وصل وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس إلى القاهرة أمس لإجراء مباحثات بشأن العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة والتقى الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن» فى المطار قبل توجه عباس إلى أنقرة لإجراء محادثات مع المسئولين الأتراك. فى الوقت نفسه يجرى وفد رفيع المستوى من وزارة الخارجية الأمريكية مباحثات للإعداد لزيارة وزير الخارجية جون كيرى للقاهرة خلال الساعات المقبلة، بالتزامن مع زيارة وزير خارجية اليابان. وأجرى وزير الخارجية سامح شكرى محادثات هاتفية مع نظرائه السعودى الأمير سعود الفيصل، والإماراتى عبدالله بن زايد، والأردنى ناصر جودة تناولت سبل وقف إطلاق النار والبدء فى محادثات سياسية تنهى نزيف الدماء فى غزة، وتساند الجامعة العربية، والاتحاد الأوروبى، والولايات المتحدة، واليابان المبادرة التى أعلنتها مصر الاثنين الماضى لوقف إطلاق النار والبدء فى محادثات إسرائيلية فلسطينية غير مباشرة لنزع فتيل الأزمة. كما طلبت الأردن مساء أمس الأول انعقاد جلسة عاجلة لمجلس الأمن لبحث الأزمة بعد أن قررت إسرائيل اجتياح القطاع برا لوقف إطلاق الصواريخ باتجاه المدن والمستوطنات الإسرائيلية، وقصفت إسرائيل أراضى القطاع جوا وبحرا خلال الأيام العشرة الماضية وعجزت عن تحييد منصات الصواريخ الفلسطينية فى القطاع. واعترفت وزارة الدفاع الإسرائيلية بسقوط أكثر من ألف صاروخ فلسطينى متوسط وقصير المدى على عدة مدن فى العمق الإسرائيلي. وفى غضون ذلك، دخل الاجتياح البرى الإسرائيلى قطاع غزة يومه الثانى وتقدمت المدرعات الإسرائيلية إلى عمق أكثر من كيلو متر تحت قصف جوى وبحرى مكثف لمختلف انحاء القطاع. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية فى غزة استشهاد 23 فلسطينيا منذ بدء العمليات البرية منهم ثلاثة أطفال من أسرة واحدة. وارتفع بذلك عدد شهداء غزة إلى 271، بينما قفز عدد الجرحى إلى أكثر من 2050 منذ بداية العمليات الحربية فى السابع من يوليو الجارى. وذكر بيان عسكرى إسرائيلى أن جنديا قتل وأصيب اثنان آخران فى اشتباك مع مسلحين فلسطينيين، وأشار البيان إلى أن 50 صاروخا فلسطينيا أطلقت على بلدات إسرائيلية ونجح نظام القبة الحديدية المضاد للصواريخ فى اعتراض 20 منها. وأصدرت كتائب عزالدين القسام الجناح العسكرى لحركة حماس بيانا أعلنت فيه عن إطلاق صاروخين من طراز «أم/75» باتجاه مدينة ديمونة جنوبى إسرائيل. ودعا المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى سكان القطاع إلى إخلاء المناطق التى تتقدم قوات الاحتلال باتجاهها. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن المتحدث قوله إن العملية البرية حققت بعض الأهداف بقصف مناطق الانفاق وما وصفه بالبنية التحتية للإرهاب. وفى المقابل صرح خالد مشعل رئيس المكتب السياسى لحركة حماس فى الدوحة بأن الاجتياح البرى للقطاع مصيره الفشل، وأضاف أن ما عجز عن تحقيقه القصف الجوى والبحرى لن يتحقق بالعمليات البرية، وطالب مشعل المجتمع الدولى بالتدخل لتمكين الشعب الفلسطينى من التخلص من الاحتلال.