دخلت أزمة الصراع فى أوكرانيا طورا جديدا بعد كارثة حادث سقوط الطائرة «بوينج -777» التابعة للخطوط الجوية الماليزية فى مقاطعة دونيتسك الأوكرانية ، ومقتل جميع ركابها ال298، حيث دعا مجلس الأمن الدولى إلى عقد اجتماع طارئ له بناء على طلب بريطانيا بإجراء تحقيق دولى واف وشامل ومستقل فى أسباب الحادث ، وسط تبادل الاتهامات بين موسكو وكييف حول مسئولية كل منهما عن إسقاط الطائرة. من جانبها، أعلنت منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا أن فريق اتصال ثلاثيا يضم ممثلين عن هذه المنظمة وروسياوأوكرانيا أجرى فى كييف مؤتمرا عبر الفيديو مع ممثلين عن دونيتسك بشأن تحطم الطائرة الماليزية. وأضافت المنظمة الدولية أن هذه المباحثات جرت أمس وكانت تهدف إلى تنسيق عدد من الإجراءات العملية بشأن الكارثة الجوية. ووافقت قوات دونيتسك على السماح للسلطات المحلية بإجراء عملية للبحث عن جثث القتلي، وكذلك بدخول لجنة التحقيق الوطنية ومحققين دوليين ومراقبين عن منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا لمكان الحادث فى المنطقة التى تخضع لسيطرة قوات الدفاع الشعبى «الانفصاليين»، مؤكدة تقديم ضمانات أمنية لهؤلاء المحققين والمراقبين. من جهة أخري، أعلنت هيئة الطوارئ الأوكرانية أنه تم العثور صباح أمس على 121 جثة من ضحايا الحادث فى شرق أوكرانيا، مشيرة الى أن 95 من موظفيها يشاركون فى عمليات البحث. وردا على الحادث، طالب الرئيس الأوكرانى بيترو بوروشينكو بتوفير حماية دولية لبلاده من روسيا «المعتدية». وفى كلمة له للشعب الأوكراني، قال بوروشينكو إن «العالم أجمع شاهد الوجه الحقيقى للمعتدي»، مضيفا أن : «قصف طائرة مدنية هو من أعمال الإرهاب الدولى الموجه ضد العالم كله. وأشار بوروشينكو إلى أن : «العدوان من الخارج ضد أوكرانيا ليس مشكلتنا وحسب، بل إنه تهديد للأمن الأوروبى والعالمي». وأشار بوروشينكو فى سياق حديثه إلى ما سبق وأعلنته المخابرات الأوكرانية من أنها تنصتت على مكالمات هاتفية اعترف خلالها انفصاليون موالون لروسيا بمسئوليتهم عن قصف طائرة الركاب الماليزية. وذكر جهاز المخابرات الأوكرانى «إس بى يو» أمس أن الانفصاليين فى شرق أوكرانيا أبلغوا الجيش الروسى بعد دقائق قليلة من سقوط الطائرة الماليزية بأن ميليشيات من القوزاق قصفتها. وتابع الجهاز أن من المحتمل أن الانفصاليين كانوا يعتقدون أنهم قصفوا طائرة عسكرية أوكرانية من طراز «أنتونوف إيه إن - 26». ولكن على الجانب الآخر قدم الرئيس الروسى فلاديمير بوتين تعازيه باسم القيادة وحكومة روسيا لجميع ذوى الضحايا ولحكومات الدول، التى كان مواطنون لها يركبون الطائرة المنكوبة، محملا السلطات الأوكرانية مسئولية كارثة الطائرة. ونقلت وكالة أنباء «إيتار تاس» الروسية صباح أمس عن بوتين قوله إنه : «بلا شك، تتحمل الدولة التى وقعت هذه الكارثة فوق أراضيها مسئولية هذه المأساة المروعة». وأكد بوتين أن : «هذه الكارثة لم تكن لتحدث لو كانت هذه الأراضى يسودها السلام، ولو لم تستأنف العمليات القتالية فى جنوب شرق أوكرانيا». وكلف بوتين الحكومة الروسية ببذل كل ما بوسعها من أجل وضع صورة موضوعية للكارثة، وقال : «أطلب من الحكومة الروسية أن تعمل كل ما بوسعها عبر إمكانيات مؤسساتها المدنية من أجل إجراء تحقيق دقيق فى الحادث وتقديم صورة موضوعية لما حدث لمجتمعنا وللمجتمع الأوكرانى وللعالم بأسره مشيرا إلى أن صاحب الأرض يتحمل المسئولية.. من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن منظومة الصواريخ الأوكرانية كانت مفعلة وقت وقوع الحادث. ونقلت وكالات أنباء روسية عن الوزارة أن : «أجهزة الرصد الروسية سجلت نشاطا فى محطة ردار كوبول التابعة لمنظومة صواريخ بوك - إم 1»، مشيرة إلى أن : «المحطة لا تبعد كثيرا عن موقع سقوط الطائرة».