فى انتظار حركة المحافظين الجدد؛ يضع المواطنون آمالهم على طرح وجوه جديدة تسعى الى تطوير محافظاتهم والقضاء على بعض مشاكل التعليم و الصحة والطرق والمرور التى تقع فى نطاق مسئوليات المحافظين، بينما ينتظر البعض الآخر انشاء محافظات جديدة طبقا للتصور الذى طرحه الرئيس عبد الفتاح السيسى فى برنامجه الانتخابي، املا فى حصول هذه المناطق على قدر أكبر من الأهتمام. اما القضاء على فساد المحليات واتباع سياسة الباب المفتوح فكان مطلب اساسى للمواطنين والقوى السياسية. «المحافظ هو السلطة العليا للمحليات، وعليه أن يقتلع جذور الفساد منها اذا أراد النجاح» هكذا بدء محمد سلامة موظف بإحدى شركات البترول كلامه قائلا: «الفساد فى المحليات على مرأى ومسمع من الجميع ولا يخلو شارع واحد من الإهمال وعلى المحافظين الجدد النظر بعين الاعتبار لهذا الكم من العشوائية التى تملأ الشوارع وتنغص عيش المواطنين، فعلى سبيل المثال المقاهى التى تفتح يومياً تحت منازلنا تؤكد على وجود تلاعب بجميع القوانين وكذلك الورش والأنشطة الملوثة للبيئة». أكد كلامه ياسر عبد الله موظف بإحدى الوزارات قائلا:» ربما لا يحتاج المواطن إلى طرق باب المحافظين كثيراً مثلما يفعل مع رؤساء الأحياء ولكن هذا الباب يظل مغلقا فى وجوهنا ولا نرى السيد المحافظ إلا على شاشات التليفزيون لذلك نحتاج إلى وجودهم بالشارع وبجوار المواطن وأن يضعوا حلولا جذرية للمشاكل المتراكمة منذ سنوات، فالباعة الجائلين بوسط المدينة خير دليل على عدم وجود حلول للمشاكل لدرجة تحولها الى حاله مستعصية». أما سامح نور الدين موظف فيؤكد ضرورة وضع شروط ومعايير جادة لاختيار المحافظين الجدد بحيث يتم اختيارهم كتنفذيين من الدرجة الاولى يواجهون المشاكل بشكل مباشر وشخصى اذا تطلب الأمر وذلك لحل الأزمات بشكل فورى حتى لا تتراكم خاصة أن هناك عدد من المحافظات بها ملفات معقدة ومحافظات أخرى تحتاج لتوفير فرص استثمار لأن معدلات الفقر فيها متزايدة». رفعت السعيد رئيس المجلس الاستشارى بحزب التجمع يرى أن منصب المحافظ حتى الآن منصب ذو سلطات محدودة، ولكن يظل بإمكانه أن يكون عنصرا نشطا وفعالا من خلال التواصل مع الجماهير وعدم غلق بابه أمام المواطنين والتعامل مع مشاكلهم بكل شفافية. ويرى السعيد أن المحافظ لابد أن يكون لدية كفاءة حقيقية فى مجال الإدارة لأنه سيواجه الكثير من المشاكل مع المحليات وسيحتاج الى قرارات شجاعة لتحدى الروتين وهزيمة البيروقراطية. ويطالب وحيد الأقصرى رئيس حزب مصر العربى الاشتراكى بوجود خطة عمل لكل محافظ تحدد مهامه ليعمل بكل كفاءة واقتدار ويطالب أيضاً المحافظين بالتعرف على مشاكل المحافظة وأن يواجهوها بكل حزم وقال :» على المحافظ أن يتحلى بالصبر والكفاءة والنزاهة والا يغلق بابه امام أى مواطن وأن يعمل بكل ما يملك من جهد ليحقق مطالب محافظته وأن يشرف على تنفيذها بنفسه». تعديل قانون الإدارة المحلية ويشير المستشار أحمد الخطيب بمحكمة استئناف القاهرة إلى ان منصب المحافظ يعد من اهم المناصب التنفيذية خاصة فى المرحلة الحالية اذ يتعين عليه الاتجاه الى العمل الميدانى وليس المكتبى والاحتكاك بمشاكل المواطنين والتعرف عليها وتشكيل اللجان المتخصصة لبحث هذه المشكلات واسبابها ووضع الآليات المقترحة بعيدا عن العمل خلف الجدران والاكتفاء بالاستماع إلى أهل الثقة وابتكار الحلول الجديدة لحل هذه المشاكل بعيدا عن تعقيدات الروتين الادارى وهو ما يرتبط ارتباطا جذريا بضرورة تعديل قوانين الادارة المحلية واعطاء رئيس مجلس الوزراء والوزراء للمحافظين صلاحيات اوسع لحل المشكلات دون التقيد بالتبعية الرئاسية. ويضيف:» يجب عليه الاهتمام بمرفقى التعليم والصحة ومتابعة سير العمل فيهما لان اغلب مشاكل تلك المرافق نابعة عن الاهمال الوظيفى وبعد الاشراف الرئاسى عليهما فضلا عن احكام الرقابة على اداء المحليات للسيطرة على مخالفات المبانى والبناء على الاراضى الزراعية وسرعة تنفيذ قرارات الازالة لاية مخالفات لما يترتب عليه من ردع مجتمعى لكل من يفكر فى ارتكاب تلك المخالفات عندما يرى مصيرها الازالة السريعة». ويؤكد المستشار يحيى قدرى نائب رئيس حزب الحركة الوطنية المصرية يجب على المحافظين الجدد أن يتعاملوا كما هو مقرر لهم اى بسلطة رئيس الجمهورية فى المحافظة التى يعملون بها بحيث يكون المبدأ الذى يحكمهم هو كونهم منتخبين وليسوا معينين فمبدأ الانتخاب يجعلهم يهتمون أكثر بمشاكل ومتطلبات أبناء المحافظة الذين منحوهم اصواتهم فيجب أن يشعروهم أنهم فى حاجة إلى اصواتهم مرة أخرى فى الانتخابات القادمة ليظل محافظا. ويرى ان المباديء العامة التى يجب ان يسير عليها المحافظون الجدد هو الاهتمام بالفئات الأولى بالرعاية من المظلومين والمحتاجين والاكثر فقراً ثم محدودى الدخل وفى الوقت نفسه عليهم ايجاد وسائل الاستثمار فى المحافظة ودعوة اصحاب رءوس الاموال من خارجها للاستثمار فيها لخلق فرص عمل كثيرة لاهالى المحافظة. ويضيف :«يجب على المحافظ ان يتفرغ يوما كاملا من كل اسبوع لمقابلة اهالى المحافظة والمراكز والقرى للاستماع الى احتياجاتهم وشكواهم».