صباح امس ادت الموسيقات العسكرية عرضا رائعا ضمن حفل تخريج الدفعة 108 بالكلية الحربية، ودفعات اخرى من المعاهد العسكرية، استعرضت امام الرئيس السيسى كل ما تعلمته من تدريبات وفنون القتال، وقواعد واصول الانضباط. ولمن لا يعرف معنى الموسيقات العسكرية من شباب هذه الايام، فقد كانت فخرا لجيلنا طوال سنوات الستينيات، حين كانت صاحبة الترتيب الاول عالميا لحقب طويلة، وكانت الصفحة الاخيرة من هذه الجريدة تهتم- كثيرا- بمتابعة نشاطات تلك الفرقة البديعة، التى اشتهرت بفصيل موسيقى القرب من مرتدى الملابس الفرعونية، والتى ضمت- امس- فصيلا بملابس الجيش المصرى ايام محمد على كذلك. امس.. وللمرة الاولى منذ زمن بعيد، عزفت الموسيقات العسكرية ضمن مقطوعاتها المتتابعة لحن: (والله زمان يا سلاحى) النشيد الوطنى السابق الذى ألفه الاستاذ صلاح جاهين وغنته السيدة أم كلثوم فى لحن إثارى وطنى رائع للموسيقار كمال الطويل. وقد استرجع ذلك اللحن فى نفوسنا ذكريات خالدة وكبيرة تبلور معنى محبتنا للوطن واستعدادنا للبذل فى سبيله. وبيقين فقد تعرض ذلك اللحن لاستبعاد ونفى مقصود لسنوات تلت معاهدة السلام، تَزَيد فيها بعض بيروقراطى السلطة المنافقين فى مصر حين اكدوا ان ذلك النشيد مرتبط بجو الحرب ولا يصلح لمرحلة السلام، فيما حرص بعض اصحاب العداءات التاريخية اللدود مع ثورة 23 يوليو المجيدة على اطاحة نشيد (والله زمان يا سلاحى) لانه- فى نظرهم- يرتبط بمعركة جمال عبد الناصر فى السويس وهو ما لا يحبوا ان يذكروه او يتذكروه لانهم يرتبطون بجزء من الوطن وفقرة من تاريخه ولا يدركوا الولاء الجامع للبلد. اليوم.. مصر تتذكر (والله زمان يا سلاحى) وهى تخوض معركة جسورة ونبيلة ضد قوى الارهاب الاسود، وهى- ايضا- تستأنف دورها التاريخى فى حماية النظام العربى وأمنه القومى. اليوم.. تردد مصر: (والله زمان ع الجنود.. زاحفة بترعد رعود.. حالفة تروح لم تعود.. إلا بنصر الزمان)