بدأت نيابة أبوتشت تحقيقاتها في واقعة تسمم واختناق 200 شخص بنجع المخربطية التابعة لمركز أبوتشت، تم إنقاذ وإسعاف 185 منهم بأعجوبة. وكشفت الواقعة، عن حجم الكارثة التى يعانيها قطاع الصحة بالمحافظة، إذ فوجئ أهالي النجع المنكوب بالوحدات الصحية تغلق أبوابها والمستشفيات الحكومية بلا أطباء، أو أوكسجين، وخاصة فى مستشفي أبوتشت العام، الذى أوقف التعامل إلا مع حالات محدودة لضعف الإمكانيات. ولجأ عدد كبير من أهالى القرية إلى العيادات الخارجية لإنقاذ حياة ذويهم والتى هرعوا اليها، فيما تلقت «الأهرام»، سلسلة استغاثات من قصور قطاع الصحة تلقتها ونقلتها لمحافظ الإقليم. وكانت جميع الحالات التى توجهت إلي المستشفيات العامة والحكومية قد تم التصريح بخروجهم، باستثناء 13 حالة، تحت الملاحظة الطبية بمستشفيات ابوتشت ونجع حمادي وفرشوط وعدد من الوحدات الصحية. ودفع قصور مديرية الصحة، الأهالى لاستخدام مواد بدائية لإنقاذ المصابين الذين تساقط عدد كبير منهم وسط القرية، إثر انفجار اسطوانة الكلور. وقامت النيابة بمعاينة مكان الانفجار، وسؤال موظفى مرشح المياه بالقرية، والذي كانت المياه تغمره خلال معاينة النيابة، كما انتقلت النيابة إلى مستشفي أبوتشت وقامت بسؤال عدد من المصابين المحتجزين بالمستشفى. وكانت أرجاء نجع المخربطية بمركز أبوتشت، قد اهتزت إثر انفجار اسطوانة كلور بمحطة المياه، مما تسبب فى اختناقات كبيرة وتسمم عدد من الحالات. وقال عبدالرازق حسين أحد المصابين والملاصق منزله ل «مرشح المياه المنفجر»، إنه تعرض هو وعدد من أهالى القرية، لحالات إغماء ونقل عدد منهم إلى مستشفى أبوتشت لكنهم لم يجدوا أدنى اهتمام من الأطباء هناك. وأكد أحمد محسن سرحان، أحد شهود العيان بموقع الحادث، أن أكثر من 200 حالة إغماء ضربت أرجاء القرية، وأن دوي انفجار كبير خرج من داخل مرشح المياه ثم توالت حالات الاختناق والتسمم بعد استنشاق الكلور وشرب المياه والتى حملت نسبة عالية من ذات الكلور، لتنتاب حالة الذعر أهالى القرية، والذين قاموا بحصار مرشح المياه حتى فجر اليوم. من جانبه كلف اللواء عبدالحميد الهجان محافظ قنا السيد محمد عبدالفتاح آدم برئاسة غرفة عمليات، لتلقي أى شكاوي بشأن المياه بالقرية، فيما أمر بانتقال المحاسب أحمد عرابي السكرتير العام لمتابعة الحالات حتى الصباح، كما أعطى تعليماته لمسئولى محطة مياه الشرب باستبدال الأنبوبة التى احدثت تسرب بأخري وإيقاف الخزانات الاحتياطية للمرشح كإجراء احترازي وقطع المياه عن أرجاء القرية لحين التأكد من خلوها من الكلور وسلامة مياه مرشح المياه وتوفير سبل بديلة لحين تشغيل المرشح.