يغيب عن بعض الذين يتحدثون عبر وسائل الإعلام خصوصا علي شاشات الفضائيات أهمية اتقان اللغة العربية وحسن امتلاك مفاتيح النطق السليم بها كمدخل وحيد لجذب الانتباه وإثارة الاهتمام تجاه ما يطرحونه من آراء وأفكار بشأن مختلف القضايا. والحقيقة إن كل شيء يمكن التجاوز عنه في مؤهلات من يخاطب الرأي العام ما عدا غياب بلاغة القول والافتقار إلي طلاقة اللسان التي تعكس مزيجا من الموهبة الفطرية والإلمام الكامل بقواعد اللغة العربية ومعاني المفردات والكلمات التي تذخر بها لغتنا الجميلة. وبصرف النظر عن عمق التحليل وغزارة الثقافة التي تتوافر لمتحدث دون غيره تظل قدرة الجذب البلاغي هي أهم العناصر التي تشد المشاهد والمستمع إلي جوهر القضية المطروحة مهما تكن صعوبتها ومهما يكن حجم الالتباسات والتعقيدات المحيطة بها. أقول ذلك- أسفا وحزنا- من أرضية استشعار صادق لوجود خطر حقيقي علي اللغة العربية بدأ يبرز بشكل مزعج علي شاشات الفضائيات وميكروفونات الإذاعة في شكل أخطاء كارثية مخيفة تشكل عورة لا تليق ببلد الأزهر الشريف. وفي اعتقادي إنه ليس هناك من سبيل لمواجهة هذا الخطر إلا بصحوة عامة علي مستوي المجتمع ككل من أجل إعادة الاعتبار للغتنا الجميلة بدءا من فصول الحضانة ووصولا إلي ضرورة أن تكون اللغة العربية مادة أساسية حتي نهاية التعليم الجامعي بكل أشكاله ومستوياته. إننا إزاء خطر ينبغي أن تحتشد له كل مؤسسات المجتمع المدني لوقف ظواهر غريبة ومزعجة بدأت تزحف علينا وتتجسد في أوهام تدعو إلي التعالي علي اللغة العربية من خلال استخدام المفردات الأجنبية واللغة العامية في مكونات الخطاب العام إلي الحد الذي أصبحنا فيه نسمع هذه الكلمات علي ألسنة المذيعين في حواراتهم مع الضيوف وبغير اعتبار لأغلبية المشاهدين الذين لا يعرفون شيئا عن هذه المفردات الأجنبية ودون احترام لمشاعر جموع المصريين الذين يعتزون بلغة القرآن الكريم!. خير الكلام: قليل المال تصلحه فيبقي... ولا يبقي الكثير مع الفساد! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله