الإعلام يمكن أن يكون محرّضاً للفتن السياسية والإجتماعية مثيرا للأزمات، ويمكن أيضا أن يكون أداة محورية فى تهدئة الخلافات والمشاكل والصراعات، وخلال الفترة الماضية أثيرت عدة أزمات أحدثتها برامج التوك شو على بعض الفضائيات المصرية مما تسبب فى شروخ إجتماعية وسياسية كان آخرها الأزمة التى تسببت فيها مذيعة أون تى فى مؤخرا و، وبالرغم من إعتذار المذيعة للشعب والحكومة المغربية عن تصريحاتها المخزية، إلا أن ذلك لم يخفف من وطأة الواقعة ولا من ردود الأفعال الغاضبة . يقول د.فاروق أبو زيد أستاذ الإعلام: أتذكر عدة أزمات قام بها الإعلام للأسف ومنها أزمة مصر والجزائر التى تسببت فيها بعض الفضائيات بسبب تجاوزات بعض مقدمى البرامج الذين لا يملكون الثقافة والوعى فأدخلونا فى أزمة وقته، وهو ما يتكرر الآن من مذيعة أون تى فى ذات الثقافة المحدودة والخبرة الضعيفة حيث أخطأت فى شعب شقيق محترم، وقد إعتدنا على أن الخلافات السياسية تكون بين الحكومات وليس الشعوب التى لم تكن طرف أبدا فى أى خلاف. وأضاف أبو زيد: من يملك حق التواجد فى الإعلام ببعض الفضائيات للأسف هم قليلى الثقافة قليلو الوعى فيقومون بإفتعال مشكلات وأزمات وأعتقد إن الإعتذار الذى قدمته المذيعة أو القناة ليس كافيا بالمرة وكان أقل عقاب هو إقالتها وعدم السماح لها بالإستمرار. وأكد أبو زيد أنه هناك بعض الإجراءات القانونية التى من الممكن أن يقوم بها أى مواطن مغربى فقد يقوم بمساءلة المذيعة أو المحطة قانونيا. وعن الحلول التى يمكن من خلالها الحد من ظاهرة الفوضى الإعلامية وتكرار سيناريو الأزمات من جانب بعض المذيعين قال د.فاروق أبو زيد إنه لابد أن تعود التقاليد المهنية فى برامج التوك شو بشكل خاص وفى كل البرامج بشكل عام، وأن تكون الوظيفة الوحيدة لمقدم البرنامج هى إدارة الحوار فليس من حقه أن يقول رأيه فقد ضاعت المهنية فى ظل التداخل الحادث بين دور المذيع وإصداره تصريحات وآراء خاصة من جانبه، فعلى المذيع ألا يتدخل فى الحوار إلا بتنظيمه وأن يلتزم بدوره . ومن الحلول أيضا كما قال د.فاروق أن يقوم مسئولو القنوات الفضائية ومديروها بالمتابعة اللحظية والتقييم لكل المذيعين والبرامج بالإضافة إلى التدريب المكثف على مواجهة الناس بشكل لائق فقد كانت هناك قواعد وشروط لكل من يعمل فى الحقل الإعلامى وخصوصا المذيعين ولكن ما يحدث الآن يمثل فوضى من جراء الفتاوى التى يصدرها المذيعون ولذلك فلابد من حسن الإختيار للمذيعين ورفع درجة الوعى والتدريب وهى أمور ليست صعبة ولكنها ستكون حلا مناسبا لما يحدث من أزمات متكررة بالإعلام منذ فترة. وهو ما أكده الخبير الإعلامى ياسر عبد العزيز قائلا: نعانى فى الإعلام من مشكلة متكررة ناتجة عن عدم إداراك المعايير المهنية وغياب أى شكل من أشكال التقييم والمحاسبة وبالإضافة إلى عدم وجود كوادر مهنية تحظى الإحترام والإلتزام، وكذلك غياب الإدارة والحس المهنى، وأضاف: نقع للأسف فى أخطاء باستمرار لها تكاليف كبيرة وبعضها يتعلق بمصلحة الوطن ونستمر فى دفع الأثمان الغالية جراء هذه الأخطاء ولابد أن يتم البدء فى إتخاذ خطوات تعيد بناء الإعلام المصرى منها إصدار ميثاق الشرف الإعلامى وأنشاء آلية للمحاسبة إنشاء الهيئة الضابطة للإعلام والتى تحمل مسمى المجلس القومى للإعلام. وأضاف ياسر عبد العزيز: لن يتم الاصلاح إلا من خلال منظومة متكاملة تبدأ بزيادة وترقية الإدارك المهنى والتدريب والتأهيل فى سياسات التوظيف والتى تقول من البداية.. من هو الإعلامى؟ لأنه أصبح الأن كل شخص يستطيع أن يكون مذيعا والوطن هو الذى يدفع الثمن. ويضيف د،عبد الله زلطة أستاذ الإعلام قائلا: لابد من الإهتمام بالتدريب فليس كل شخص يصلح أن يكون مذيعا ونرى بصفة مستمرة أشخاصا لم نكن نعلم عنهم شيئا من قبل وغير مؤهلين وفجأة يصبحون نجوما فى الإعلام، فلابد من وضع ضوابط وتطبيقها لكل من يعمل فى مجال الإعلام وبالتحديد مقدمى البرامج.