صيام مرضى الكبد يتوقف على عاملين أساسيين مهمين: الأول درجة الإصابة بالقصور الوظيفى للكبد وتعنى كفاءة الخلايا الكبدية ويحددها الكشف الطبى الإكلينيكى الدقيق على المريض ونتيجة الفحوص المعملية وغيرهما التى تقيم الحالة المرضية لوظائف الكبد وهذا يعنى أن المريض يجب أن يلجأ إلى طبيبه اخصائى الكبد لتحديد حالته . الثاني صيام مريض الكبد يجب أن يصاحبه فحص شامل للأمراض الأخرى التى تؤثر حتما على حالة الكبد وبالتالى القدرة على الصيام مثل مرض السكرى أو ارتفاع ضغط الدم وحالة الكليتين وأى أمراض أخرى مصاحبة وعلى ذلك بالنسبة لوجوب الصيام أو رخصة الإفطار لمرضى الكبد هناك ثلاثة أنواع من مرضى الكبد: أولا مريض الكبد الذى يجب عليه عدم الصيام شرعا. بالنسبة للسماح بالصيام لمريض الكبد والشروط المرتبطة به يحددها درجة الإصابة وكفاءة الكبد وهى تخضع للتقييم لمعرفة المظاهر المرضية التى توجب عدم الصيام والتى يجب أن يحددها طبيب الكبد وهى تشمل خمسة مظاهر مرضية رئيسية هامة: 1- وجود الاستسقاء البريتونى وهو تجمع مائى فى البطن خاصة مع تورم الساقين. 2-الاحتباس الصفراوى ويظهر على هيئة اصفرار بالعين وأحيانا الجلد والمصحوب بالبول الداكن. 3-ارتفاع ضغط الوريد البابى ودوالى المرىء التى ينتج عنها القىء الدموي. 4-ما قبل الغيبوبة الكبدية من اضطرابات سلوكية مصحوبة بعدم الاتزان والرجفة فى اليدين أو حدوث الغيبوبة نفسها على هيئة نوبات متكررة. 5-وجود بؤر سرطانية مؤكدة فى الكبد. وجميع هذه المظاهر المرضية توجب الإفطار شرعا بنص الآية: ( وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى«سفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ...) حرصا على حياة المريض واستمرار النظام العلاجى وتوقيته ولعدم تحمل المريض جسمانيا للصوم واحتياجه للسوائل والغذاء بنظام خاص طوال اليوم وهذا النوع يسمى مريض الفشل الكبدى وكذلك مريض الالتهاب الكبدى الدهنى التليفى الذى يكون مصحوبًا بارتفاع شديد بانزيمات الكبد وإرهاق عام وقصور؛ فلا صوم له. ثانيا- مريض كبد عليه الصيام ولكن تحت المراقبة الطبية، وهذا النوع من المرضى لا يعانى أساسا من صورة واضحة لأى من المظاهر المرضية الخمسة السابقة التى تدل على الفشل الكبدى ولكن نتائج الفحوص الطبية تبين قصورا نسبيا وليس فشلا وهذا المريض عليه بالصوم ولكن هناك محاذير هامة وهى عدم التعرض للحرارة العالية للجو حتى لا يحدث جفاف وعدم الإجهاد الجسمانى وعند الإفطار يجب أن يتحدد له نوعيات خاصة من الغذاء وأخيرا له رخصة عدم الصوم إذا شعر بأى متاعب وفى كل الأحوال يجب الخضوع لمراقبة الطبيب المعالج. ثالثا- مريض الكبد الذى يجب عليه الصيام، وهو الذى لا يعانى من نشاط مرضى واضح وغير مهدد بحدوثه لفترة طويلة وحالة الكبد متكافئة وجميع وظائف الكبد طبيعية وهذا يشكل مثلا أكثر من 80 % من المرضى المصابين بالفيروس الكبدى سى المنتشر فى مصر حيث يكون المصاب مستضيفا للفيروس ولا يعانى من مظاهر القصور الوظيفى للكبد.. هذا النوع من المرضى يستفيد من الصيام لأنه يجدد له خلاياه من خلال تنبيه منظومة «التنظيف الذاتى للخلايا» التى يحفزها الصوم وهو «الجوع الحيوى» كما أطلقت عليه الاكتشافات العلمية الحديثة. ومن فوائد الصيام لمرضى الكبد الدهنى تحفيز نشاط الكبد أثناء الصيام حيث يضطر إلى الاعتماد على الشحوم المختزنة به فتتحول كميات منها ليؤكسدها حتى ينتفع منها الجسم وهو ما يخلص الكبد من مخزونه من الشحوم ويعود نشاط الخلايا الكبدية إلى حالته الطبيعية.