يمثل التصعيد الإسرائيلى ضد الاشقاء الفلسطينيين فى غزة والقدس المحتلة اختبارا لفاعلية الدور المصرى فى التهدئة بين الجانبين بعد ثورة الثلاثين من يونيو ، وأتوقع فى ضوء الاتصالات المكثفة التى بذلتها الدبلوماسية المصرية خلال الأيام الماضية أن تسفر عن نتائج تمثل دعما للفلسطينيين ومساندتهم رغم التشكيك الفلسطينى خاصة من بعض الأطراف فى غزة فى هذا الدور. ولاشك فى أن فتح معبر رفح - رغم التصعيد المتواصل من جانب اسرائيل ، وانشغال مصر بتطهير سيناء من الارهاب وتأمين حدودها المشتركة مع ليبيا لمكافحة عمليات تهريب السلاح ، فضلا عما يجرى فى الجهة الشرقية من حرب مستعرة فى سوريا ، أو عمليات التسلل الاجرامية عبر حدودنا مع السودان جنوبا لاستقبال الحالات الانسانية والمرضى الفلسطينيين وعودة العالقين إلى ذويهم وعبور المعتمرين يؤكد المسئولية التاريخية لمصر نحو الأخوة الفسطينيين،و بالتأكيد تلك نية صادقة من القيادة السياسية لمساعدة الفلسطينيين فى أزمتهم وتخفيف الحصار عليهم المسئول عنه مسئولية كاملة الجانب الاسرائيلى ، الذى يتحمل فشل المفاوضات التى جرت طيلة الشهور الماضية برعاية أمريكية، والتى كانت تمثل بارقة أمل لاستئناف عملية السلام . إن أى مراقب لابد أن يثمن الجهود التى تقوم بها الدبلوماسية المصرية عبر سفرائها فى تل ابيب ورام الله أو فى القاهرة لتخفيف التوتر وضبط النفس حتى لا تدخل المنطقة فى أتون حرب جديدة تشنها الآلة الاسرائيلية الغبية ، التى تخدم بطريقة غير مباشرة الارهاب فى المنطقة ، و فى نفس الوقت تحقق أهداف المخططات الاسرائيلية الرامية لاضعاف الدول العربية عبر بث الفتنة بين الأشقاء فى الوطن الواحد ، ومن ثم تقسيم الدول الكبرى الى دويلات مفككة من أجل أن تظل اسرائيل هى الدولة الأقوى فى المنطقة ، وهو الأمر الذى يدعونا الى التنبيه واليقظة تجاه هذا المكر الصهيونى ، ومصر مع أشقائها قادرة على إفشال هذه المخططات الاسرائيلية الخبيثة المتعطشة للدماء .!! إن حادث خطف وقتل الشاب الفلسطينى الشهيد محمد ابو خضير يستوجب المطالبة بالتوقف عن سياسة الانتقام التى تمارسها اسرائيل، وعودة مصر لدورها الاستراتيجى فى نجاح عملية السلام E-mail:[email protected] لمزيد من مقالات محمود النوبى