يخوض المنتخب الكولومبى بدون نجمه الأول راداميل فالكاو جارسيا مواجهة نارية أمام نظيره أوروجواى الذى يفتقد أيضا لجهود هدافه لويس سواريز فى العاشرة من مساء اليوم فى دور ال16 للمونديال. ولا يمكن تخيل مباراة تجمع بين كولومبيا وأوروجواى دون أن تتطرق الإشارة إلى سواريز وفالكاو ، ولأسباب مختلفة لن يشارك النجمان فى المباراة على استاد ماراكانا، فيما يدخل الفريقان المباراة بأسلوب ذهنى مختلف تماما. المنتخب الكولومبى يعيش حالة مفرطة من الثقة بعد أن حقق الفوز فى جميع مبارياته الثلاث بدور المجموعات، ويبدو أن الفريق اعتاد على اللعب بدون نجمه المصاب فالكاو ، صاحب ال28 عاما نجم موناكو الفرنسي، الذى تعرض لقطع فى الرباط الصليبى للركبة اليسرى فى يناير الماضي، وفى الوقت الذى انتظر فيه خوسيه بيكرمان المدير الفنى لكولومبيا عودة اللاعب من الإصابة حتى اللحظات الأخيرة، لكن فالكاو لم يتمكن من مرافقة بعثة الفريق إلى البرازيل. ورغم ذلك ، فقد قدم المنتخب الكولومبى - بعد عودته إلى كأس العالم للمرة الأولى منذ مونديال فرنسا 1998 - مسيرة رائعة بدون فالكاو ، فيما يفتقد منتخب أوروجواى جهود هدافه سواريز نجم ليفربول الإنجليزي، الذى تعرض للإيقاف تسع مباريات ، والحرمان من ممارسة أى أنشطة تتعلق بكرة القدم طوال أربعة أشهر لتورطه فى عض كتف المدافع الإيطالى جورجو كيلليني. وقد تأهل منتخب أوروجواى إلى دور ال16 بعد الفوز على إنجلتراوإيطاليا، والهزيمة أمام كوستاريكا فى المباراة الوحيدة التى غاب عنها سواريز ، أما كولومبيا فتغلبت على اليونان وكوت ديفوار واليابان فى دور المجموعات، لتتأهل إلى الدور الدور الثانى بعد جولتين فقط، حيث يمتلك الفريق ثانى أقوى خط هجوم فى البطولة بعد هولندا، بينما اهتزت شباك الفريق بهدف أقل من هولندا متصدرة المجموعة الثانية. ففى غياب فالكاو، بزغ نجم لاعب الوسط جيمس رودريجيز البالغ من العمر 23 عاماً، حيث سجل ثلاثة أهداف بواقع هدف فى كل مباراة من المباريات الثلاث لكولومبيا فى دور المجموعات، كما أن المهاجم جاكسون مارتينيز ، ولاعب الوسط خوان جوييرمو كوادرادو أديا بشكل جيد جدا. وكان الوضع مغايرا تماما بالنسبة لمنتخب أوروجواي، حيث حسم الفريق تأهله إلى الدور الثانى عبر المواجهة الأخيرة فى دور المجموعات امام إيطاليا، ومنذ ذلك الحين قضى الفريق كل الوقت خائفا على مصير سواريز. وفى نهاية المباراة أمام إيطاليا كانت واقعة عض سواريز لكيللينى الحدث الأبرز فى كأس العالم، حيث بدأت التحقيقات فى الواقعة على الفور ثم صدر قرار إيقاف اللاعب قبل ساعات من سفر منتخب أوروجواى إلى ريو دى جانيرو ، ويشعر لاعبو أوروجواى بالغضب لغياب سواريز، ولكنهم شددوا على أن هذا الأمر سيكسبهم قوة أكبر. فقال دييجو لوجانو قائد منتخب أوروجواى عبر حسابه على شبكة التواصل الاجتماعى «فيس بوك» : «لن يوقفنا شيء، سنواصل التقدم بالتواضع والاتحاد والالتزام، سنتعلم من أخطائنا ونسير دائما برؤوس مرفوعة«. ولعب سواريز وادينسون كافانى بشكل جيد أمام إنجلترا، وسجل سواريز هدفين، ولكن رغم أنه عجز عن هز الشباك الإيطالية فإنه كان سيشكل مصدر تهديد واضح لأى خصم فى دور الستة عشر. ومن المقرر أن يشارك المخضرم دييجو فورلان -35 عاماً- الحاصل على جائزة أفضل لاعب فى مونديال 2010 بجنوب افريقيا، مكان سواريز. وقد اشتهر منتخب أوروجواى بأنه يتوهج فى اللحظات العصيبة وقادر على ازعاج أى منافس مهما كانت قدراته. وعلى الجانب الأخر تمتلك كولومبيا فريقا شابا، ولم يسبق لأى من لاعبيه المشاركة فى كأس العالم قبل البطولة الحالية، ولكن الفريق يحظى بمساندة جماهيرية ضخمة فى المدرجات.