عقب انهيار الاتحاد السوفيتي كان على الغرب البحث عن عدو جديد وكان العدو الجديد هو الإسلام، وكانت المهمة سهلة، فالعديد من التيارات والتنظيمات الإسلامية فسرت الدين على هواها واستعادت مسميات لم تعد تتناسب مع روح العصر الذى نعيش فيه ،مثل الجهاد ضد المشركين، وتطبيق الحدود وعودة الخلافة الإسلامية، ونظام الجزية. وبذلك قدمت هذه التنظيمات الأصولية المسلحة للغرب الفرصة على طبق من ذهب للتدخل في شئوننا بعد اتخاذها العنف منهجا ،وأبرزها تنظيم القاعدة والتي دعمها الغرب في البداية ،وعندما رفعت بعدها هذه التنظيمات شعار مواجهة الوجود الغربي في البلاد العربية والإسلامية وبدأت بتفجيرات تنزانيا وكينيا ثم هجمات الحادى عشر من سبتمبر على الولاياتالمتحدة أدى هذا الى فتح الباب على مصراعيه امام التدخل الغربى في أفغانستانوالعراق والسودان وسوريا والبحرين وتحويلها الى دويلات في مقابل إسرائيل الدولة المستقرة. وجاءت بعدها الموجة الثانية من التدخل عقب ما عرف بثورات الربيع العربى لتصل التيارات الإسلامية لسدة الحكم في هذه الدول ،لما للدين من قوة وتأثير في شعوب هذه الدول فكانت النتيجة عدم الاستقرار. اما الموجة الثالثة والأخطر فكانت بإعلان بعض هذه التنظيمات عودة الخلافة والجزية مثل العراق وهو ما سوف يؤدى في النهاية الى حرب دينية تستمر لعشرات السنين يكون وقودها العراقيين في ظل ضعف الجيش العراقي وتعارض المصالح والخصومات الثأرية بين السنة المهمشين والشيعة الذين انفردوا بالسلطة لتصبح داعش على مشارف بغداد وتستولى على مناطق شاسعة تمتد من شرق سوريا حتى غرب العراق، ومن المفارقات ان خرائط التنظيم تكشف ان الكويت ضمن دولة الخلافة المزعومة وهو ما يعنى ان دول الخليج بأكملها في خطر. ومما يثير الكثير من علامات الاستفهام كيف لقوات تنظيم داعش الذى لا يتعدى مقاتلوه 50 ألفا ان يصمد امام الجيش العراقى المنظم الذى يتجاوز 350 الفا ؟ويملك أسلحة تفوق تسليح هذا التنظيم الذى يتلقى دعما ماديا مستمرا من بعض القوى الإقليمية و اثرياء السنة بالموصل ،وتتحالف مع العديد من التيارات المتطرفة منها انصار السنة وجبهة النصرة وبقايا تنظيم القاعدة في العراق وحزب البعث المنحل وفى ظل عدم وجود اى احتمالات لتدخل أمريكي او عربى لانقاذ العراق. لمزيد من مقالات نبيل السجينى