تعتقد خطأ بعض النساء أن من حق الرجال قانونا منعهن من المشاركة السياسية أو الادلاء باصواتهن لصالح من يرونه او يرونها اصلح. ولهؤلاء يوضح المحامي ايهاب ناجي عضو مجلس ادارة المركز المصري لحقوق المرأة ان الرجل لايستطيع ان يمنع زوجته من المشاركة السياسية لا بقانون الاحوال الشخصية- كما يزعم البعض- ولابغيره... موضحا ان حق الترشيح أو الإنتخاب حق من الحقوق الملاصقة للشخصية والتي تثبت للانسان رجلا كان او امرأة بمجرد الميلاد طبقا لنصوص الدستور ولايوجد من يستطيع ان يقيد هذا الحق وهذا واضح من قانون مباشرة الحقوق السياسية في الفصل الخاص بالحقوق والحريات المدنية والسياسية بالدستور المصري والتي تخلو مما يمنع المرأة من المشاركة السياسية سواء ترشيح أو انتخاب دون اشتراط الحصول علي موافقة الزوج علي ذلك. اما المحامية صفاء علي حسن مديرة البرامج والمشروعات بالجمعية الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات ومسئولة برنامج المشاركة السياسية للمرأة الريفية, فتقول: من واقع احتكاكي بالمرأة وخاصة الريفية في16 محافظة مختلفة وجدت ان الرجل احيانا يجبر زوجته واخواته البنات علي الادلاء بأصواتهن لصالح شخص بعينه بغض النظر عن رأيهن في هذا الشخص سواء كن رافضات أو مؤيدات وفي هذه الحالة لا يستطعن الرفض بسبب العرف والتقاليد وجهلا من النساء بحقوقهن... فمن ناحية العرف والشرع يستطيع الرجل منع زوجته من الخروج اساسا من المنزل بغض النظر عن وجهتها سواء كان خروجها لمشوار عائلي او لمشاركة سياسية ولكن قانونا لايوجد نص يؤيد هذا وتضيف ان هذا يحدث كعرف وشرع في نجوع وكفور محافظات عديدة منها محافظة الجيزة مثلا وأضافت انها رصدت بالفعل من خلال عملها في احد المواقع من منع زوجته واخته الادلاء بصوتهما... كان هذا الرجل محاميا ويتفق مع ثقافة هذا المحامي احد المزارعين من محافظة المنوفية في منع بناته من الانتخاب رغم محاولاتهن المستميته لاقناعة هو شخصيا بالذهاب والادلاء بصوته إلا انه كان رافضا بشدة. اما محافظات الجنوب وخاصة اسوان ففيها النموذجين, النموذج الرافض والنموذج المؤيد تماما, ولدينا سميرة محمد حسن من ادفو بمحافظة اسوان التي رشحت نفسها في الانتخابات المحلية الاخيرة امام ابن عمها واكتسحت الانتخابات لثقة النساء بها مما جعلهن يذهبن للإدلاء باصواتهن لصالحها بعد ان كان الذكور في البداية رافضين لمشاركتها وبعد ان تحقق الفوز وبدأت العمل فعليا في المجلس المحلي اكتشفوا قدرتها علي العطاء فانقلبوا من رافضين لمؤيدين لدرجة انها تدرس حاليا ترشيح نفسهالانتخابات مجلس الشعب القادمة. علي الجانب الاخر... عندما ذهبنا لندرب علي المشاركة السياسية في محافظة دمياط وجدنا معظم الرجال غائبين عن منازلهم بحثا عن لقمة العيش بالخارج فالرجال يجلبون المال اما السيدات فهن من يدرن البيوت وشئون الاسرة والام هي صاحبة الكلمة الاولي والعليا في قلب المحافظةوالزوج يعطيها مساحة كبيرة في اتخاذ القرارات جميعا بما فيها المشاركة السياسية وهناك سيدتان ممن شاركن معنا في الدورات التدريبية التي تعقدها الجمعية في دمياط اتصلوا بنا مؤخرا ليعربن عن رغبتهن في الترشح لمجلس الشعب الدورة القادمة وهن سعيدات بالكوته. واخيرا نقول لمن تعتقد ان القانون يمنح الرجال حق منعها من اداء دورها ان القانون لايمنع النساء من المشاركة السياسية مثلما لايمنع الزوجة من السفر اذا ارادت ذلك وهي ليست دعوة للعصيان... ولكنها تبصير بالواجبات لأن مشاركة المرأة في الحياة السياسية اليوم اصبحت واجبا اكثر مما هي حق.