآخر حتى تكون الرسالة واضحة أمام المشاهد المصرى ولابد من كشف من يقف خلفها ولماذا يفكرون فى تلك الطريقة وكيف يتمكنون من خداع الشباب لتجنب ذلك مرة أخرى أو خداع غيرهم من الشباب وأن يتم التصدى ومواجهة كل الأعمال التى تقع خلفها الفتنة وفتاوى بعض المصالح من الأشخاص من خلال البرامج المختصة ومحاورة رجال الدين المختصين لكشف حقيقة تلك الفتاوى المزيفة والكاذبة، تؤدى إلى أن تركيز الإعلام على ما يحدث فى مصر سوف يكون له دور كبير فى القضاء على بعض الأفكار الخاطئة غير الواعية.. ولذا يجب على هذه البرامج مراعاة المصداقية وفهم ما يحدث فى مصر والعمل على الحلول وليس إشاعة الفوضى ونشر التعصب بين الناس عن طريق مهاجمة الآخرين أو محاربة بعض الأشخاص ونحن بحاجة إلى البرامج التى تعتمد على تحليل الأمور وإيصالها للجميع بدون استثناء ولكل من يرغب فى معرفة ما يجرى حوله ومن المتسبب فى كل ذلك حتى تظهر الحقيقة.
وأكد أن تلك النوعية من البرامج فعالة ولها تأثير كبير على حياة المواطن المصرى لما يتم مناقشته وطرحه ولا نستطيع إنكار قدرتها على تشكيل الرأى العام ونحن نعلم أن هناك نسبة لا يستطيعون قراءة الصحف أو تصفح الانترنت، ولذلك فتلك البرامج تكون جزءا كبيرا مؤثرا لهم وتعرفهم على الواقع الحقيقى.
الفكر والفكر الآخر
وأضاف د. فتحى الذوق أن البرامج الحوارية التى تبث فى التليفزيون المصرى مهمة جدا لأنها تنقل الفكر والفكر الآخر وتظهر للمشاهد نواحى القوة والضعف لكل فكر فيستفيد المشاهد من نواحى القوة الموجودة فى كل فكر ويتجنب نواحى الضعف أو إذا كان مثلا يؤمن بأحد هذه الأفكار وهو على غير علم بنواحى الضعف والقصور الموجودة فيه، ويستمع إلى المناقشات الحوارية بين من يؤمن بنفس فكره ومن يؤمن بالفكر الآخر وتظهر له نواحى الضعف فى فكره وقتها يستطيع أن يغير فكره إلى الفكر الآخر وهو على وعى كامل بكل نواحى القوة والضعف فى الفكر الجديد، لذلك نطالب من يقوم على إعداد البرامج الحوارية فى التليفزيون المصرى أن يختار الموضوعات بعناية شديدة وأن يختار الضيوف باهتمام وأن يعد الأسئلة التى تبرز نواحى القوة والضعف فى كل الموضوعات أو فى كل فكر حتى يستفيد المشاهد من البرنامج استفادة كاملة، كما نطالب هؤلاء القائمين على إعداد البرامج الحوارية فى التليفزيون المصرى أن يهتموا فى إعدادهم بخلق النقاط المثيرة التى تجذب المشاهد كما نطالب المذيع الذى يدير الحوار بأن يكون شخصية قوية لكى يستطيع أن يدير النقاش والحوار بين الضيوف بشكل سليم أى أنه يعطى كل ضيف مساحة من الوقت ليعبر عن رأيه أو ليرد على الضيف الآخر، مشيرا إلى أن القنوات الخاصة تنقسم إلى جزءين، الأول هو تابع لبعض رجال الأعمال دون أجندة سياسية فهذه القنوات تتعامل «بالبركة» بلا رؤية أو حتى منهج واضح.. بل إنهم يعملون لسبب واحد فقط هو الربح بغض النظر عن المواد التى يقومون بعرضها وهذا يجعل البرامج غير متجانسة ويوجد بها آراء متناقضة، وبالتالى تعود على المشاهد بالإحباط والتخبط فى الفكر، والجزء الثانى هى القنوات التى تعمل من خلال رؤية موحدة وتوصل المعلومة إلى الجمهور، مشيرا إلى أن الإعلام هذه الأيام يتسم بالعشوائية، حيث اتسعت دائرة الحرية بشكل مبالغ فيه وهذا شىء جيد، ولكن للأسف قام البعض باستخدامها استخداما سيئا، فضلا عن أن غياب الرؤية أدى إلى انتشار عشوائية الفضائيات بشكل أكبر، فاستخدام الحرية يسمح لبعض الأفراد باللعب فى الداخل المصرى ونقصد من ذلك أى مؤسسة أو جهة تكون لها أغراض مشبوهة وتود أن يستمر اللغط داخل مصر وعدم الاستقرار وكل هذه السلبيات تؤدى إلى ظهور تغطيات تساهم فى زيادة البلبلة والتشرذم الذى فى النهاية يؤدى إلى نشوب التناحر والخلافات والفتن بين مختلف طوائف الشعب، للأسف الشديد أن كل هذه «اللخبطة» تؤدى إلى تدهور الوضع الاقتصادى والأمنى وتقاوم كل جهود والنهوض بالبلاد.
الدعاية الرمادية
وحول طبيعة أداء القنوات الفضائية المعارضة تقول د. سمية عرفات بإعلام بنها إن هناك نوعين من القنوات الفضائية المعارضة، الأول معارضة إيجابية، والأخرى معارضة غير إيجابية مشيرة إلى أن القنوات المعارضة مثل قناة «النهار و c.b.c» وغيرهما لها نسبة مشاهدة قوية ويكون لها تأثير قوى على المشاهد ولكن للأسف تستضيف بعض الضيوف التى تلبى هدفها من خلال مهاجمة النظام وسياسات الحكومة، وأكدت أنهم يقدمون معلومة جيدة فى أول الحلقة ولكن فى نصف الحلقة يقومون بتقديم معلومة غير مفهومة للمشاهد وهو ما نسميه فى الإعلام «بالدعاية الرمادية» بمعنى دس السم فى العسل . وقالت من هنا جاء التأثير على المشاهد غير المثقف الذى لا يعى ما تقدمه القناة مشيرة إلى أنه يجب أن يكون دورها متوازنا فى تقديم المعلومة حتى يقتنع بها المشاهد وعدم الاتجاه نحو فصيل معين ويكون مقدم البرنامج محايدا بتوزيع الأدوار على الضيف وعدم الانسياق وراء اتجاه بعينه وموزع للنقاش وعدم التطرق إلى الضيوف التى تخدم أهدافه وأهداف القناة والبعد عن الأجندة الخاصة. وقالت إننى أجد حوادث فردية يقوم مقدم البرنامج بتقديمها بشكل يثير الدهشة والقلق لدى المشاهد والبعد عن القضايا المهمة والحوادث الكبرى فى الوطن، فنجد مثلا أن الأحداث أمام قصر الاتحادية يقوم مقدم البرنامج بتقديمها بشكل يثير الخوف والفزع لدى المشاهد ونقل صورة سيئة للغاية أمام العالم بالتعدى بالطوب والمولوتوف على رمز من رموز الوطن هو قصر الرئاسة أو التطاول بالكلام على رئيس الجمهورية وهذا خطأ مهنى وأيضا تقديم صورة للمتظاهرين بالتعدى بالطوب على جنود الأمن المركزى وإذا دافع الجندى عن نفسه أو المنشأة التى يقوم بحراستها فتكون جريمة من وجهة نظر مقدم البرامج بهدف إلقاء اللوم على سياسات الحكومة، أما الجانب الآخر وهو بعض القنوات الدينية بعضها متشدد والآخر غير متشدد، مشيرة أيضا إلى أنها تقوم باستضافة بعض الشخصيات التى تقوم بخدمة أهدافها، بإدخال الدين فى السياسة للتأثير على المشاهد ونجد ذلك متكررا بصورة واسعة أمام أية انتخابات.
يقول مجدى حسين رئيس حزب العمل كنا نعيش فى النظام السابق مرحلة ينتابها الشك وعدم اليقين والخوف والفزع من أساليب أمن الدولة، فالكل كان حذرا عند التعبير عن رأيه فأصبح لدينا الآن مساحة من الحرية، وبالتالى أصبح لدى المواطن نوع من الانفجار الذى كان مكبوتا لفترة طويلة ولكنه ينقصه النظام والمشى على خطى منظمة حتى يصل إلى الهدف المرجو منه.
وأضاف حسين: يجب أن تحل مشاكل الناس من خلال مجلس غير حكومى يتولى محاسبة كل من يخرج عن آداب مهنة الإعلام بالمراقبة لهذه القنوات ومتابعة سلوكياتها. وقال لابد من وجود ورشة عمل للإعلاميين لدراسة آداب المهنة وكيفية احترام عقل المشاهد أو المستمع أو القارئ، لأن المواطن ليس باحثا وهو يتأثر بضغوط إعلامية من حيث الشخص الطائفى أو السياسى والذى ينجم عنه التشويش فى تقديم المعلومة، ولذلك أناشد المسئولين بإنشاء مجلس من الحكماء لتنظيم العملية الإعلامية بوضع ضوابط على بعض القنوات التى لا تحترم عقل المواطن من خلال محاكمة المخطئ إذا قام بتقديم معلومة غير صحيحة ينجم عنها إثارة الرأى العام.
التمويل الخارجى
فيما أشار ممدوح قناوى رئيس الحزب الدستورى أنه منذ 11 فبراير 2011 لم تعد مصر على قلب رجل واحد مما ساعد على تقسيم البلاد إلى قسمين، ولكن الاختلاف رحمة بين الناس.
وأكد قناوى أن بعض القنوات الفضائية تتلقى تمويلها من الخارج لتنفيذ سياسات معينة، فنجد 500 قناة موجودة على الفضائيات معظمها تقوم بتكفير الناس وإثارة الشباب من خلال الإعلانات الجنسية وعرضها ليلا ونهارا للمنشاطات الجنسية للرجال والنساء.
إساءة لمصر
ويرى بعض الخبراء أن بعض الإعلاميين يركزون على موضوعات بعينها من أجل تشويه صورة مصر ومن بين هذه النماذج الإعلامية لميس الحديدى على قناة (c.b.c) التى دائما تختار موضوعات محل جدل وإثارة وتعطيها مساحات مهمة مثل حديثها عن التحرش ضد المرأة، حيث قالت إنها أصبحت ظاهرة مسيئة جدا لمصر، وأنها كانت غير متوقعة تحت نظام الإخوان المسلمين الذى يتستر تحت عباءة الإسلام أن يحدث ذلك.
وأضافت: كنت أتمنى أن يتحقق آمان وحريات أكثر للمرأة المصرية، مؤكدة أنه من الممكن النقاش حول منع المرأة من العمل أو ختان الإناث أو خفض سن الحضانة أو الزواج المبكر، وأضافت أن زيادة معدلات التحرش بالمرأة المصرية فى ظل حكم التيار الإسلامى فى الميادين هو تحرش سياسى وليس تحرشا جنسيا، لأن من يفعل ذلك لا يريد إشباع شهواته، ولكن يريد تخويف المرأة حتى لا تنزل مرة أخرى للميادين.
وكان هذا التعليق بسبب تحرش البعض بالمرأة فى ميدان التحريرفى الأحداث الأخيرة.
أما الإعلامى باسم يوسف الذى يقدم برنامجه الشهير «البرنامج» للكبارفقط والذى تبثه قناة (c.b.c) يعد ظاهرة فى مجال البرامج السياسية الساخرة مع وضع تشويش على الألفاظ السيئة. ومن أبرز ما قاله باسم يوسف ونال انتقادات لاذعة لأنه كان يفتقد الصحة تعليقه على موكب الرئيس أثناء تأدية صلاة الجمعة، حيث قال إن تكاليف صلاة الرئيس وخاصة صلاة الجمعة تتكلف حوالى 3 ملايين جنيه فى المرة الواحدة، واقترح مازحا أن يكون هناك شركات رعاية لموكب الرئيس وخطاباته لتوفيرتمويل ذاتى، وانتقد ما جاء على لسان عدد من مؤيدى الرئيس مرسى والذين قالوا عنه إنه مدعوم من الله ومنهم د. عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، وما قاله الشيخ محمد حسين يعقوب من أن الرئيس مرسى يصلى ويحج ويؤم المصلين وتشبيه بعضهم للرئيس بالأنبياء.
وانتقد أيضا باسم المعسكر الليبرالى وما يوجهونه من نقد للرئيس محمد مرسى مستشهدا بما قاله ياسر رزق رئيس تحرير المصرى اليوم بأن الرئيس به من صفات الجمل «بيخزن ويضرب فى الوقت المناسب».
أما الإعلامى وائل الإبراشى على قناة (دريم) الفضائية، فدائما يركز على السلبيات فقط ويسكب الزيت على النار فى بعض القضايا، كما أنه دائم انتقاد سياسات الحكومة مما أدى إلى غلق القناة من قبل، وانتقد وزير العدل مما جعله يعلق على كلام الإبراشى فى إحدى القنوات، وانتقد أيضا سياسات الحكومة فى التعامل مع المتظاهرين بحضور ضيوفه فريدة الشوباشى وعضو من أعضاء حزب الحرية والعدالة مما جعل العضو وفريدة الشوباشى يشتبكون بالكلام.
والمعروف عن الإبراشى نقده اللاذع لسياسات الحكومة ليس فقط هذه الأيام.. بل قبل اندلاع ثورة 25 يناير، وأيضا من حواراته المثيرة لقاؤه مع رجل الأعمال المقيم فى لندن أشرف السعد وأزمة استثماراته وزواج حبيب العادلى من إحدى زوجاته.
وفى المقابل كان هناك معسكر فى القنوات الدينية يقومون بالرد على من يصفونهم بإعلامى الفلول ومن أشهرهم السجين حاليا د. عبد الله بدر الذى كان دائما فى بداية كلامه يستخدم مقدمته الشهيرة وهى (الحمد الله حمدا يليق بذاته وأصلى وأسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة وسلاما يليق بذاته أما بعد).. ومن أشهر مواقف بدر انتقاده حكم المحكمة الصادر ضده بخصوص سب وقذف الفنانة إلهام شاهين وقال إن هذا حرام وفجور وهى نفس الحلقة التى تسببت فى إغلاق قناة الحافظ الذى يترأسها د. عاطف عبد الرشيد.
أما د. عاطف عبد الرشيد رئيس قناة الحافظ الذى يقوم بتقديم برنامجه «فى الميزان» على هذه الفضائية فهو يستضيف بعض الأشخاص الذين يقومون بنقد الآخرين على الهواء، وبالتالى يتم رفع قضايا ضد عبد الرشيد وضد قناته، وقد استضاف بعض الضيوف الذين قاموا بسب فضيلة شيخ الأزهر قبل حكم محكمة القضاء الإدارى فى قضية إلهام شاهين وقام د. عبد الرشيد بالاعتذار لدرجة أن البعض علق على كلامه قائلا: «مادام أنت مش قد الكلام بتقوله ليه» مع العلم أن عبد الرشيد قد صدر حكم ضده من قبل من محكمة الزاوية الحمراء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.