الشوارع والقرى السياحية بطرح البحر فى بورسعيد تهنأ بالهدوء والحياة، بينما تئن بحيرة المنزلة على حوافها، على بعد عشر دقائق بالسيارة فقط، من مظاهر الفقر والعشوائية، لا سيما بقرى الصيادين، وقرية القابوطى خاصة حيث الأهالى ليسوا مهمشين فقط، وإنما سقطوا من حسابات الدولة، إذ يعيشون فى عشش لا تصلح للحياة الآدمية، ويحاولون البحث عن لقمة العيش فى البحيرة، لكنهم لا يجدونها، بل ويدمر مصنع كيماويات المنظومة البيئية للبحيرة، ومصدر الرزق الوحيد للصيادين. فى البداية، يقول السيد ابراهيم نوفل رئيس جمعية الصيادين بالقابوطى إن سبب معاناة الصيادين ببحيرة المنزلة هو مصنع الموت الموجود المسمى سنمار الذى دمر الثروة السمكية بسبب تسريب المواد الكيميائية بالبحيرة وإلقاء مياه الصرف الصناعى المليئة بالمواد السامة بالبحيرة . العجمى السيد درويش أمين الجمعية يقول إن مواتير البلطجية تطلع مع اللنشات السريعة، وذلك يضر بالزريعة، ويقضى عليها، ويدمر الثروة السمكية للبحيرة . الصياد محمد حسانين - 75 سنة - يقول: «فى الماضى كنا نشاهد أسماك الجمبرى والقاروس والدنيس لكن هذه الأنواع لم تعد موجودة الآن، ونضطر للذهاب عند البوغاز لكى نصطاد خارج بورسعيد.. زمان كنا نكسب 100 جنيه فى اليوم.. الآن نكسب فقط 20 جنيها، وقد لانتحصل عليها». صباح أحمد زوجة أحد الصيادين تقول: «نفسنا فى بيت نظيف ليحمينا من الزواحف.. الفأر أكل اصبع ابنى وعنده مياه على الرئة ويعيش بالبخاخات من تلوث البحيرة.. أعيش فى العشة من 15 سنة، ودائما نسمع أجراس إنذار من المصنع بسبب ارتفاع سخونة التنك الذى لو انفجر سيؤثر علينا ويحرقنا بينما الوحدة الصحية مغلقة، ولا يوجد بها طبيب» , أما الصياد لطفى نوفل فيقول: «هناك مصنع كيماويات جديد يبنى الآن، ومن المتوقع أن يجعل السمك أسود فنحن دائما نشم رائحة مثل الغازات المسيلة للدموع. فى قرية المناصرة فى هذه القرية، يقول عمدتها أحمد عبد العزيز معاطي: المشكلات البيئية عندنا كثيرة.. فمياه الشرب ملوثة بسبب الصرف الصحي، ونجدها دائما مختلطة بمياه الصرف الصحى مع مياه الشرب، ومنذ عام 2011 قامت المحافظة بإنشاء 40 عمارة ل 800 اسرة فى وسط القرية، وتم توصيل الصرف الصحى للعمارات، وجزء من القرية، أما باقى القرية فلم يصل لها الصرف الصحى بعد، ويلقى بالصرف فى بحيرة المنزلة حيث المزارع السمكية، والآن هناك أيضا صرف العمارات التى بنيت، علما بأن المواسير متهالكة فتختلط بمياه الصرف، وكذلك الوحدة الصحية لا تعمل منذ الثورة، والطبيب لا يحضر، و 2 ممرضين موجودين فقط وأى مريض أو مصاب يذهب لبورسعيد. أخيرا؛ يعانى السكان فى قرية الجرابعة من المشكلة نفسها ...الوحدة الصحية لا تعمل ومغلقة كما يقول عمدة القرية محمد أحمد جربوع، مضيفا أن الطبيب يحضر مرة كل أسبوع، والأمراض البيئية منتشرة بالقرية.. وأمراض الكبد والكلى تسبب انتشار الفئران والزواحف بأعداد كثيفة.. وتلوث المياه بسبب اختلاطها بمياه الصرف الصحى لأن مواسير المياه مكسورة ومتهالكة. ويضيف محمد جربوع: «شركات البترول المجاورة للقرية تلقى مخلفاتها فى مياه البحيرة، وقد قمت بالتحفظ على سيارتين تابعتين لإحدى الشركات، وقمت بتسليمهما إلى شرطة المسطحات المائية إذ كانتا تلقيان بالمواد الكيماوية السامة فى البحيرة».