لليوم العاشر على التوالى تواصل العدوان الإسرائيلى على غزة مع إستمرار الجهود المصرية للتهدئة ووقف إطلاق النار بين الجانبين . وواصلت اسرائيل ممارساتها العدوانية بتوجيه إنذار لقرابة مائة ألف فلسطينى بإخلاء منازلهم فى قطاع غزة بينما كثف الجيش الاسرائيلى غاراته الجوية ،واستهدف منازل قادة كبار فى حماس من بينهم محمود الزهار غرب مدينة غزة، حسبما اعلن مصدر امنى فى القطاع. وقال المصدر الامنى ان طائرات الاحتلال من طراز اف 16 استهدفت منزل عضو المكتب السياسى فى حماس القيادى محمود الزهار ودمرته كليا ما أسفر ايضا عن اضرار فى المسجد المجاور ومنازل عديدة ،موضحا ان الزهار لم يكن فى المنزل،واضاف المصدر انه تم إستهداف منازل القادة فى حماس باسم نعيم (وزير صحة حماس السابق) فى تل الهوى وفتحى حماد (وزير داخلية حماس السابق) واسماعيل الاشقر، وهم من جباليا فى شمال القطاع وجميعهم نواب عن حماس فى المجلس التشريعي. والقى الجيش الاسرائيلى منشورات فوق حى الزيتون بجنوب شرق غزة، كما افاد عدد من السكان هناك وفى مناطق اخرى عن تلقيهم رسائل على هواتفهم النقالة تطالبهم بمغادرة منازلهم مما دفع نحو 17 الف شخص الى اللجوء الى مدارس تابعة للامم المتحدة فى القطاع،وذكرت المناشير أن الجيش سيشن غارات جوية ضد مواقع ونشطاء ارهابيين فى مناطق الزيتون والشجاعية، وقتل ثلاثة فلسطينيين وأصيب خمسة اخروين فى غارة جوية اسرائيلية جديدة على مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة وفقا لوزارة الصحة فى غزة،وقال احد شهود العيان ان طائرة استطلاع اسرائيلية اطلقت صاروخا على سيارة مدنية فى بلدة بنى سهيلا فى خانيونس،وبهذا يرتفع عدد القتلى الفلسطينيين منذ بدء العملية العسكرية الاسرائيلية فى قطاع غزة الى 208 اسخاص بينما اصيب 1550 بجروح. من جانبها أعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكرى لحركة «حماس» مسئوليتها عن قصف مدينة تل أبيب والمدن والبلدات الإسرائيلية المحيطة بقطاع غزة ردا على العدوان الإسرائيلي. وذكرت كتائب القسام فى بيان عسكرى إنها قصفت تل أبيب بأربعة صواريخ «إم 75» وقاعدة تسيلم العسكرية بثلاثة صواريخ قسام،كما قصفت أيضا «كريات ملاخي» بتسعة صواريخ جراد و«المجدل» بخمسة صواريخ جراد و«بئيري» بثلاثة صواريخ قسام،وذكرت شبكة سكاى نيوز بالعربية أن نظام القبة الحديدية فى إسرائيل إعترض 6 صواريخ من أصل 8 أطلقت من غزة على مدينة عسقلان. ولم تشر القناة إلى مزيد من التفاصيل،وشهدت مدن ومخيمات القطاع منذ فجر أمس أعنف الغارات العدوانية الإسرائيلية ، منذ بدء العدوان . من جانبها إعتبرت حركة المقاومة الإسلامية «حماس» إعلان البيت الأبيض عن أن إسرائيل مخولة لاتخاذ عملية اضطرارية لضمان سلامة مواطنيها بمثابة تحريض أمريكى رسمى لاستمرار الحرب على قطاع غزة،وقال فوزى برهوم الناطق باسم حماس فى بيان صحفى مقتضب إن تلك التصريحات بمثابة غطاء أمريكى لجرائم الاحتلال ،و اعتبر برهوم أن إقالة رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو لنائب وزير الدفاع دانى دانون انتصار للمقاومة وقدرتها على إحداث شرخ داخل المؤسسة العسكرية والأمنية الاسرائيلية, وتعكس عمق الأزمة التى سببتها المقاومة للكيان الصهيوني. من جانبة قال نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامى فى فلسطين زياد النخالة إن الجهاد رفضت المبادرة المصرية لكونها ساوت بين الجلاد والضحية ، إضافة إلى أن العدوان على غزة مستمر بلا هوادة ، ولم يتوقف دقيقة واحدة ، فضلا عن كونها لم تنص على إنهاء الحصار بشكل أساسي. نعم هى تحدثت عن هذه القضية تحديدًا لكنها ربطتها بالأوضاع على الأرض فيما بعد. ونقلت وكالة «معا» الفلسطينية عن النخالة القول فى تصريح متلفز ترحيب حركته بأى جهد لتطوير المبادرة وتحسين بنودها ، قائلا :«نحن على تواصل مع الجانب المصرى وسنسعى من أجل تطوير المبادرة ،مشيرا إلى عدم وجود اتصالات مع قطر وتركيا ، لكنه أكد أنه لا مانع لدينا فى أن ندرس أى مبادرة تكون فى صالح شعبنا بغض النظر عن الجهة التى تقف وراءها ، لكننا فى النهاية محكومون بعدم تجاوز القاهرة ودورها ، فلا نجاح لأى مبادرة لا تكون مصر اللاعب الأساسى فيها. وقال :«أؤكد مجددا أن الطريق ما زالت مفتوحة أمام مصر لتطوير مبادرتها ، ونأمل أن تتفهم القاهرة الموقف الفلسطيني. وإذا دعينا للقاهرة سنذهب ، أما إن دعينا لدولة أخرى فسنفكر». وتابع :«نحن جزء من تحالف المقاومة فى المنطقة ، ما هو موجود لدينا من خبرات قتالية هو امتداد لهذا التحالف، نحن نستند إلى حلفاء حقيقيين وجديين ، وستثبت الأيام مدى صدق هذا التحالف». وقال :«تقديرنا أن إسرائيل لن تقدم على شن هجوم برى واسع فى غزة ، فتهديدات الاحتلال غير جدية بهذا الشأن ، لكن هذا لا يعنى استبعادنا أى سيناريو قد يقدم عليه العدو. والمقاومة ستتعامل مع ذلك وفق امكانياتها التى فاجأت بها الكيان فى إطار المعركة المتواصلة». وعن المقاومة قال إنها تخطو باتجاه تصعيد جدى وحقيقى فى استهداف المدن والأهداف الإسرائيلية. وأضاف :«كانت خطوة متقدمة وكبيرة وهامة باستهداف تل أبيب بصواريخ بعيدة المدى فى عمل مشترك لسرايا القدس وكتائب القسام ، والأيام القادمة سيتخللها مزيد من أعمال المقاومة المشتركة». وتابع :«هذه المعركة ستترك تداعيات كبيرة على المجتمع الإسرائيلى ، هذه المعركة أثبتت أن هناك ضعفا كبيرا يعترى المؤسسة الأمنية والاستخبارية فى إسرائيل». وأكد أن الجميع فوجئ بما تملكه المقاومة فى غزة من إمكانيات ، وشدد أنه حتى هذه اللحظة لم تستطع إسرائيل استهداف منصة واحدة أو ورشة لتصنيع الصواريخ. فى الوقت نفسه أكد المتحدث اعلن وزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس أن فرنسا اقترحت ارسال بعثة اوروبية للمساعدة الحدودية الى المعابر بين قطاع غزة واسرائيل. وقال فابيوس لاذاعة فرانس كولتور ان اوروبا مستعدة للقيام بتحركات وخصوصا عبر ما يسمى «اوبام» اى قوات يمكنها الاشراف على المعابر بين غزة واسرائيل، موضحا انه تقدمت بهذا الاقتراح الى زميلى المصرى أمس الأول الثلاثاء،وقال فابيوس ان الدول العربية قالت انها تؤيدى ذلك ثم يجب الحصول على موافقة الدول الخمس الدائمة العضوية فى مجلس الامن الدولي وكان الاتحاد الاوروبى ارسل بعثة للمساعدة الحدودية فى 2005 الى معبر رفح بين غزة واسرائيل، فى مهمة علقت بعد سيطرة حركة حماس على القطاع فى 2007. وقال وزير الخارجية الفرنسى اذا اعتمدت على الارادة الحسنة للجانب، فسيكون علينا الانتظار لوقت غير محدد،واضاف ان الحل الوحيد معروف وهو ان تجتمع الاسرة الدولية حول ذلك، مؤكدا ضرورة التوصل بسرعة الى وقف لاطلاق النار يؤدى الى تهدئة بين الطرفين المتحاربين.