فى ظل الحصيلة الفادحة من المدنيين الفلسطينيين ، ضاعف المجتمع الدولى الضغوط لوقف حمام الدم فى غزة، حيث دعا مجلس الأمن الدولى فى بيان له إسرائيل والفلسطينيين الى تنفيذ هدنة إنسانية إلى ما بعد عيد الفطر والانخراط فى جهود لتحقيق هدنة دائمة، فى الوقت الذى طالب فيه الرئيس الأمريكى باراك أوباما إسرائيل بوقف المواجهات بين إسرائيل وحماس. ففى نيويورك، أصدرت الدول ال 15 الأعضاء فى مجلس الأمن الدولى خلال اجتماع طارئ فى نيويورك أمس بيانا رئاسيا أعربت فيه عن "دعمها الشديد لوقف إطلاق نار إنسانى فورى وغير مشروط" فى قطاع غزة يجيز "تقديم مساعدة إنسانية ضرورية وعاجلة إلى السكان الفلسطينيين" فى القطاع. وحثت الدول ال 15 خلال الاجتماع إسرائيل وحركة حماس على "التطبيق الكامل" لوقف إطلاق النار طيلة أيام عيد الفطر "وما بعده". وأبدى مجلس الأمن «القلق البالغ» فيما يتعلق بتدهور الوضع نتيجة للأزمة المرتبطة بغزة وموت مدنيين وإصابتهم، وأكد ضرورة اتخاذ الخطوات الملائمة لضمان سلامة وصالح المدنيين وحمايتهم، وشدد على ضرورة احترام وحماية المنشآت المدنية والإنسانية بما فى ذلك المنشآت التابعة للأمم المتحدة. ودعا المجلس إلى الاحترام الكامل للقانون الإنسانى الدولي، بما فى ذلك حماية السكان المدنيين، مؤكدا ضرورة اتخاذ الخطوات المناسبة لضمان سلامة ورفاه المدنيين وحمايتهم. وحث مجلس الأمن الأطراف والمجتمع الدولى على تحقيق سلام شامل يستند إلى الرؤية المتمثلة فى إقامة دولتين ديمقراطيتين، إسرائيل وفلسطين، تعيشان جنبا إلى جنب فى سلام ضمن حدود آمنة ومعترف بها. كما دعا المجلس طرفى النزاع إلى "الاحترام التام للقانون الدولى الانسانى وخصوصا ما يتعلق منه بحماية المدنيين"، بالإضافة الى بذل كل ما فى وسعهما من أجل "تطبيق وقف اطلاق نار دائم يتم احترامه بالكامل بناء على المبادرة المصرية" للوساطة. وفى أول رد فعل، أعرب ممثل فلسطين لدى الأممالمتحدة رياض منصور إثر الجلسة عن أسفه لاكتفاء مجلس الأمن بإصدار بيان رئاسى بدل قرار، وعدم دعوته إلى رفض الحصار المفروض على القطاع منذ 2006. وقال "لا يمكن إبقاء 1،8 مليون شخص محتجزين فى هذا السجن الكبير" الذى تحول إليه قطاع غزة. ومن جانبه، أعرب السفير الإسرائيلى رون بروسور عن أسفه لكون البيان "لا يأتى على ذكر حماس ولا يأتى على ذكر إطلاق الصواريخ" ، زاعما أنه "حين تتساقط الصواريخ عليكم، من حقكم الدفاع عن أنفسكم"، متهما حماس ب"الاختباء خلف شعب غزة" ، على حد تعبيره. وفى اتصال هاتفى مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو، أعرب أوباما بشكل صريح وواضح عن "الضرورة الاستراتيجية لاقرار وقف إطلاق نار إنسانى فورى وبلا شروط يضع حدا فى الحال للمواجهات ويؤدى إلى وقف دائم للمعارك". وأبدى الرئيس الأمريكى خلال الاتصال "القلق العميق والمتعاظم للولايات المتحدة بشأن العدد المتزايد للقتلى المدنيين الفلسطينيين والخسائر فى الأرواح الإسرائيلية ، بالإضافة إلى تدهور الوضع الإنسانى فى غزة"، منددا فى الوقت نفسه بشدة بهجمات حماس على إسرائيل عبر الأنفاق وإطلاق القذائف، ومجددا التأكيد على ما سماه ب «حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها». كما عبر أوباما عن تأييد بلاده للمبادرة المصرية ، واعتبر أوباما فى حديثه مع نيتانياهو أن "أى حل على المدى الطويل للنزاع الإسرائيلى الفلسطينى يجب أن يمر عبر نزع سلاح الجماعات المختلفة وإزالة عسكرة غزة"، بحسب تعبيره.