ما أن يهل علينا شهر رمضان في كل عام إلا وقلوب المؤمنين تهتز طربا وفرحا وشوقا لهذا الشهر الكريم، وما ذلك إلا لأنوار زينها الله تعالى في هذا الشهر الفضيل، إنها أنوار الطاعة والعبادة والمناجاة، التي يزداد المؤمن بها نوراً على نور. أهلت علينا أنوار رمضان هذا العام ومصر على أبواب عهد جديد نتطلع فيه نحو مستقبل أفضل لمصر قلب العروبة والأمة الإسلامية النابض التي خصها الله تبارك وتعالى بالذكر في كتابه الكريم في أكثر من موضع مقرونا بالأمن والأمان. وذلك بعد أيام عجاف عاشتها مصر وتيارات دينية متشددة نالت من صورة ديننا الحنيف ووسطية أزهرنا الشريف في الداخل والخارج، وسنوات طوال انفلتت فيها الأخلاق وتراجعت القيم الإسلامية الرفيعة التي ما أحوجنا إلى إعادة بنائها من جديد. أهل علينا الشهر الفضيل ونحن على عهدنا مع قراء «الأهرام» الأعزاء في الملحق السنوى «أنوار رمضان» .. رسالتنا واحدة ومنهجنا وسطي مستنير مرجعيتنا فيه الأزهر الشريف وعلماؤه، وبعيدون كل البعد عن التيارات والحركات الدينية المتشددة التي تتستر بعباءة الدين لتحقيق مكاسب سياسية حتى حين تربعت على قمة السلطة لوقت قليل ضاع هدرا من عمر الوطن تمر الأيام وتتعاقب الأجيال، ويبقي «الأهرام» منارة صامدة لا تؤثر فيه رياح من أي اتجاه, يخاطب الضمير ويغذي العاطفة الوطنية ويكرس صفحاته لنشر الفكر المستنير، ونستكمل رسالتنا تجاه القراء الأعزاء بصفحات «أنوار رمضان» التي تتفرد بها « الأهرام « عن غيرها من الصحف المصرية والعربية والإسلامية، والذي يتواصل نجاحه عاما بعد عام بتقديم العديد من التحقيقات الصحفية والحوارات مع كبار علماء الأزهر والمفكرين من مختلف التخصصات الدينية والمبتهلين ونجوم تلاوة القرآن الكريم، وفتاوى دار الإفتاء المصرية، كما نقدم كعادتنا كل عام المسابقة الدينية و100 رحلة عمرة هدية لقراء الأهرام الأعزاء. وقبل سرد صفحات «أنوار رمضان» لا بد من الإشارة إلى أن إدراك أنوار رمضان ونفحاته الربانية لا يتحقق إلا بتهيئة القلب وتنقيته وتصفيته من كل خصلة مذمومة، وتحليته بالأخلاق النبوية الشريفة والفضائل الحميدة، والخشية من الله في السر والعلن، ومراقبته سبحانه في كافة الأفعال والأقوال وما يخطر على قلب الإنسان، فلا بد من أن يكون قلبك متهيئا لهذا الشهر حتى تدرك تلك الأنوار الرمضانية.