عاما مرت علي الغاء الرقابة علي الصحافة والمطبوعات في مصر.. يوم خالد تذكره الأجيال التي عملت وعاشت مع الرقابة علي الصحف التي أستمرت لقرابة قرنين من الزمان. 83 كان يوم11 فبراير عام4791 صاحب البصمة القوية علي صفحات الزمن معلنا حرية الكلمة عندما أصدر الرئيس الراحل أنور السادات قرارا بالغاء الرقابة علي الصحافة والمطبوعات. وفي حوار مع الدكتور محمد عبدالقادر حاتم, الرجل الذي عرفه قدامي الإعلاميين, رئيسا لهيئة الاستعلامات ووزيرا للإعلام ثم كان المسئول عن وزارة الحرب عام3791 اذ كان نائبا لرئيس الوزراء والحوار جاء بعد83 سنة والرجل في صدره الكثير من الذكريات والمعلومات, لكم طلبنا اخراجها ليسجلها التاريخ, وهو يخرج كل حدث في ذكراه ويقدم للأجيال ما لديه من أسرار لحقبة زمنية هامة في تاريخ مصر.. مضي عليها أكثر من05 عاما. والحوار جاء عن حدث هام كان في شهر فبراير عام4791, اذ تلقت رئاسة مجلس الوزراء تعليمات الرئيس السادات بأعداد مشروع قرار الغاء الرقابة علي الصحف والمطبوعات.. وصدر القرار يوم11 فبراير, وكان تعليق الرئيس الراحل السادات علي هذا بقوله( لقد نجحنا من معركة الشرف وانتصرنا والحمد لله, ونحن بصدد دخول معركة التنمية ولابد لها من صورة جديدة في حياة المصريين سيكون شعارها( النصر مع الحرية). لقد عاش جيل الصحفيين القدامي ومازال بعضهم علي قيد الحياة عصر( الرقيب) الذي يأتي كل يوم الي مقر الصحيفة ومعه التعليمات بما ينتشر وما لا ينشر وكثيرا ما كان الصحفيون يعلمون باخبار لم تكن قد وصلت اليهم ولكنها جاءت مع تعليمات الرقيب بعدم النشر وما أن صدر قرار الغاء الرقابة, حتي انطلقت الصحف تنشر ما تشاء وكان عدد الصحف اليومية والأسبوعية آنذاك لا يتعدي العشرة, ولم تكن الصحف المسائية ذات عمر طويل خلال الخمسينيات والستينيات, فكانت تصدر لتختفي بعد فترة قصيرة. وتعرضت بعض مشروعات الحكومة لنقد شديد ومن مختلف الكتاب ولم يعهد الوزراء في هذا العصر وقبل الغاء الرقابة مثل هذه المقالات والتحقيقات للصحفيين ودعا الرئيس الراحل أنور السادات كبار الكتاب ورؤساء تحرير الصحف الي لقاء معه, ووجه حديثه اليهم قال كنت صحفيا لفترة من عمري وعرفت الرقابة وقيودها الرهيبة ولما الغيت الرقابة انطلقتم لمهاجمة المشروعات الحكومية.. ولا اعتراض علي النقد البناء ولكني لا أوافق علي النقد بدون هدف لمجرد النقد.. أو الهدم. لقد ادي اجيال من الصحفيين دورهم في ظل رقابة وتشدد بل ومعتقلات وسجون ومحاكم واحكام مقيدة للحرية.. ولما الغيت الرقابة شعرت هذه الأجيال وما بقي منهم علي قيد الحياة بالحرية في كل ما ينشر.. واختفي الرقيب اليومي ويعيش جيل الصحفيين الحالي بصحافة لا تعرف حذف كلمة أو رأي أو خبر.. هنيئا لهذه الأجيال الكتاب والمحررين والناشرين فأنهم يعيشون عصرا مع حرية الكلمة والنقد البناء والخبر الصادق دون تهويل لمجرد زيادة التوزيع. أن هناك الكثير حول صحافة مصر وتاريخها وهو محبوس في صدور من يعرفونه وآن الأوان أن يذكروا الحقائق للتاريخ.. فالأجيال الحالية تريد أن تعرف كل شيء عن صحافة مصر وتاريخها.. حتي لا تترك الحقيقة لمن يدعون أن لديهم العلم! المزيد من مقالات محمد مصطفى البرادعى