«القابوطى» قرية صغيرة تقع فى أول محافظة بورسعيد, يعد سكانها أصل مدينة بورسعيد, التى أسسها المهندس الفرنسى دي لسيبس لأنها أنشئت قبل بورسعيد بكثير, محمد عبدالخالق من سكان القرية يقول: هذه القرية أقدم من مدينة بورسعيد, وسميت بذلك نسبة إلى كلمة فرنسية تعنى «مدينة العرائس» وكان يسكنها عمال من المطرية والدقهلية والصعيد والشرقية. وكانت القابوطى تعتمد على الصيد من بحيرة المنزلة التي كانت تفيض بثروة سمكية لا مثيل لها, وكان للقرية دور كبير فى المقاومة,اذ كان الصيادون يقومون بنقل الاسلحة فى قواربهم الصغيرة, ومنهم كثيرون انضموا الي المقاومة . مشكلة اهل القابوطى الكبري هى أنهم يسكنون منذ 70 عاما فى عشش تحت الارض, يعيشون حياة يرثى لها, ثم قامت القوات المسلحة بإزالة العشوائيات وبناء وحدات سكنية للاهالي, وانتقل اليها معظم اهالي القابوطي, لكن هناك من يرفض الانتقال اليها بحجة انه لا يمكنهم ترك الارض مقابل شقة, فى حين ان هناك مقاولين يساومون اصحاب الارض بالحصول عليها, مقابل حصول صاحب الارض على دور ودكان او دورين, وباقى الادوار من حق المقاول حتى لو بنى 10 ادوار. فى اثناء جولتنا بالقرية وجدنا الوحدة الصحية التى يشرف عليها الدكتور اكرم الشاعر - القيادي الاخوانى- مغلقة وخربة, كما تم تدمير سنترال القرية وتحويله الى وكر يتعاطي فيه الشباب المخدرات, وتكمن خطورة المنطقة- رغم موقعها المتميز لقربها من بحيرة المنزلة - فى تجار المخدرات والبلطجية المنتشرين فى كل مكان, سكان القرية والبحيرة قالوا ل«فيتو»: كانت مساحة البحيرة 750 كيلو مترا, واليوم لم يتبق منها سوى عدة كيلو مترات, كما يقع على الناحية الاخري من البحيرة مصنع للكيماويات الحارقة, واشتكى اهل المنطقة من خطورة هذا المصنع، الذى إذا انفجر سوف يدمر كل شيء حوله, كما أنه يلقى بمخلفاته فى مياه البحيرة, مما ساهم بشكل كبير فى القضاء على الثروة السمكية, واضطر الصيادون الى ترك عملهم، والذهاب الى سيناء للعمل كعتالين او فى مصانع الاسمنت, ومنهم من يذهب ولا يرجع, على حد قول الاهالى, فضلا عما تسببه مياه البحيرة الملوثة من امراض صدرية وسرطانية . اهالي القرية اتهموا الإخوان بأنهم تواطأوا مع اصحاب المصنع - مستثمرين هنود- للسكوت عن جرائم إلقاء مخلفاتهم السامة فى المياه، وقبضوا الثمن.