أعرب المتحدث الرسمى باسم وزراة الخارجية المصرية يوم 9 يوليو عن قلق مصر من استمرار تصاعد الأوضاع فى الأراضى الفلسطينية ، مطالبا بضبط النفس والابتعاد الكامل والفورى عن أعمال (العنف المتبادل) لتجنيب المدنيين ويلاته مما يؤدى إلى صعوبة العودة إلى المفاوضات التى تقود إلى تطلعات الشعب الفلسطينى وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية فى إطار تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية . صدمني بالبيان عبارة "العنف المتبادل" عوضا عن الشجب والإدانة للعدوان الإسرائيلي على غزة الذى اعتادنا عليه فى العقود الماضية ، كنت أود أن أقرأ بالبيان ولو على سبيل تسجيل المواقف عبارات التنديد والشجب للمجازر الوحشية التى تحدث واحدة تلو الآخرى والتى استهدفت مواقع المقاومة الفلسطينية ومنازل المدنيين . فإسرائيل قامت بخمسمائة غارة وألقت حوالى 400 طن متفجرات وقتلت نحو 150 شهيد فلسطيني ومئات المصابين حتى كتابتى لهذه السطور فجر أمس الأثنين . الغارات الإسرائيلية استهدفت المدنيين الشيوخ والشباب والأطفال وعناصر حماس والمقاومة الفلسطينية وليس كما يدعي العدو الإسرائيلي بإنها استهدفت الإرهابيين . أى عنف متبادل يتحدث عنه البيان وصواريخ المقاومة الفلسطينية لم تقتل إسرائيليا واحدا ؟! لا يمكن أن تقف مصر موقف المحايد إزاء حملة الإبادة الجماعية ضد قطاع غزة . لابد من الفصل تماما بين الصراعات السياسية المصرية الداخلية من جهة وبين الحفاظ على الأمن القومي المصري والذى تعد إسرائيل الخطر المهدد له من جهة آخرى . لابد أن تساند مصر حماس وعناصر المقاومة الفلسطينية الآخرى لمقاومة العدو الإسرائيلي المشترك لكى لا يستمر فى سياسته الإستيطانية التوسعيه التى تضر بالأمن القومي المصري ، حيث إن إضعاف المقاومة الفلسطينية من شأنه تقوية العدو الإسرائيلي وتفرغه لتحقيق حلمه "من النيل للفرات" والذي يضم فلسطين إضافة للبنان والأردن وأجزاء كبيرة من مصر وسوريا والعراق والسعودية والكويت وحتى تركيا ولا تزال خريطة إسرائيل الكبرى معلقة في مبنى البرلمان الإسرائيلي حتى هذه اللحظة . مصر تستطيع سحب السفير المصري من إسرائيل وطرد السفير الإسرائيلي من مصر للتعبير عن رفضها للعدوان الإسرائيلي على غزة وأن تفتح معبر رفح بشكل دائم مع التأمين الجاد للحدود وأن ترسل قوافل إغاثة مصرية لتقديم المساعدة الطبية والغذائية لأهالي غزة الذين يتعرضون للقصف والقتل الوحشي من الجانب الإسرائيلي "العدو الحقيقي لمصر وكل الشعوب الإسلامية والعربية" . [email protected] لمزيد من مقالات نهى الشرنوبي