أدانت مصر بشدة أمس التصعيد الإسرائيلى غير المسئول على قطاع غزة، وطالبت الحكومة الإسرائيلية بضرورة الأخذ بعين الاعتبار التزاماتها القانونية والأخلاقية تجاه حماية المدنيين بوصفها قوة احتلال. وأصدرت وزارة الخارجية بيانا أكدت فيه أنه لم يعد مقبولا استمرار معاناة الشعب الفلسطينى بسبب سياسات الفعل ورد الفعل دون الالتفات إلى الآثار الوخيمة لذلك على المدنيين الأبرياء من الفلسطينيين، وطالب البيان إسرائيل بضرورة ضبط النفس وتحكيم العقل ومراعاة البعد الإنسانى. وأكد البيان استمرار الاتصالات المصرية المكثفة مع جميع الأطراف المعنية بهدف وضع حد للعنف وضمان استئناف العمل باتفاق الهدنة المبرم فى نوفمبر 2012. فى هذه الأثناء، واصلت إسرائيل لليوم الخامس على التوالى قصفها الوحشى لغزة، بينما قصفت حركة حماس مطار بن جوريون فى تل أبيب لأول مرة، وسط تحذيرات إقليمية ودولية من مخاطر اتساع نطاق الأزمة الحالية بعد سقوط صواريخ من الجنوب اللبنانى على مستوطنات فى شمال إسرائيل. وأعلنت السلطات الطبية فى القطاع عن ارتفاع حصيلة شهداء الغارات الإسرائيلية إلى مائة شهيد حتى ظهر أمس، فى حين قفزت حصيلة المصابين إلى 670 منهم عشرات الحالات الحرجة والخطيرة. أما إسرائيل فقد أعلنت عن إصابة ثمانية أشخاص جراء سقوط صاروخ على محطة بنزين فى مدينة أسدود. وقال متحدث عسكرى إسرائيلى، إن الطيران الحربى الإسرائيلى نفذ 210 غارات خلال 24 ساعة ضد أهداف فى غزة. وأوضح المتحدث أن القصف استهدف 81 موقعا تستخدم لإطلاق الصواريخ إلى جانب مراكز للقيادة والسيطرة تتبع حركة حماس. وفى المقابل، أصدرت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكرى لحركة حماس بيانا تبنت خلاله إطلاق أربعة صواريخ على مطار بن جوريون قرب تل أبيب. وهددت مجددا فى حال استخدام الطيران الإسرائيلى له فى مهاجمة القطاع. وكانت عشرات الدبابات والمدرعات الإسرائيلية، قد انتشرت بطول حدود قطاع غزة تمهيدا لبدء عملية اجتياح برى للقطاع، بعد ساعات من موافقة مجلس الوزراء الإسرائيلى على هذا الإجراء. وفى واشنطن، أصدر البيت الأبيض بيانا، أكد فيه استعداد الولاياتالمتحدة تسهيل وقف العمليات الحربية الحالية والعودة إلى اتفاق نوفمبر 2012 للتهدئة. وأجرى الرئيس الفلسطينى محمود عباس، اتصالا بوزير الخارجية الأمريكية جون كيرى طالب فيه بسرعة التدخل لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة. وقد أعلن مرفق الإسعاف عن رفع درجة الاستعداد لنقل الجرحى الفلسطينيين بمجرد وصولهم إلى معبر رفح. ودفعت خمس محافظات بنحو خمسين سيارة إسعاف إضافية لضمان سرعة نقل الجرحى إلى المستشفيات المصرية.