تفاصيل الجلسة العامة لمجلس الشيوخ اليوم بحضور وزيرة البيئة.. صور    رئيس الشيوخ يهنئ الرئيس والشعب المصري بحلول عيد الأضحى المبارك    إرتفاع أسعار الذهب في مصر بقيمة 75 جنيهًا    رئيس جامعة أسيوط التكنولوجية يشارك في ورشة عمل الفضاء والتنمية المستدامة    مواعيد عمل البنوك بعد عيد الأضحى المبارك    دبلوماسي إيراني: طهران سترفض المقترح النووي الأمريكي    يديعوت أحرونوت: وفد إسرائيل لن يذهب إلى الدوحة للتفاوض    فليك يتوج بجائزة أفضل مدرب في الدوري الإسباني    مجدي عبد العاطي يعلن استقالته من تدريب الاتحاد    بعثة الحج السياحي تواصل معاينة وتجهيز مخيمات منى وعرفات    وزيرة التنمية المحلية توجه برفع درجة الاستعداد بالمحافظات لاستقبال عيد الأضحى    هنو في مناقشات أزمة بيوت الثقافة: بعض الموظفين لا يذهبون لعملهم منذ 7 سنوات.. ومسلم يرد: مسئولية الحكومات المتعاقبة    وزير الصحة يستقبل الرئيس التنفيذي لجهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة لبحث الفرص الاستثمارية وتطويرها    رد حاسم من لامين يامال بشأن انتقاله إلى ريال مدريد    ارتفاع أسهم شركات الصلب بعد مضاعفة ترامب الرسوم الجمركية على المعادن إلى 50 %    محلل سياسي: انتخاب نافروتسكي رئيسا لبولندا قد ينتهي بانتخابات برلمانية مبكرة    صدمتهما سيارة «نقل ثقيل».. إصابة سائحين بولنديين في حادث بطريق سفاجا - الغردقة    تسرب 27 ألف متر غاز.. لجنة فنية: مقاول الواحات لم ينسق مع الجهات المختصة (خاص)    برواتب تصل إلى 350 دينارا أردنيا.. وظائف خالية اليوم    تخفي الحقيقة خلف قناع.. 3 أبراج تكذب بشأن مشاعرها    وزير الثقافة ينفي إغلاق قصور ثقافية: ما أُغلق شقق مستأجرة ولا ضرر على الموظفين    دعاء السادس من ذي الحجة.. اغتنم هذه الأيام المباركة    في أول أيام تشغيله بالركاب.. «المصري اليوم» داخل الأتوبيس الترددي (تفاصيل)    الأرض تنهار تحت أقدام الانقلاب.. 3 هزات أرضية تضرب الغردقة والجيزة ومطروح    السجن 3 سنوات لصيدلى بتهمة الاتجار فى الأقراص المخدرة بالإسكندرية.. فيديو    أسعار النفط ترتفع 3.7%.. وبرنت يسجل 65.16 دولاراً للبرميل    الهيئة العامة للأوقاف بالسعودية تطلق حملتها التوعوية لموسم حج 1446    ريوس يبرر خسارة وايتكابس الثقيلة أمام كروز أزول    بوستيكوجلو يطالب توتنهام بعدم الاكتفاء بلقب الدوري الأوروبي    للمشاركة في المونديال.. الوداد المغربي يطلب التعاقد مع لاعب الزمالك رسميا    عاجل| "أزمة غزة" تصعيد متزايد وموقف بريطاني صارم.. ستارمر يحذر من كارثة إنسانية ولندن تعلّق اتفاقية التجارة مع إسرائيل    تخريج 100 شركة ناشئة من برنامج «أورانج كورنرز» في دلتا مصر    دنيا سامي: مصطفى غريب بيقول عليا إني أوحش بنت شافها في حياته    السيسي: ضرورة إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط    وزير الخارجية: هناك تفهم مشترك بين مصر وواشنطن حول الأولوية الكبرى للحلول السياسية السلمية    حزب السادات: فكر الإخوان ظلامي.. و30 يونيو ملحمة شعب وجيش أنقذت مصر    مصمم بوستر "في عز الضهر" يكشف كواليس تصميمه    «تعليم الجيزة» : حرمان 4 طلاب من استكمال امتحانات الشهادة الاعدادية    الشيوخ يبدأ جلسته لمناقشة بعض الملفات المتعلقة بقطاع البيئة    مدير المساحة: افتتاح مشروع حدائق تلال الفسطاط قريبا    "الأونروا": لا أحد أمنا أو بمنأى عن الخطر في قطاع غزة    التضامن الاجتماعي تطلق معسكرات «أنا وبابا» للشيوخ والكهنة    بى بى سى توقف بث مقابلة مع محمد صلاح خوفا من دعم غزة    كي حرارى بالميكرويف لأورام الكبد مجانا ب«حميات دمياط »    آن ناصف تكتب: "ريستارت" تجربة كوميدية لتصحيح وعي هوس التريند    تحكي تاريخ المحافظة.. «القليوبية والجامعة» تبحثان إنشاء أول حديقة متحفية وجدارية على نهر النيل ببنها    توريد 169 ألفا و864 طنا من محصول القمح لصوامع وشون سوهاج    مصادر طبية فلسطينية: 35 قتيلا بنيران إسرائيلية قرب مراكز المساعدات خلال الساعات ال 24 الأخيرة    رئيس الوزراء يُتابع جهود اللجنة الطبية العليا والاستغاثات خلال شهر مايو الماضي    تعليم دمياط يطلق رابط التقديم للمدارس الرسمية والرسمية لغات    «الإصلاح والنهضة»: نطلق سلسلة من الصالونات السياسية لصياغة برنامج انتخابي يعكس أولويات المواطن    موسم رحمة وبهجة لا تعوض.. كيفية إحياء يوم النحر وأيام التشريق    هيئة الشراء الموحد: إطلاق منظومة ذكية لتتبع الدواء من الإنتاج للاستهلاك    وزير الصحة: 74% من الوفيات عالميًا بسبب الإصابة بالأمراض غير المعدية    تكريم الفائزين بمسابقة «أسرة قرآنية» بأسيوط    لطيفة توجه رسالة مؤثرة لعلي معلول بعد رحيله عن الأهلي    «من حقك تعرف».. ما إجراءات رد الزوجة خلال فترة عِدة الخُلع؟    أمين الفتوى: صلاة الجمعة لا تتعارض مع العيد ونستطيع أن نجمع بينهما    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سكك حديد مصرثروة بددها الإهمال
نشر في الأهرام اليومي يوم 04 - 07 - 2014

السكك الحديدية فى مصر من أقدم الخطوط فى العالم وكان يضرب بها المثل فى الانتظام ودقة المواعيد سنوات طويلة .. لكن منذ سنوات طالتها يد الإهمال وغابت عنها الصيانة وتكررت فيها الحوادث التى حصدت أرواح الابرياء.
ومع أن الحديث لم يتوقف طوال السنوات السابقة عن خطط التطوير للقطارات والمزلقانات والإشارات لكن العنصر البشرى لم تطله يد التطوير فعليا ، وكذلك السلوكيات السلبية لم نستأصلها على الرغم من مخاطرها فالبضائع والطيور تنافس الركاب فى خطوط الناس الغلابة والباعة الجائلين يحولون العربات الى سويقات والنظافة مفقودة والروائح الكريهة تطارد الجميع ، وأعمال البلطجة وغيرها من الظواهر السلبية التى حان الوقت لمنعها والوقوف فى وجه مرتكبيها ، فالجميع مسئولون ركابا وعاملين وقيادات حتى تعود للسكك الحديدية مكانتها اللائقة.

تنقل نحو مليون وربع المليون راكب يوميًا
فوضى فوق القضبان
النظافة مفقودة والصيانة غائبة والزحام يجبر الركاب على الميكروباص
تحقيق:وائل العزب
كانت السكة الحديد التى تأسست عام 1853- مثالًا للانضباط فى المواعيد والأداء ، والأكثر أمانًا بين وسائل النقل جميعًا، وهى جزء مهم من حاضرنا وماضينا، لكن منحنى أدائها بدأ فى الهبوط منذ سنوات لأسباب عديدة وبتنا نتندر على ما فات ، وسعيًا لاستعادة الأمجاد.
نرصد الوضع حيالها بموضوعية سواء السلبيات أو الإيجابيات ، فقد ولى زمن «كله تمام» وبات الصدق والمكاشفة سبيلين وحيدين للسير فى طريق الحل ليتعاون المواطن والمسئول معًا. فالسكك الحديدية تنقل نحو مليون وربع المليون راكب يوميًا بخلاف البضائع والبريد والصحف وغيرها ،على شبكة خطوط يبلغ طولها 1900 كيلو متر،ويعمل بها نحو 86 ألف موظف وعامل وفنى ومهندس ، عدد المحطات والمواقف التابعة لها 705 من بينها عشرون محطة رئيسية وبها 885 كوبرى ونفقًا، كما أنها تملك ورشًا على مساحات هائلة ويكفى للدلالة أن الورشة الرئيسية بالقاهرة مساحة أرضها 308 أفدنة، وهى فى كل ذلك بين فكى الرحى ، مشكلات فنية ومالية وروتينية موروثة ، والتزامات لا تعترف بالأعذار واتهامات دائمة بالتقصير، لكن ذلك لا يعنى بخس حق المجيدين بل الواجب تشجيعهم على المزيد وإلا فتر الحماس وتراجع الأداء وبات التحسن محالًا.
قبل أن نناقش مشكلات السكة الحديد يفاجأ الداخل الى محطة مصر أو رمسيس بمنظر قاطرة بخارية حقيقية تستدعى ذكريات وحكايات جميلة ، وهى جزء من متحف السكة الحديد الذى تقوم الهيئة بتجديده ليحتل مكانته المستحقة على خريطة المزارات فى القاهرة بل وفى مصر كلها.
المواطن يصرخ
ولنبدأ برأى المواطن: يقول فى البداية إبراهيم حسين صحفى- إن أعداد القطارات فى حاجة ملحة لزيادتها ، وهناك مواعيد لم تعد حتى الآن مما يسبب تكدسًا شديدًا داخل عربات القطارات وعلى أرصفة المحطات وعجز القطار فى كثير من الاحيان عن استيعاب الأعداد الكبيرة من الركاب .
من جانبه يقول إبراهيم خميس محاسب إننى استقل القطار يوميًا من القاهرة الى قويسنا وأخوض حربًا كل يوم بمعنى الكلمة لأن القطار حقيقة ارخص وسيلة لكنه بات عاجزًا عن استيعاب الركاب ،فيضطرون للإذعان لسطوة سائقى الميكروباص الذين لا يتورعون عن استغلال الموقف وزيادة الاجرة وتحميل عدد أكبر من الركاب.
أما محمد نبيل - موظف- فيؤكد أن الباعة الجائلين داخل القطارات وخارجها عند مداخل ومخارج المحطات باتوا مشكلة مزمنة فوق الاحتمال ، فهم يعوقون دخول وخروج الركاب ويتعاملون معهم بمنتهى الفظاظة ويصرون على دفع الركاب أثناء تجوالهم داخل العربات.
ويقول محروس عبد الرءوف إعلامى- إنه يستقل القطار يوميًا ويستقل ميكروباصًا بعد النزول منه ومن واقع مشاهداته يطالب بالاهتمام بنظافة القطارات وصيانتها.
ويلفت النظر الى ظاهرة تهدر المال العام وهى ما يعرف ب»التجميع» وهو نظام يقوم فيه المحصل أو الكمسارى بتحصيل أربعة جنيهات عن كل مقعد يجلس عليه أربعة ركاب بواقع جنيه عن كل منهم بغض النظر عن المسافة التى يركبها،وهم بالمناسبة يفرضون على المحصل ذلك ولا يملك الا الإذعان لهم .
وأخيرًا يقول محمد عبيد إعلامى إنه يستقل قطار منوف يوميًا من وإلى القاهرة ويشكو ان عدد عربات القطار 6 فقط ولا يستوعب الأعداد الهائلة من الركاب ،خاصة بعد تخفيض عدد القطارات ، فقد كان هناك ما يزيد على خمسة مواعيد لم يتبق منها إلا ميعادان فقط ، وكمثال قطارا (512و530 )،وفى الاتجاه من القناطر الى طنطا قطارات(119و535و537و539)وغيرها، ويؤكد أن الوجود الشرطى داخل القطارات تقريبًا منعدم وهو أحد اسباب مظاهر البلطجة التى تصل إلى حد إيقاف القطار بالقوة أينما شاء عن طريق ما يعرف ب»جزرة» الهواء ، كما أن هؤلاء لايدفعون أى تذاكر حتى ان محصلى القطار لايجرؤون على التعرض لهم خشية بطشهم .
حملنا هموم الركاب لعرضها على المسئولين لحلها وإيضاح بعض ملابساتها والتقينا المهندس رشاد عبد العاطى نائب رئيس الهيئة لقطاع المسافات الطويلة والقصيرة فقال : كانت نسبة التشغيل 100% فى الوجهين القبلى والبحرى قبل فترة التوقف التى بدأت فى 14 أغسطس 2013 واستمرت 3 أشهر حتى22/10/2013- قمنا بعدها بزيادة تدريجية وفقا للظروف وبالتنسيق مع الامن حفاظًا على القطارات وركابها، وكانت البداية ب40%، ارتفعت الى 50% ثم 65% والآن بلغت90% فى الوجه البحرى ، أما فى الوجه القبلى فبلغت 60% وإن كانت متذبذبة وأحيانًا تتوقف لصعوبة تأمين المسافات الطويلة بين المحطات وتكرار الاحتجاجات.
أما عن مواعيد القطارات التى باتت تتوقف فى شبين القناطر ولا تصل الى محطة رمسيس وعبء ذلك على جمهور الركاب من الكادحين ، فقال:إن الهيئة لا مانع لديها من تعديل بعضها ،وناشد الركاب الراغبين فى ذلك التوجه بمقترحاتهم مباشرة الى الهيئة حتى يمكننا البدء بالأكثر طلبًا .
كما قال إن أسعار تذاكر القطارات لم تتغير منذ عام 2006 وهى الاقل بلا منازع ، وكمثال فتذكرة الثانية المكيفة من القاهرة الى أسوان 55جنيهًا وهى أقل من أجرة الميكرباص الى أسيوط مثلًا.
وحول سوء حالة بعض دورات مياه والنظافة داخل القطارات ،قال: إن هناك لجنة تعاين القطار وتتأكد من كل ذلك قبيل دخوله رصيف المحطة ولا تسمح بالتجاوزات ودليل هذا حالة عربات القطار قبل وبعد الرحلة ، وهذه الظاهرة أكثر وضوحًا فى قطارات الصعيد لطول المسافة ولأن البعض يسىء استخدامها بترك صنابير المياه مفتوحة فتنفد المياه من الخزانات ولا يجد من يدخلون بعدهم دورات المياه أى ماء بها فتتصاعد منها الروائح وترى الاطفال وحتى الكبار يتصرفون بمنتهى الرعونة معها ،مع العلم بأن القطار يزود بالماء أكثر من مرة فى الرحلة، وحول كسر الشبابيك صيفًا لأنها لا تفتح قال : لأن البعض يطفئون السجائر ويلقون المخلفات فى مجارى النوافذ فتتعطل، ورغم ذلك سنكثف الصيانة لها قدر الإمكان.
أما عن ظاهرة ما يسمى »التجميع» فقال: إننا نعانى من ذلك وغيره كثير ، مثل العبث بفرامل الطوارئ والاعتداء على المحصلين الذين لاذنب لهم إلا القيام بعملهم
تجديد الأسطول
ونحن من جانبنا عملنا على تجديد أسطول الهيئة من العربات والجرارات،من خلال التعاقد مع مصنع سيماف لتوريد 212 عربة مكيفة جديدة وبدأ التوريد فعليًا ،إضافة الى 116 عربة اخرى من مصنع قادر وسينتهى التوريد فى أغسطس المقبل ،وإعادة تأهيل 100 جرار ،ولم نكتف بذلك بل سعينا للتفاوض مع الاتحاد الاوربى لتوريد 6 وحدات متكاملة كل منها تتكون من جرارين و10 عربات واعتماد خطة متكاملة لتطوير ورش الصيانة فى أبو زعبل وكوم أبوراضى ، وتطوير ثقافة وطريقة العمل بالتعاون مع الخبرات الأجنبية .
الخطوط الحديدية
أما عن تطويرالخطوط الحديدية وتأهيلها ، فقد انتهينا من إعادة تأهيل خط سكة حديد سيناء من الفردان وحتى بئر العبد بطول 100 كم، ووصلة شرق التفريعة بطول 44كم بتكلفة 240 مليون جنيه وسوف يتم الانتهاء منها قريبًا، كما نقوم بتجديد 200 كيلو متر من سكة القاهرة / السد العالى بقرض من البنك الدولى قيمته 61 مليون دولار، ومع كل ذلك نحرص على الاستمرار فى خطة إحلال وتجديد السكة بمعدل 3 كيلومترات فى الشهر تجديدًا شاملًا و150 كم شهريًا للصيانة، مع ما يصاحب ذلك من تحديث الاشارات فى 165كم من خط عرب الرمل / الإسكندرية وخطوط القاهرة/بنها والقاهرة / الإسكندرية ،وبنى سويف/ أسيوط ، وخط بنها/ الزقازيق/الاسماعيلية ،والمسافة من الزقازيق الى ابو كبير بطول 213 كم.
تطوير المزلقانات
وبالنسبة للمزلقانات فقد طورنا نظم الحماية والتشغيل لتعمل أوتوماتيكيًا لتأمين القطارات والمركبات ،ويجرى الآن تطوير 871 مزلقانًا على ثلاث مراحل الاولى تضم 252 مزلقانًا ، تم الانتهاء من 184 ، والمرحلة الثانية تضم297 مزلقانًا وتنفذها حاليًا إحدى شركات المقاولات ، والثالثة تشمل 295 مزلقانًا ويتم تنفيذها بمعرفة وزارة الإنتاج الحربى. يضاف لكل ذلك 27 مزلقانًا ذات كثافات مرورية عالية، وهذه الأخيرة تم التنسيق مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة لإنشاء كبارى علوية فوقها تمهيدا لغلقها واستخدام تلك الكبارى كبدائل لها .
إدارة الفتوى
ولمن لا يعلم فإن جميع المزايدات والممارسات والمناقصات والعقود التى تبرمها الهيئة مع الغير داخليًا وخارجيًا تراجعها بحكم القانون إدارة فتوى النقل والاتصالات والطيران المدنى وتجرى عليها ما تراه من تعديلات ويجب موافقة الطرفين عليها كما قال أحد أعضائها المستشار احمد أبو عليو- ويرأس هذه الإدارة المستشار مصطفى سعيد حنفى نائب رئيس مجلس الدولة.

حديث التطوير مازال يتكرر!
«قطار الغلابة»
الركاب : «خط الشرق» لا يعرف «السرعة» والسائق يتوقف فى بعض القرى «مجاملة » لزملائه
تحقيق:إنجى البطريق
رتادها كل فئات المجتمع المهمشة منها والمتوسطة وربما من هم أعلى من ذلك .. انها خطوط السكك الحديدية التى نادرا ما تجد مصريا لم يعرفها أو القت به الدنيا على أحد خطوطها ولا أحد ينكر حجم الخدمة الحقيقية التى تقدمها خطوط السكك الحديدية خاصة للغلابة من العمال الذين لا يجدون سواها كوسيلة رخيصة للوصول والانتقال من والى أعمالهم يوميا.

وبدلا من ان يكون كل ما سبق دافعا للتطوير للافضل اصبحت تلك المبررات باعثا على الاهمال خاصة فى خطوط الغلابة مثل خط الشرق الذى يتخصص فى نقل البسطاء لطبيعته المأساوية فهم بلا وسيط يتحدث عنهم او يوصل صوتهم للمسئولين فهو ليس خطا مميزا أو درجة اولى ليحترم المسئولون ركابه أو يخشون تصعيدهم للامور ...
باختصار بدأت الرحلة من القاهرة تحديدا محطة كوبرى الليمون فى قطار خط الشرق المتجه الى المنصورة مارا بالقليوبية والشرقية والذى يتحرك فى الثانية وخمس دقائق ومن المفترض انه سريع لا يقف فى محطات صغيرة لذلك يوفرون قطارا يليه فى الثانية والنصف فى ذات الاتجاه ويمر بالمحطات الصغيرة فقطار الثانية وخمس دقائق الذى نحن بصدده لا يعرف من السرعة الا اسمها حيث تجده مع بداية الاقلاع سريعا نشيطا ولكنه سرعان ما يهدأ فى غمرة التى لا تبعد كثيرا عن محطة القطار برمسيس....اعتقدت ان ما حدث مصادفة ولكن قاطع صمتى سؤال خرج منى عفوا بصوت عال : لم التهدئة ؟ أليس قطارا سريعا ؟ فأجابنى احمد علاء- موظف مؤكدا انها لن تكون المرة الاخيرة فعلى طول الخط حتى شبين القناطر لابد ان ننسى تماما انه سريع لأن بعض ركاب القطار من العاملين بالسكك الحديدية ويعرفهم قادة القطارات ونسمع توصياتهم بآذاننا ليقف القائد فى المحطات الصغيرة اكراما للزمالة لتجده يقف فى رمادة وكفر طحا وكفر شبين ونوى وغيرها .
أما رضوى صلاح- مدرسة بأن الباعة الذين يستغلون القطار فى الصباح والمساء يضعون طيورهم فيه اذا توافرت الفرصة واذا لم تتوافر ففوق رؤوسنا على حوامل الحقائب او تحت المقاعد واياك ان تعترض فستجد الرد جاهزا ( اللى مش عاجبه ينزل ) ولا أدرى اذا كان قطارا للركاب أم البضائع فلا رقابة مطلقا ، ناهيك عن الباعة الجائلين الذين يلقون ببضائعهم على اقدامنا، واذا سقطت ولم تتناولها أو اعترضت على ذلك تجد الفاظا من أبشع ما يكون، أما إذا فكرت أن تشترى وتختار وانتهيت الى ان المعروض لا يعجبك فربما يصل التطاول الى التشابك بالأيدى دون رادع.
ولم يمر وقت طويل حتى تأكدت من أن كل ما سمعته صحيح لأرى ظاهرة أخرى كادت تنال منى شخصيا وهى إلقاء الحجارة على القطار أثناء مروره من بعض الأطفال فى الشارع وكأن ليس لهم آباء ينكرون عليهم ما يفعلون لدرجة أن إحدى السيدات أصيبت فى رأسها وأخذت تنزف حتى وصلنا الى اقرب محطة ونزلت الى المستشفى ليتم علاج الجرح واكد جميع مرتادو القطار انها ليست المرة الاولى التى يحدث فيها إلقاء الحجارة فهو وضع يتكرر يوميا فى معظم المحطات ولا نجد له حلا .
اما الاكثر من ذلك فهو تلك المقاعد المتهالكة والمكسرة والتى تتسبب فى تمزيق ملابس الركاب.
وتساءل: اين تذهب نقود التطوير والاصلاحات التى يتغنى بها القائمون على الهيئة يوميا الكارثة ان تكون مجرد كلمات اما الكارثة الاكبر ان يكون هناك إنفاق ولكنه مجرد اهدار للمال العامة وتحديدا الغلابة من رواد السكك الحديدية...
وجاءت سميحة ابراهيم موظفة فى مكتب محاسبة لتقاطع صمتى متساءلة: اين لمبات الكهرباء التى لا توجد الا فيما ندر لدرجة تجعلنا نرتعد ليلا اثناء عودتنا مساء لنرتكز جميعا كنساء فى عربة قطار واحدة تكون هى المضيئة طبعا اذا وجدناها .
فى النهاية لن تكفى اى مساحة لسرد معاناة الناس ورغم كل تلك المعاناة هم مضطرون لارتياده لأنه لا يوجد بديل .


العياط..على موعد مع الكوارث
تحقيق:رانيا صول
منطقة العياط شهدت عددا قياسيا من حوادث القطارات كان أشهرها حريق 20 فبراير 2002 الذى اشتعل فيه القطار أثناء سيره لمسافة 9 كيلو مترات وكانت الحصيلة «التقديرية» نحو ألف قتيل عدد منهم ألقى بنفسه من نوافذ القطار هربا من النيران وحوادث كثيرة اخرى متتالية آخرها فى يناير 2013! السؤال الذى كان يشغلنا هو سر تكرار حوادث السكة الحديد فى منطقة العياط.
الذى اكتشفته «تحقيقات الأهرام» هو اختفاء الرقابة من مسئولى الهيئة على مسئولى الأبراج، ووجود منحنيات خطيرة وتعطل معظم الاشارات الضوئية والكهربائية للقطارات بهذه المنطقة الخطرة وغياب عمال المزلقانات وتركها فقط لشرطى يتولى إغلاق السلسلة الحديدية علاوة على أن السيمافورات لاتعمل وهو ما يساعد على وقوع العديد من الحوادث بالمنطقة حيث لا يكاد يمر أسبوع إلا ويقع حادث قطار بالمنطقة من بداية العياط وحتى نهاية حدودها مع محافظة بنى سويف مما جعل سكان هذه المنطقة يعيشون فى حالة من الترقب والقلق خوفاً على صغارهم، بالاضافة الى العديد من حوادث مزلقانات القطارات بهذه المنطقة، ففى الصباح والمساء تطيح القطارات بالسيارات والأشخاص أثناء عبورها المزلقانات المنتشرة بقرى العياط لقيام عامل المزلقان بترك عمله فى الوقت الذى لاتعمل فيه أجراس الإنذار وعلى امتداد المسافة الطويلة التى يقطعها القطار بهذه المنطقة فيتم العثور يومياً على أشلاء الجثث على قضبان السكة الحديد الأمر الذى يدفع بالتساؤلات من جانب أهالى المنطقة وركاب قطارات الصعيد لماذا العياط التى تحولت الى مسرح لحوادث القطارات، ومقبرة لبعض ركاب القطارات فمتى ينتهى هذا المسلسل العبثي؟ ومتى ينضبط مرفق السكة الحديد قبل أن نفاجأ بكارثة جديدة فاستقالة وزير ومحاسبة بعض مسئولى الهيئة تأديبيا لم تحد من تكرار الحوادث الهزلية على قضبان السكة الحديد
سيد محمد قنديل ( ملاحظ بلوك العياط ) يؤكد انه هو نفسه متضرر من توقف حركة قطارات الركاب لانه يسكن فى الفيوم وطلب وزملاء آخرون نقلهم إلى محل اقامته الا ان طلباتهم تم تجاهلها.
فى جولة «تحقيقات الاهرام» اشتكى عدد من الاهالى من غياب الامن الذى يعد ايضا من اهم مصادر الخطر على القطارات لعدة اسباب اولها انتشار الباعة الجائلين الذين اعتادوا على ايقاف القطارات بضرب البلف الخاص بالايقاف الطارئ للقطار رغم سيره بسرعة مائة واربعين كم فى الساعة مما يعرضه للخروج عن القضبان او انقلابه وايضا اعتداؤهم احيانا على سائقى القطار لاجباره للوقوف فى اماكن غير مخصصة لتوقف القطار الامر الذى ادى الى استجابة بعض سائقى القطار لرغبات الباعة الجائلين بدلا من ان يعرضوا القطار لخطر التوقف الطارئ بشد البلف فى غياب تام لأمن القطار الذى يعد بدوره مسئولا عما يحدث داخل القطار وحماية الركاب والسائق.
وقال المهندس سمير نوار رئيس مجلس ادارة الهيئة القومية للسكك الحديدية, إن الهيئة ستعمل على منع تكرار حوادث القطارات وذلك بالتنسيق مع كافة محافظات الجمهورية لرقابة خطوط السكك الحديدية ولتأمينها ضد عبث الباعة الجائلين واللصوص الذين يشكلون خطرا على امن القطار، وان الهيئة تواصل جهودها لاصلاح كافة الاعطال بالاشارات الكهربائية وما نتج عن اعمال التخريب التى اضرت كثيرا بالمرفق لتأهيله للعمل بكامل طاقته بشكل طبيعى .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.