أسعار الخضروات والأسماك والدواجن اليوم 7 مايو بسوق العبور للجملة    45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط».. الأربعاء 7 مايو 2025 م    وسط اشتباكات عنيفة بين قوات البلدين .. الجيش الباكستاني يعلن إسقاط خمس طائرات حربية هندية    الرئيس السيسي يتوجه اليوم إلى اليونان.. يعقبها مشاركته باحتفالات النصر في روسيا    مصر وقطر تصدران بيانًا مشترك لإنهاء الأزمة الإنسانية في قطاع غزة    إحالة عاطلين للمحاكمة الجنائية لسرقتهما 6 منازل بمدينة بدر    كندة علوش عن تجربتها مع السرطان: الكيماوي وقعلي شعري.. اشتريت باروكة وما لبستهاش    كندة علوش تكشف سر نجاح زواجها من عمرو يوسف    مهرجان «كان».. مشاركات قياسية والتأكيد على دعم الأصوات السينمائية الجديدة    النائب عمرو درويش: لا إلغاء تلقائي لعقود الإيجار القديم.. والمحاكم هي الفيصل حال عدم صدور قانون    عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم الأربعاء 7 مايو 2025 بعد آخر ارتفاع    أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأربعاء 7 مايو 2025.. حديد عز ب39 ألف جنيه    المركزي الصيني يخفض سعر الفائدة الرئيسي في ظل تهديد الرسوم الجمركية الأمريكية    لبسوا الأطفال صيفي، الأرصاد تعلن بداية الموجة الحارة وتكشف موعد ذروتها    مواعيد امتحانات العام الدراسي المقبل لصفوف النقل والشهادات الدراسية 2026    موعد مباراة مصر وتنزانيا في كأس أمم إفريقيا تحت 20 سنة والقنوات الناقلة    سيد عبدالحفيظ يكشف لأول مرة ماذا حدث في علاقته مع حسام غالي    المجلس الوطنى الفلسطينى يجدد الدعوة للمجتمع الدولى للتحرك العاجل لوقف جرائم الاحتلال    تشكيل ارسنال المتوقع أمام باريس سان جيرمان في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    أمير مرتضى منصور: «اللي عمله الأهلي مع عبدالله السعيد افترى وتدليس»    تحرير 30 محضرًا في حملة تموينية على محطات الوقود ومستودعات الغاز بدمياط    تصعيد خطير بين الهند وباكستان... خبراء ل "الفجر": تحذيرات من مواجهة نووية ونداءات لتحرك دولي عاجل    ردود الفعل العالمية على اندلاع الحرب بين الهند وباكستان    مباراة برشلونة وإنتر تدخل التاريخ.. ورافينيا يعادل رونالدو    كندة علوش تروي تجربتها مع السرطان وتوجه نصائح مؤثرة للسيدات    سيد عبد الحفيظ يستبعد إعادة مباراة القمة ويعلّق على أزمة زيزو ورحيله عن الزمالك    موعد مباريات اليوم الأربعاء 7 مايو 2025.. إنفوجراف    عاجل.. الذهب يقفز في مصر 185 جنيهًا بسبب التوترات الجيوسياسية    شريف عامر: الإفراج عن طلاب مصريين محتجزين بقرغيزستان    متحدث الأوقاف": لا خلاف مع الأزهر بشأن قانون تنظيم الفتوى    الذكرى ال 80 ليوم النصر في ندوة لمركز الحوار.. صور    حبس المتهمين بخطف شخص بالزاوية الحمراء    اليوم| أولى جلسات استئناف المتهم بالنصب على نجم الأهلي مجدي قفشة    السيطرة على حريق توك توك أعلى محور عمرو بن العاص بالجيزة    ضبط المتهمين بالنصب على ذو الهمم منتحلين صفة خدمة العملاء    موعد إجازة مولد النبوي الشريف 2025 في مصر للموظفين والبنوك والمدارس    «كل يوم مادة لمدة أسبوع».. جدول امتحانات الصف الأول الثانوي 2025 بمحافظة الجيزة    المؤتمر العاشر ل"المرأة العربية" يختتم أعماله بإعلان رؤية موحدة لحماية النساء من العنف السيبراني    «تحديد المصير».. مواجهات نارية للباحثين عن النجاة في دوري المحترفين    "ماما إزاي".. والدة رنا رئيس تثير الجدل بسبب جمالها    كوكلا رفعت: "أولاد النيل" توثيق لعفوية الطفولة وجمال الحياة على ضفاف النيل    مُعلق على مشنقة.. العثور على جثة شاب بمساكن اللاسلكي في بورسعيد    ألم الفك عند الاستيقاظ.. قد يكوت مؤشر على هذه الحالة    استشاري يكشف أفضل نوع أوانٍ للمقبلين على الزواج ويعدد مخاطر الألومنيوم    مكسب مالي غير متوقع لكن احترس.. حظ برج الدلو اليوم 7 مايو    3 أبراج «أعصابهم حديد».. هادئون جدًا يتصرفون كالقادة ويتحملون الضغوط كالجبال    الهند: هجومنا على باكستان أظهر انضباطًا كبيرًا في اختيار الأهداف وطريقة التنفيذ    الهند: أظهرنا قدرا كبيرا من ضبط النفس في انتقاء الأهداف في باكستان    من هو الدكتور ممدوح الدماطي المشرف على متحف قصر الزعفران؟    أطباء مستشفى دسوق العام يجرون جراحة ناجحة لإنقاذ حداد من سيخ حديدي    طريقة عمل الرز بلبن، ألذ وأرخص تحلية    ارمِ.. اذبح.. احلق.. طف.. أفعال لا غنى عنها يوم النحر    أمين الفتوي يحرم الزواج للرجل أو المرأة في بعض الحالات .. تعرف عليها    نائب رئيس جامعة الأزهر: الشريعة الإسلامية لم تأتِ لتكليف الناس بما لا يطيقون    وزير الأوقاف: المسلمون والمسيحيون في مصر تجمعهم أواصر قوية على أساس من الوحدة الوطنية    «النهارده كام هجري؟».. تعرف على تاريخ اليوم في التقويم الهجري والميلادي    جدول امتحانات الصف الثاني الثانوي 2025 في محافظة البحيرة الترم الثاني 2025    وكيل الأزهر: على الشباب معرفة طبيعة العدو الصهيوني العدوانية والعنصرية والتوسعية والاستعمارية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فضائيات الاكتئاب
نشر في أكتوبر يوم 19 - 05 - 2013

هل هى فضائيات الاكتئاب؟.. أم هى بمثابة كشف حساب يومى لأداء الرئيس والحكومة لوضع المواطن فى بؤرة الأحداث؟.. احتار المصريون على مدار السنوات الأخيرة فى تحديد أهداف بعض الفضائيات وخاصة التى تخصص برامج حوارية سياسية يطلق عليها «توك شو» البعض يراها جريئة و مهمة لتنشيط العقول والاطلاع على الأحداث.. وآخرون يرونها ذات أغراض محددة لإصابة المشاهدين بالإحباط..
فى البداية قال د. فتحى الذوق خبير العلوم السياسية بجامعة حلوان إن دراسة حديثة كشفت أن البرامج الحوارية السياسية والتى يطلق عليها «التوك شو» لها تأثير سلبى على المصريين إذا عبرت نسبة كبيرة من المشاهدين عن الشعور بالإحباط والاكتئاب والقلق جراء مشاهدتها، وجاء فى الدراسة التى أجراها مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية وأصدر نتائجها فى أغسطس الماضى، أن المسح الذى طال 1000 شخص عن تأثير برامج «التوك شو» منذ قيام الثورة قد خرج بنتيجة توقف 41 فى المائة عن مشاهدة هذه البرامج نهائيًّا.
فى المقابل، أكد 22 فى المائة أنهم يشعرون بالاكتئاب والإحباط عند مشاهدتها، فيما قال 20 فى المائة أنهم يشعرون بالقلق، و12 فى المائة فقط قالوا إنهم يشعرون بالأمل فى الغد والمستقبل بسبب متابعتها، ويجد خبراء الإعلام فى جامعة القاهرة أن النسب التى أشارت إليها الدراسة تبدو منطقية جدًا وتجارى الواقع موضحا أنه خلال الفترة التى تلت الثورة شهد الواقع الإعلامى بعض الانفلات والخروج عن القواعد الأساسية خصوصا فى برامج الحوار، فكان التأثير سلبيا على المشاهد، إذ إن بعض مقدمى البرامج زادوا من حدة التوتر السياسى من خلال تأجيج الشارع، أو عرضوا مواد لم يتم التأكد من صحتها.
ويؤكدون أن البرامج الحوارية مهمة جدا باعتبارها تتناول الأحداث الراهنة، إلا أن غياب المهنية جعل منها السبب الأساسى فى أزمات داخلية وخارجية، حسب قوله.
وقال الذوق: إن المرحلة تتطلب العودة إلى المواثيق الإعلامية وانضباط الممارسة الإعلامية من خلال المفاهيم الجديدة الطارئة عن الحرية والرأى،مقترحا إعداد دورات تثقيفية تدريبية للعاملين فى قطاع الإعلام الفضائى.
وأوضح برامج «التوك شو» السياسية حديثة نسبيا فى المنطقة العربية، وأن خير دليل على التأثير السلبى للبرامج الحوارية على المشاهد هو غيابها خلال شهر رمضان عن برامج بعض القنوات الفضائية «فالمشاهد لن يتقبل خلال هذا الشهر أى توتر أو أخبار تبعث على الإحباط»، مشيرا إلى أنه بالرغم من انتشار برامج الحوار على القنوات الغربية منذ عشرات السنين، لكنها حديثة نسبيا فى المنطقة العربية.
وأيضا «فى مصر كانت البرامج الحوارية التى تذاع على الفضائيات تخضع للرقابة الصارمة وهو الأمر الذى غاب بعد الثورة فى ظل الانفلات الإعلامى».
وأضاف أن غالبية المقدمين هم صحافيون عملوا بالصحف اليومية الورقية أو ترأسوا تحريرها، ولا خبرة سابقة لهم بالإطلالة الإعلامية، لكن اللوم لا يقع عليهم وحدهم.. بل أيضا على إدارة القنوات التى لا يهمها إلا الاسم الشهير الذى يطل عبر شاشاتها لجذب أكبر عدد من المتابعين فى ظل المنافسة الحامية بين الفضائيات.
وشدد على أنه لابد من التركيز على ضرورة أن تخضع هذه البرامج للمعايير الإعلامية وللرقابة الدائمة، بالإضافة إلى اختيار مقدمى البرامج بدقة بحيث لا يؤثرون بشكل سلبى ومحبط على الرأى العام المتلقى للمعلومات.
مؤكدا أن برامج «التوك شو» مهمة، حيث إنها تناقش الأوضاع السياسية والاجتماعية التى تلامس الحياة اليومية للمواطن من خلال التحليلات المنطقية البعيدة عن الحسابات الخاصة وطرح الحلول والبدائل للقضايا التى تهم المواطن المصرى.
وفى هذا الإطار فإن بعض مقدمى البرامج الحوارية استغلوا مواقعهم بشكل إيجابى لفتح الباب لفعل الخير وجمع التبرعات ومساعدة الفقراء والمحتاجين خلال الأزمات والكوارث الطبيعية أما عن مبدأ الحرية المطلقة خلال تقديم هذه البرامج فإنه لابد ألا تكون خارجة عن القواعد الأساسية واستغلال الأوضاع التى تقلق المواطن، بل بملامستها بطريقة علمية هادفة، وهناك من يكونون ضد القيود الإعلامية بشكل عام ولكنهم يؤيدون الضوابط ومواثيق الشرف الإعلامية بشكل لا يؤثر على نفسية المواطن أو حتى يعرض الأمن القومى للخطر.
ويرى د. فتحى الذوق أن للإعلام تأثيرا كبيرا على حياة المشاهد.. ولذا فمن الواجبات الإعلامية إشاعة الروح الوطنية وتشجيعها والحث على التقارب والتآخى فى ظل ما يحدث فى مصر وما تتعرض لها من أزمات فعلى القنوات الإعلامية أن تركز على كل الجوانب التى تساعد على الاستقرار والتوعية التى لابد من أن تقوم بها تلك البرامج والتى من دورها أن تقدم الحقيقة فى نقل الخبر والتأكد من المصدر وأن تعمل فى برامجها الحوارية على أن تأتى بالجانب والجانب الآخر حتى تكون الرسالة واضحة أمام المشاهد المصرى ولابد من كشف من يقف خلفها ولماذا يفكرون فى تلك الطريقة وكيف يتمكنون من خداع الشباب لتجنب ذلك مرة أخرى أو خداع غيرهم من الشباب وأن يتم التصدى ومواجهة كل الأعمال التى تقع خلفها الفتنة وفتاوى بعض المصالح من الأشخاص من خلال البرامج المختصة ومحاورة رجال الدين المختصين لكشف حقيقة تلك الفتاوى المزيفة والكاذبة، تؤدى إلى أن تركيز الإعلام على ما يحدث فى مصر سوف يكون له دور كبير فى القضاء على بعض الأفكار الخاطئة غير الواعية.. ولذا يجب على هذه البرامج مراعاة المصداقية وفهم ما يحدث فى مصر والعمل على الحلول وليس إشاعة الفوضى ونشر التعصب بين الناس عن طريق مهاجمة الآخرين أو محاربة بعض الأشخاص ونحن بحاجة إلى البرامج التى تعتمد على تحليل الأمور وإيصالها للجميع بدون استثناء ولكل من يرغب فى معرفة ما يجرى حوله ومن المتسبب فى كل ذلك حتى تظهر الحقيقة.
وأكد أن تلك النوعية من البرامج فعالة ولها تأثير كبير على حياة المواطن المصرى لما يتم مناقشته وطرحه ولا نستطيع إنكار قدرتها على تشكيل الرأى العام ونحن نعلم أن هناك نسبة لا يستطيعون قراءة الصحف أو تصفح الانترنت، ولذلك فتلك البرامج تكون جزءا كبيرا مؤثرا لهم وتعرفهم على الواقع الحقيقى.
الفكر والفكر الآخر
وأضاف د. فتحى الذوق أن البرامج الحوارية التى تبث فى التليفزيون المصرى مهمة جدا لأنها تنقل الفكر والفكر الآخر وتظهر للمشاهد نواحى القوة والضعف لكل فكر فيستفيد المشاهد من نواحى القوة الموجودة فى كل فكر ويتجنب نواحى الضعف أو إذا كان مثلا يؤمن بأحد هذه الأفكار وهو على غير علم بنواحى الضعف والقصور الموجودة فيه، ويستمع إلى المناقشات الحوارية بين من يؤمن بنفس فكره ومن يؤمن بالفكر الآخر وتظهر له نواحى الضعف فى فكره وقتها يستطيع أن يغير فكره إلى الفكر الآخر وهو على وعى كامل بكل نواحى القوة والضعف فى الفكر الجديد، لذلك نطالب من يقوم على إعداد البرامج الحوارية فى التليفزيون المصرى أن يختار الموضوعات بعناية شديدة وأن يختار الضيوف باهتمام وأن يعد الأسئلة التى تبرز نواحى القوة والضعف فى كل الموضوعات أو فى كل فكر حتى يستفيد المشاهد من البرنامج استفادة كاملة، كما نطالب هؤلاء القائمين على إعداد البرامج الحوارية فى التليفزيون المصرى أن يهتموا فى إعدادهم بخلق النقاط المثيرة التى تجذب المشاهد كما نطالب المذيع الذى يدير الحوار بأن يكون شخصية قوية لكى يستطيع أن يدير النقاش والحوار بين الضيوف بشكل سليم أى أنه يعطى كل ضيف مساحة من الوقت ليعبر عن رأيه أو ليرد على الضيف الآخر، مشيرا إلى أن القنوات الخاصة تنقسم إلى جزءين، الأول هو تابع لبعض رجال الأعمال دون أجندة سياسية فهذه القنوات تتعامل «بالبركة» بلا رؤية أو حتى منهج واضح.. بل إنهم يعملون لسبب واحد فقط هو الربح بغض النظر عن المواد التى يقومون بعرضها وهذا يجعل البرامج غير متجانسة ويوجد بها آراء متناقضة، وبالتالى تعود على المشاهد بالإحباط والتخبط فى الفكر، والجزء الثانى هى القنوات التى تعمل من خلال رؤية موحدة وتوصل المعلومة إلى الجمهور، مشيرا إلى أن الإعلام هذه الأيام يتسم بالعشوائية، حيث اتسعت دائرة الحرية بشكل مبالغ فيه وهذا شىء جيد، ولكن للأسف قام البعض باستخدامها استخداما سيئا، فضلا عن أن غياب الرؤية أدى إلى انتشار عشوائية الفضائيات بشكل أكبر، فاستخدام الحرية يسمح لبعض الأفراد باللعب فى الداخل المصرى ونقصد من ذلك أى مؤسسة أو جهة تكون لها أغراض مشبوهة وتود أن يستمر اللغط داخل مصر وعدم الاستقرار وكل هذه السلبيات تؤدى إلى ظهور تغطيات تساهم فى زيادة البلبلة والتشرذم الذى فى النهاية يؤدى إلى نشوب التناحر والخلافات والفتن بين مختلف طوائف الشعب، للأسف الشديد أن كل هذه «اللخبطة» تؤدى إلى تدهور الوضع الاقتصادى والأمنى وتقاوم كل جهود والنهوض بالبلاد.
الدعاية الرمادية
وحول طبيعة أداء القنوات الفضائية المعارضة تقول د. سمية عرفات بإعلام بنها إن هناك نوعين من القنوات الفضائية المعارضة، الأول معارضة إيجابية، والأخرى معارضة غير إيجابية مشيرة إلى أن القنوات المعارضة مثل قناة «النهار و c.b.c» وغيرهما لها نسبة مشاهدة قوية ويكون لها تأثير قوى على المشاهد ولكن للأسف تستضيف بعض الضيوف التى تلبى هدفها من خلال مهاجمة النظام وسياسات الحكومة، وأكدت أنهم يقدمون معلومة جيدة فى أول الحلقة ولكن فى نصف الحلقة يقومون بتقديم معلومة غير مفهومة للمشاهد وهو ما نسميه فى الإعلام «بالدعاية الرمادية» بمعنى دس السم فى العسل . وقالت من هنا جاء التأثير على المشاهد غير المثقف الذى لا يعى ما تقدمه القناة مشيرة إلى أنه يجب أن يكون دورها متوازنا فى تقديم المعلومة حتى يقتنع بها المشاهد وعدم الاتجاه نحو فصيل معين ويكون مقدم البرنامج محايدا بتوزيع الأدوار على الضيف وعدم الانسياق وراء اتجاه بعينه وموزع للنقاش وعدم التطرق إلى الضيوف التى تخدم أهدافه وأهداف القناة والبعد عن الأجندة الخاصة. وقالت إننى أجد حوادث فردية يقوم مقدم البرنامج بتقديمها بشكل يثير الدهشة والقلق لدى المشاهد والبعد عن القضايا المهمة والحوادث الكبرى فى الوطن، فنجد مثلا أن الأحداث أمام قصر الاتحادية يقوم مقدم البرنامج بتقديمها بشكل يثير الخوف والفزع لدى المشاهد ونقل صورة سيئة للغاية أمام العالم بالتعدى بالطوب والمولوتوف على رمز من رموز الوطن هو قصر الرئاسة أو التطاول بالكلام على رئيس الجمهورية وهذا خطأ مهنى وأيضا تقديم صورة للمتظاهرين بالتعدى بالطوب على جنود الأمن المركزى وإذا دافع الجندى عن نفسه أو المنشأة التى يقوم بحراستها فتكون جريمة من وجهة نظر مقدم البرامج بهدف إلقاء اللوم على سياسات الحكومة، أما الجانب الآخر وهو بعض القنوات الدينية بعضها متشدد والآخر غير متشدد، مشيرة أيضا إلى أنها تقوم باستضافة بعض الشخصيات التى تقوم بخدمة أهدافها، بإدخال الدين فى السياسة للتأثير على المشاهد ونجد ذلك متكررا بصورة واسعة أمام أية انتخابات.
يقول مجدى حسين رئيس حزب العمل كنا نعيش فى النظام السابق مرحلة ينتابها الشك وعدم اليقين والخوف والفزع من أساليب أمن الدولة، فالكل كان حذرا عند التعبير عن رأيه فأصبح لدينا الآن مساحة من الحرية، وبالتالى أصبح لدى المواطن نوع من الانفجار الذى كان مكبوتا لفترة طويلة ولكنه ينقصه النظام والمشى على خطى منظمة حتى يصل إلى الهدف المرجو منه.
وأضاف حسين: يجب أن تحل مشاكل الناس من خلال مجلس غير حكومى يتولى محاسبة كل من يخرج عن آداب مهنة الإعلام بالمراقبة لهذه القنوات ومتابعة سلوكياتها. وقال لابد من وجود ورشة عمل للإعلاميين لدراسة آداب المهنة وكيفية احترام عقل المشاهد أو المستمع أو القارئ، لأن المواطن ليس باحثا وهو يتأثر بضغوط إعلامية من حيث الشخص الطائفى أو السياسى والذى ينجم عنه التشويش فى تقديم المعلومة، ولذلك أناشد المسئولين بإنشاء مجلس من الحكماء لتنظيم العملية الإعلامية بوضع ضوابط على بعض القنوات التى لا تحترم عقل المواطن من خلال محاكمة المخطئ إذا قام بتقديم معلومة غير صحيحة ينجم عنها إثارة الرأى العام.
التمويل الخارجى
فيما أشار ممدوح قناوى رئيس الحزب الدستورى أنه منذ 11 فبراير 2011 لم تعد مصر على قلب رجل واحد مما ساعد على تقسيم البلاد إلى قسمين، ولكن الاختلاف رحمة بين الناس.
وأكد قناوى أن بعض القنوات الفضائية تتلقى تمويلها من الخارج لتنفيذ سياسات معينة، فنجد 500 قناة موجودة على الفضائيات معظمها تقوم بتكفير الناس وإثارة الشباب من خلال الإعلانات الجنسية وعرضها ليلا ونهارا للمنشاطات الجنسية للرجال والنساء.
إساءة لمصر
ويرى بعض الخبراء أن بعض الإعلاميين يركزون على موضوعات بعينها من أجل تشويه صورة مصر ومن بين هذه النماذج الإعلامية لميس الحديدى على قناة (c.b.c) التى دائما تختار موضوعات محل جدل وإثارة وتعطيها مساحات مهمة مثل حديثها عن التحرش ضد المرأة، حيث قالت إنها أصبحت ظاهرة مسيئة جدا لمصر، وأنها كانت غير متوقعة تحت نظام الإخوان المسلمين الذى يتستر تحت عباءة الإسلام أن يحدث ذلك.
وأضافت: كنت أتمنى أن يتحقق آمان وحريات أكثر للمرأة المصرية، مؤكدة أنه من الممكن النقاش حول منع المرأة من العمل أو ختان الإناث أو خفض سن الحضانة أو الزواج المبكر، وأضافت أن زيادة معدلات التحرش بالمرأة المصرية فى ظل حكم التيار الإسلامى فى الميادين هو تحرش سياسى وليس تحرشا جنسيا، لأن من يفعل ذلك لا يريد إشباع شهواته، ولكن يريد تخويف المرأة حتى لا تنزل مرة أخرى للميادين.
وكان هذا التعليق بسبب تحرش البعض بالمرأة فى ميدان التحريرفى الأحداث الأخيرة.
أما الإعلامى باسم يوسف الذى يقدم برنامجه الشهير «البرنامج» للكبارفقط والذى تبثه قناة (c.b.c) يعد ظاهرة فى مجال البرامج السياسية الساخرة مع وضع تشويش على الألفاظ السيئة. ومن أبرز ما قاله باسم يوسف ونال انتقادات لاذعة لأنه كان يفتقد الصحة تعليقه على موكب الرئيس أثناء تأدية صلاة الجمعة، حيث قال إن تكاليف صلاة الرئيس وخاصة صلاة الجمعة تتكلف حوالى 3 ملايين جنيه فى المرة الواحدة، واقترح مازحا أن يكون هناك شركات رعاية لموكب الرئيس وخطاباته لتوفيرتمويل ذاتى، وانتقد ما جاء على لسان عدد من مؤيدى الرئيس مرسى والذين قالوا عنه إنه مدعوم من الله ومنهم د. عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، وما قاله الشيخ محمد حسين يعقوب من أن الرئيس مرسى يصلى ويحج ويؤم المصلين وتشبيه بعضهم للرئيس بالأنبياء.
وانتقد أيضا باسم المعسكر الليبرالى وما يوجهونه من نقد للرئيس محمد مرسى مستشهدا بما قاله ياسر رزق رئيس تحرير المصرى اليوم بأن الرئيس به من صفات الجمل «بيخزن ويضرب فى الوقت المناسب».
أما الإعلامى وائل الإبراشى على قناة (دريم) الفضائية، فدائما يركز على السلبيات فقط ويسكب الزيت على النار فى بعض القضايا، كما أنه دائم انتقاد سياسات الحكومة مما أدى إلى غلق القناة من قبل، وانتقد وزير العدل مما جعله يعلق على كلام الإبراشى فى إحدى القنوات، وانتقد أيضا سياسات الحكومة فى التعامل مع المتظاهرين بحضور ضيوفه فريدة الشوباشى وعضو من أعضاء حزب الحرية والعدالة مما جعل العضو وفريدة الشوباشى يشتبكون بالكلام.
والمعروف عن الإبراشى نقده اللاذع لسياسات الحكومة ليس فقط هذه الأيام.. بل قبل اندلاع ثورة 25 يناير، وأيضا من حواراته المثيرة لقاؤه مع رجل الأعمال المقيم فى لندن أشرف السعد وأزمة استثماراته وزواج حبيب العادلى من إحدى زوجاته.
وفى المقابل كان هناك معسكر فى القنوات الدينية يقومون بالرد على من يصفونهم بإعلامى الفلول ومن أشهرهم السجين حاليا د. عبد الله بدر الذى كان دائما فى بداية كلامه يستخدم مقدمته الشهيرة وهى (الحمد الله حمدا يليق بذاته وأصلى وأسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة وسلاما يليق بذاته أما بعد).. ومن أشهر مواقف بدر انتقاده حكم المحكمة الصادر ضده بخصوص سب وقذف الفنانة إلهام شاهين وقال إن هذا حرام وفجور وهى نفس الحلقة التى تسببت فى إغلاق قناة الحافظ الذى يترأسها د. عاطف عبد الرشيد.
أما د. عاطف عبد الرشيد رئيس قناة الحافظ الذى يقوم بتقديم برنامجه «فى الميزان» على هذه الفضائية فهو يستضيف بعض الأشخاص الذين يقومون بنقد الآخرين على الهواء، وبالتالى يتم رفع قضايا ضد عبد الرشيد وضد قناته، وقد استضاف بعض الضيوف الذين قاموا بسب فضيلة شيخ الأزهر قبل حكم محكمة القضاء الإدارى فى قضية إلهام شاهين وقام د. عبد الرشيد بالاعتذار لدرجة أن البعض علق على كلامه قائلا: «مادام أنت مش قد الكلام بتقوله ليه» مع العلم أن عبد الرشيد قد صدر حكم ضده من قبل من محكمة الزاوية الحمراء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.